رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاوي صيادى الإسكندرية.. النوة أولها «المكنسة» وآخرها «عوة» (فيديو)

 صياد الإسكندرية
صياد الإسكندرية

لم تستطع النوة أن تبعدهم عن البحر الذي أصبح ملاذهم الوحيد حتى ظل سوء الأحوال الجوية، لكن في هذه الحالة يكتفوا بالجلوس على شاطئه يحتسوا الشاي ويتسامرون، هؤلاء هم صيادو منطقة ميناء الغربي الأنفوشي بجمرك الإسكندرية.

"البحر رزقنا.. بس في حالة النوة لا نقدر على المغامرة في الخروج إلى الصيد" هكذا بدأ السيد محمد البالغ من العمر 50 عاما حديثه لـ"الدستور"، قائلا: "في شباب صغير بتجازف أو مراكب كبيرة الصيد وقت النوة. لكن أحنا على قدنا بنسرح بفلوكة صغيرة".

وأضاف أن الصيادين كلهم توارثوا المهنة أبًا عن جد وليس صيادو الأنفوشي فقط، بل والميناء الشرقي، وأبو قير والمكس، ولكن الشباب الجديد بيكون الصيد هواية، أو يكون والده صياد مثلنا.

والتقط الحديث محمد حمادة 66 عامًا، إن "أهالينا صيادين وكل ما في العائلة يعمل في الصيد حتى البنات بيخرجوا مع أهلهم في البحر، فكانت والدتي تخرج مع جدي، فلم يكن هذا شيئًا غريبًا بل كل الصيادين على هذا الحال".

وتابع: "خرجت على المعاش ولكنني ما زلت أخرج للبحر، فالصياد يخرج على 65 عامًا، ولا نعرف لماذا؟ فتلك المهنة تصيب الرجل بالكبر مبكرًا بسبب التعرض للأجواء الصعبة ولكن لا يوجد لنا غيرها".

وأضاف: "لدي فلوكة صغيرة أخرج بها مع فردين يعملون معي، والرزق ينقسم بيننا، ولكن في أجواء النوات لا نستطيع الخروج، حتى لا نتأذي ونحن كبار في السن فننتظر اعتدال الأجواء، حيث أننا نعرف مواعيد النوات بخبرتنا في البحر".

وقال محمد جابر، صياد، إن النوات بدايتها الفعلية هي نوة المكنسة، وهي واحدة لكن بدأ يثار عبر الإنترنت وجود توابع المكنسة، ثم تأتي نوة كرم، ثم "قاسم"، والفيضة الصغرى، والفيضة الكبري، ثم الميلاد تليها الغطاس.

وتابع: بعد نوة الغطاس تأتي أيام يقول عنها الصيادين إنها الليالي، حيث في شهر "طوبة" يكون السمك في البحر مربوط، وفي 25 من شهر طوبة تأتي نوة تسمى "المستلفات" تستمر لمدة 10 أيام -5 من طوبة و5 من أمشير-، فتحل تلك الليالي والسمك يبدأ يخرج مرة أخرى، ثم تأتي في 10 أمشير نوة الشمس الصغرى، وأواخر الشهر تأتي "الحسنات"، ثم الشمس الكبيرة في شهر برمهات، والذي في أخره أوائل شهر إبريل تأتي نوة "عوة" والتي لا بعدها نوة، ثم يبدأ الجو في الاعتدال في شهر "بشنس" ويسمى نفضات الشعير حتى شم النسيم.

واختتم: "نحن كصيادين نعرف تلك النوات من القدم من أجدادنا، ونحسبها بالأشهر القبطية ولها أسمائها المتداولة بيننا، ولكن هناك تغيرات طرأت عليها بإختلاف المناخ الأن، وجد عليها أسماء جديدة وتوابع، ولكننا نسير وفق ما نعرفه".