رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير أمريكي: تحالف قطر وتركيا «الخبيث» يدعم الشر من العراق حتى ليبيا

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت مجلة "ناشيونال انترست" الأمريكية، عن مخاطر التحالق القطري التركي على واشنطن، داعيا الأخيرة إلى ضرورة وضع استراتيجية للحد لما وصفته بسلوك أنقرة والدوحة "الخبيث".

التحالف القطري التركي


وتابع التقرير الأمريكي، أن قطر تقود تحالفا ضد كلا من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وتدعمها أنقرة في هذه الحرب التي زادت من الصراعات الموجودة بالفعل في منطقة الشرق الأوسط المضطربة في الأصل، وتدعمان بعضها البعض في السلاح، فضلا عن بعض المشروعات التنموية المشتركة، والأهم الاستراتيجية المتطرفة التي تجمع ما بين الحليفين.

وكشف التقرير أن هذا التحالف "الخبيث القطري التركي" يزيد من التناحر بين الفصائل المختلفة من العراق إلى ليبيا، بل أن هذا الحلف يسعى الآن لإبراز قوته، غير مهتمين باستقرار المنطقة.

الدعم المبتادل بين الحليفين

يعد الاجتياح التركي في الشمال السوري الذي بدأ في أكتوبر 2019 أحدث مثال يكشف كيف يلعب هذا التحالف الخبيث من أدوار الشر في المنطقة العربية، فقد كانت قطر واحدة من الجهات الداعمة للاجتياح التركي في الشمال السوري بجانب باكستان، إذ دعمت قطر العملية الدولية المرفوضة من العالم بأسره.

وفي نفس السياق، دعمت تركيا قطر، عندما قطعت المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر والإمارات العربية المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع قطر، بسبب دعمها للأنشطة الإرهابية، لاسيما نشاط جماعة الإخوان، إذ فرضت دول الرباعي حصارًا بريًا وبحريًا وجويًا في يونيو 2017 على الدولة الخليجية، فيما ظهرات تركيا هي المنقذ للدوحة، حيث قدمت تركيا شريان الحياة لقطر، وأرسلت طائرات شحن تحتوي على الطعام والسلع الأخرى، وفي حين أن كل من تركيا وقطر حليفان ظاهريان للولايات المتحدة وتستضيفان قواعد أمريكية رئيسية، إلا أنهما يعملان الآن جنبًا إلى جنب للترويج لجدول أعمال إخواني ارهابي مزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

العلاقات التركية القطرية في عهد أردوغان

وكشفت "ناشيونال إنترست"، أن المحور القطري التركي زاد في القوة والمتانة بعد أن تولى حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم تحت قيادة رجب طيب أردوغان السلطة في عام 2002، وكانت المساعدات الإنسانية التي قدمتها تركيا في بداية الحصار عام 2017 مجرد علامة أوضح على التقارب الاستراتيجي الذي كان يخيم على مدار سنوات، والذي شكله تقارب مشترك للإخوان والارهابيين.

كما أردف التقرير، أن أيديولوجية الإخوان، هي لب المحور التركي-القطري، حيث يتمتع حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان بتاريخ طويل مع جماعة الإخوان، حيث يحتضن العديد من أفرا الجماعة علنًا، لاسيما بعد تولي أردوغان الحكم، أما من ناحية قطر، فإن قطر تدعم أيدولوجية جماعة الإخوان وتعززمصالح الجماعة في الخارج، فقد أصبحت تركيا وقطر معًا طوق نجاة لمجموعات كاملة من جماعة الإخوان، ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية إلى معاقبة الأفراد والكيانات التي تتخذ من تركيا وقطر مقرًا لها لمساعدة وتحريض تنظيم داعش والقاعدة وغيرها.

شخصيات إخوانية تستضيفها قطر

تضم قطر قائمة طويلة من رجال جماعة الإخوان منهم شخصيات بارزة مثل يوسف القرضاوي، وهو المعروف بتشجيعه الهجمات الإرهابية ضد أعضاء الخدمة الأمريكية في العراق، ووجدي عبد الحميد محمد غنيم، واعظ متطرف أطلق على عمليات مقاومة "تنظيم داعش" بالحملات "الصليبية".

كما وفرت تركيا وقطر ملاذات آمنة لممولي الارهاب في العالم في انتهاك صارخ للعقوبات الأمريكية والأمم المتحدة، على سبيل المثال عندما تتعرض دولة ما لضغوط لطرد شخص ما، فإن البلد الآخر يأخذها، وهو ما يحدث بين قطر وتركيا، حيث يتبادلان الارهابيين ورجال الجماعة فيما بينهما.

رجال القاعدة في حماية قطر وتركيا

إن أشهر الرجال في عالم الارهاب هو حارث الضاري، وهو ممول شهير لتنظيم القاعدة في العراق، وابنه، مثنى، فقد التقى الأمير السابق "حمد بن خليفة آل ثاني" بالضاري بعد شهر واحد فقط من تعيينه واشنطن كراعيًا للقاعدة في العراق في عام 2008، وعندما افتتحت قطر مسجدها الكبير في عام 2011، تم الترحيب بالضاري كضيف شرف.

وعندما توفي الضاري في تركيا في عام 2015، وسافر حمد، الذي تنازل في ذلك الحين لصالح ابنه تميم، إلى الأردن لنقل تعازيه إلى ابن حارث مثنى، تم تصويره وهو يتبادل العناق والقبلات مع الأخير، ورغم أن المثني ممنوع من السفر من قبل الأمم المتحدة، لكن هذا لم يمنع قطر من السماح له بدخول البلاد، بما في ذلك ظهوره في الاستوديو على "قناة الجزيرة"، كما استضافه رئيس مديرية الشؤون الدينية في تركيا في أنقرة في عام 2017.