رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المونيتور: «مؤتمر برلين» صخرة حطمت «العثماني».. ومصر وقفت لأطماعه بالمرصاد

مؤتمر برلين
مؤتمر برلين

قال موقع المونيتور الأمريكي، اليوم الثلاثاء، إن مؤتمر برلين الذي انعقد في العاصمة الألمانية، الأحد الماضي، انقلب على تركيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان الذي كان يأمل في أن يأتي المؤتمر بثماره التي يريدها.


أردوغان يعود خالي الوفاض من برلين
و كشف المونيتور، عن تحركات أردوغان الأخيرة في ليبيا، وقال إنها كانت السبب في عقد مؤتمر برلين، بسبب استفزازه المجتمع الدولي، الذي سارع لاتخاذ إجراءات ضد التحركات التركية الأحادية الجانب، لكن من ناحية أخرى، فإن البيان الختامي الذي اتفقت عليه القوى الأجنبية خلال المؤتمر يتعارض مع مصالح أنقرة وخططها العسكرية.

واتفقت الدول المشاركة في المؤتمر، على حظر إرسال الأسلحة إلى ليبيا، وفرض عقوبات على الأطراف التي تخرق حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة، هو أمر يعيق فعلًا المغامرة العسكرية التركية.

كما يدعو البيان إلى تشكيل حكومة وحدة معترف بها من قبل البرلمان الذي يتخذ من طبرق مقرًا له في مدينة طبرق، وهو البرلمان الذي يعارض بشدة التعاون العسكري واتفاقات الحدود البحرية، التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق غير المعتمدة التي قادها فايز السراج.

ومن ناحية أخرى، فقد عززت روسيا ومصر والإمارات العربية المتحدة دعمها لقائد الجيش الوطني الليبي خليفة حفتر، الذي أعلن في ي 18 يناير، بأنه سيمنع صادرات النفط من الموانئ الرئيسية في البلاد ردًا على تصرفات تركيا فيما حذرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من أن تعطيل إنتاج النفط يمكن أن يكون له "عواقب وخيمة أولًا وقبل كل شيء على الشعب الليبي".

محاولات تركيا الفاشلة في ليبيا
وفي سياق أخر، فقد فشلت كل محاولات أردوغان سواء في اجتياح ليبيا، او وقف إطلاق النار، لاسيما مع فشل محادثات وقف إطلاق النار التي تم التوصل اليها برعاية تركية روسية، والتي عقدت في موسكو، فقد كانت تركيا على وشك تسجيل نتائج مبهرة، لكن حفتر غادر طاولة المفاوضات دون التوقيع على اتفاق الهدنة الذي قاد الجميع إلى نقطة الصفر.

أسباب فشل أردوغان في ليبيا
رصدت المونيتور مجموعة من الأسباب أدت إلى فشلها في ليبيا وعطلت خططها العدوانية في البلد الذي مزقته الحرب، وبصرف النظر عن الاعتراضات، يأتي بعد ذلك ضعف القدرات التسليحية التي يواجهها سلاح الجو التركي، بعد محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، فإن المسافة بين البلدين تمنع تركيا من القيام بعمليات جوية فعالة في المجال الجوي الليبي، كما تحطمت آمال تركيا في استخدام الدول المجاورة كطرق وقواعد لوجستية بسبب الموقفين المحايدين بشدة لتونس والجزائر.

تونس والجزائر تحطمان أحلام الأغا
وقال الموقع الأمريكي إنه من أسباب فشل أردوغان في اجتياح ليبيا، رفض تونس التعاون معه والسماح لقواته بالمرور من خلالها، فقد رفض الرئيس التونسي قيس سعيد أن تدعم تونس الاجتياح التركي في ليبيا، فيما سبب فشل أردوغان في دخول ليبيا في غضب حركة النهضة ورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، زعيم النهضة وهو صديق حميم لأردوغان في شبكة الإخوان.

كما تبنت الجزائر موقفا مماثلا بإعلانها، أن البلاد ستحافظ على علاقاتها مع الأطراف الليبية المتحاربة دون التدخل، بعد أن زعمت بعض الأنباء أن فرقاطتين تركيتين كانتا في طريقهما إلى الموانئ الجزائرية.

مصر تصد الاجتياح التركي في ليبيا
ومصر، باعتبارها واحدة من الحلفاء المهمين لحفتر، تحدت خطط تركيا بشكل أكثر انفتاحًا من أي وقت مضى، فقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن القاهرة عازمة على اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد أي تدخل تركي، فقد أثار هذا الإعلان احتمال تحويل ليبيا إلى مشهد مواجهة مباشر بين تركيا والكتلة المصرية الإماراتية، التي تتعارض مع سياسات السياسة الخارجية لأنقرة منذ عام 2013، كما تزامنت المناورات العسكرية لـ مصر "قادر 2020" مع اجتماع موسكو الذي دفع الكثيرين إلى اعتبار التدريبات استعراضًا للقوة ضد تركيا.

لص الغاز
من أهم أٍسباب فشل أردوغان في التواجد في الأراضي الليبية، هو الاتفاقيات التي تم توقيعها بين كلا من اليونان وقبرص واسرائيل لحماية التنقيب في شرق المتوسط، لاسيما وقد زادت الاتفاقية الموقعة بين السراج وأردوغان من حدة التوتر في المنافسة على موارد الهيدروكربون في شرق البحر المتوسط.

وقال أردوغان إن الصفقة التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني لترسيم الحدود البحرية ستقضي على جهود كتلة قبرص واليونان وإسرائيل ولربط حقول الغاز في شرق البحر المتوسط ​​بالأسواق الأوروبية التي تتجاوز تركيا، استجابة لذلك، كثفت الكتلة هذه الجهود من خلال توقيع اتفاق تعاون في مجال الطاقة بين اليونان وإسرائيل وقبرص.

وفي يناير 8، اجتمع وزراء خارجية اليونان ومصر وقبرص في القاهرة لإعلان أن الاتفاقات التي وقعتها تركيا مع حكومة الوفاق الوطني "لاغية"، في خطوة تعمق عزلة تركيا في الساحة الدولية.