رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بيزنس العمرة.. «الدستور» تحقق في عودة سماسرة التأشيرات

صورة تعبيريه
صورة تعبيريه

أزمة متكرّرة يواجهها المقبلون على أداء العمرة بعد الخضوع لاتفاقات غير رسمية مع سماسرة رحلات العمرة، والوقوع كفريسة لعمليات النصب والاحتيال، التي يروج لها هؤلاء السماسرة ببرامج سفر وهمية وأسعار باهظة، فالشركات السياحية المسجلة على البوابة المصرية للعمرة بلغ عددها 1833 شركة، وهي الجهات الوحيدة المسؤولة عن تنظيم رحلات العمرة.

«الدستور» حقّقت في عودة سماسرة تأشيرات العمرة من جديد خلال السطور التالية، من خلال الحديث مع حالات تعرضت للنصب والاحتيال أثر خضوعهم لاتفاقات وهمية مع هؤلاء السماسرة الذين يستغلون احتياجهم للسفر وأداء العمرة، ما يكلّفهم مبالغ أعلى من التكلفة الحقيقية لرحلة العمرة.

أحمد السوداني من محافظة الدقهلية، أحد ضحايا سماسرة العمرة، قال: «أعيش في قرية صغيرة وليس لدينا شركات سياحة داخل القرية، والنظام المعتاد للسفر إلى الحج أو العمرة عن طريق السماسرة الذين يجهزون لنا جميع الأوراق بدءًا من جواز السفر، وحتى الحصول على التأشيرة والسفر والعودة، فنكون دائمًا تحت رحمتهم.

ومنذ عامين، قرّرت السفر إلى عمرة المولد النبوي وتم الاتفاق مع أحد السمسارة الموجودين على كافة الاستعدادات، وكان لديه أكثر من سعر حسب مكان الفندق في المدينة المنورة ومكة المكرمة، واخترت أعلى سعر بعد تأكيده أن الفندق سيكون مقابل للحرم المكي، ولن أحتاج إلى التنقل عبر مواصلات.

وتابع أحمد "بعد انتقالنا من المدينة إلى مكة وجدت أن الفندق الذي حجز لي فيه السمسار بعيد جدًا عن الحرم وأحتاج إلى ركوب مواصلة أخرى لمدة لا تقل عن ثلث ساعة، ووجدت الغرف بها 4 أسرة أي أنني لن أكون بمفردي في الغرفة، كما تم الاتفاق معي:"طبعًا اتصدمت، لكن معرفتش أعمل حاجه فهو لا يعمل تابعًا لأي شركة سياحة حتى أقوم بشكوتها".

وأوضح "سماسرة العمرة يظلوا لمدة طويلة يجمعوا المعتمرين أو الحجاج، ثم يبقى مدة أطول يتنقل من شركة سياحة إلى أخرى للبحث عن العرض الأمثل له ونسبة العمولة الأكبر، فآخر ما يفكر فيه السمسار هو جودة الخدمات المقدمة لا يهمه سوى العمولة التي سيقبضها".

وتعد مصر الأولى عربيًا في أعداد المعتمرين حسب إحصائيات صادرة عن المملكة السعودية، فوصل عدد المعتمرين إلى 541 ألف و951 معتمرا، لتكون مصر الأولى عربيًا والرابعة بين جنسيات العالم التي أدت العمرة لعام 2019.

وتجاوزت شركات السياحة المصرية العدد المحدد من قبل وزارة السياحة المصرية بـ500 ألف تأشيرة سنويًا، حيث بلغت الزيادة 41 ألف و951 معتمرًا.

السوداني لم يكن الضحية الوحيدة لسمسارة العمرة فصفية شلباية، 67 عامًا، التي دفعت 10 آلاف جنيه قيمة العمرة ظلت شهران كاملان تنتظر التأشيرة التي لم تأتِ.

قالت صفية: "كسر فرحتي بالعمرة، فأنا انتظرت طوال عمري لهذه اللحظة وبعد أن كانت أمامي لم أحصل عليها بسبب السمسارالذي ظل يؤجل في ميعاد حصولي على التأشيرة حتى جاء موعد السفر وسافر الجميع إلاّ أنا.

وتابعت "لم يقل لي أن هناك أزمة تواجهه في الحصول على التأشيرة، بل على العكس كان يطمئني طوال الوقت حتى قمت بتجهيز حقيبة سفري وبعد سفر الجميع قال لي إن هناك مشكلة فى التأشيرات وأنها مشكلة عامة، لكننى علمت بعد ذلك أن شركة السياحة التى يجمع لها المسافرين حدثت بينهم مشكلة لها علاقة بنسبته من الأرباح ولم تعط له تأشيرات السفر.

في سياق متصل، قال أحمد إبراهيم، رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، إن بوابة العمرة هي المسؤولة الوحيدة عن تنظيم رحلات العمرة، مشيرًا إلى أن البوابة استطاعت إصدار 12 ألف تأشيرة عمرة منذ إطلاقها بالتنسيق مع شركات السياحة، إضافة إلى تطبيق نظام الباركود الذي يتم الاستعلام عنه عند بوابة المطار، كنوع من أنواع الأمن لدى المسافرين.

وتابع إبراهيم: "غرفة السياحة تسعى دائمًا لتنظيم حملات توعوية موسعة بشأن أهمية بوابة العمرة، وكيفية الحجز والتعامل معها، تجنبًا لوقوع المواطنين المقبلين على أداء العمرة من الوقوع كفريسة لعمليات النصب والاحتيال، مؤكدًا أن العمل داخل المطارات يسير حاليًا بشكل منضبط وأكثر سهولة، وأن هناك تصدي كبير لهؤلاء السمارة فلن يسمح لأي مواطن لا يحمل الباركود السفر عبر المطار".