ليبيسكا: أردوغان تحالف مع الوفاق للظفر بمقعد في «غاز المتوسط»
قال ديفيد ليبيسكا، الصحفي الأمريكي المتخصص في الشئون الخارجية، إن النتائج الوردية التي اختتم بها مؤتمر برلين للسلام في ليبيا، والتعهد بالالتزام بحظر الأسلحة والدفع باتجاه وقف دائم لإطلاق النار، تتناقض بشكل كبير مع الواقع المعقد على الأرض، في ظل إصرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على إرسال قوات إلى طرابلس، واشتباكها مع الجيش الوطني الليبي.
خطأ الاتحاد الأوروبي
وأشار إلى أن تصور الاتحاد الأوروبي بأن حكومة الوفاق تسحب الفصائل بعيدًا عن المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، لإضعاف موقفه والسيطرة على المعارك في الداخل، وتقليله من تقديره لالتزام مصر والإمارات بدعمهما للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، كان خاطئا.
وأكد، في مقال له بصحيفة «أحوال» التركية، أن ما حدث هو العكس تمامًا، حيث تقدمت قوات حفتر وسيطرت على العديد من المناطق داخل ليبيا، وهو ما جعل إيطاليا وفرنسا تنسحبان من دعمهما لحكومة الوفاق، ومن ثم أصبحت تركيا وحيدة في تحالفها معها.
انتصارات حفتر تضع «الوفاق» وتركيا تحت ضغط
وأشار «ليبيسكا» إلى قول ألكسندر كلاركسون، محاضر الدراسات الألمانية والأوروبية في جامعة «كينجز كوليدج»، إن إصرار الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر على النصر، يضع حكومة الوفاق، المدعومة من تركيا، تحت ضغط كبير.
وأضاف «ليبيسكا» أن تدخل أردوغان في ليبيا هو جزء من محاولته لإحياء حلم «الخلافة العثمانية» بعد الإطاحة بالرئيس الليبي معمر القذافي في عام 2011، وعبر دعمه الجماعات الإسلامية المتطرفة، خاصة جماعة الإخوان المسلمين، التي لديها نفوذ سياسي واسع داخل حكومة الوفاق.
أردوغان يسعى لضمان مقعد في «غاز المتوسط»
وأوضح أن التحالف الرباعي للغاز بين قبرص واليونان ومصر وفرنسا، دفع تركيا لعقد اتفاق مع حكومة الوفاق، أملا في أن تحتفظ بمقعد لنفسها في طاولة المفاوضات حول الغاز في البحر الأبيض المتوسط.
وشكك الكاتب الأمريكي، بنهاية مقاله، في احتمالية انتهاء العنف في المنطقة على المدى القريب، قائلا إنه ليس هناك خيار للأطراف المتنازعة سوى التصعيد.
