رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدائرة المغلقة.. أسرار شلة نتنياهو داخل إسرائيل

نتنياهو
نتنياهو


رغم ما يواجهه من اتهامات بالفساد وضغوط وعواصف سياسية تستهدف إقصاءه عن رئاسة الحكومة الإسرائيلية، التى هيمن عليها أكثر من سابقيه، فإن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، ظل حريصًا على توطيد علاقته بمجموعة قليلة من الأصدقاء، وقضاء أطول وقت ممكن معهم. وعلى عكس عادة الحكام، فإن «شلة نتنياهو» لا تقوم على مجموعة من السياسيين أو المفكرين ذوى الاهتمامات المشتركة، بل تتكون بالأساس من مطربين وممثلين ورجال قانون، بالإضافة إلى رجال دين أيضًا، مع إتاحة مقعد أو مقعدين فقط لدبلوماسيين أو عاملين فى المجال السياسى العام. «الدستور» تستعرض فى السطور التالية طبيعة أصدقاء «نتنياهو» المقربين، وظروف نشأتهم واهتماماتهم وخلفياتهم الفكرية والدينية، بالإضافة إلى آرائهم الخاصة فى صديقهم المقرب.

الحاخام مئير لاو.. المستشار الدينى الذى أقام مراسم زواجه

من أصدقاء «نتنياهو» المقربين، ولد فى عام ١٩٣٧ ببولندا، وهو الابن الأكبر للحاخام موشيه حاييم لاو، من عائلة متدينة أنجبت الكثير من الحاخامات. قضى سنواته الأولى فى حى بيوتركوف تريبيونالسكى اليهودى فى بولندا، وفى أكتوبر ١٩٤٢ تم ترحيل والده وشقيقه إضافة إلى معظم يهود المدينة إلى معسكر الإبادة فى تريبلينكا لكنه تمكن من الهرب مع والدته، ثم انتقل بعد سنوات لإسرائيل، ودرس التوراة، وكان عضوًا نشطًا فى «معسكر التوراة» الذى سعى إلى تعزيز العناية بالمهاجرين الجدد ومواجهة العلمانية. خدم الحاخام فى عدد من المواقع الحاخامية، وفى ١٩٨٣ انتخب عضوًا فى مجلس الحاخامية الكبرى، ثم تم انتخابه رئيسًا للحاخامات اليهود من أصول غربية «الأشكيناز» فى إسرائيل، وخدم لمدة عشر سنوات «مدة الولاية المنصوص عليها فى القانون» حتى عام ٢٠٠٣، ثم أعيد انتخابه ليكون بمثابة حاخام تل أبيب، وفى ٢٠٠٨ تم تعيينه فى منصب رئيس «ياد فاشيم» المنظمة التى تخلد ذكرى الهولوكوست. وفى ٢٤ مايو ٢٠١٧، عندما اقترب من عمر ٨٠ عامًا، استقال الحاخام من منصب كبير الحاخامات فى تل أبيب ومن عضوية مجلس الحاخامات الرئيسى، وله عدة مواقف مثيرة للجدل أهمها إصداره فتوى بإجازة القتل الرحيم لمريض مصاب بمرض عضال. ولعب دورًا كبيرًا فى الحفاظ على الاتصال بين القادة اليهود وقادة الكنيسة الكاثوليكية، وتحقيقًا لهذه الغاية التقى البابا يوحنا بولس الثانى وأصبح أول حاخام كبير يلتقى البابا. وعن علاقته بـ«نتنياهو» يقول الحاخام، لموقع «كيكار هشبات» المعنى بشئون المتدينين، إنه من أقام مراسم زواج «نتنياهو» من زوجته «سارة»، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة كانت بداية لتوطيد علاقتهما التى تطورت بسبب تدين رئيس الوزراء، واهتمامه بالشئون الدينية اليهودية، ويتفاخر الحاخام بحفظ وصايا موسى وتنفيذها وأنه غير مهتم بالسياسة مطلقًا.


الأفوكاتو يوسى كوهين.. ابن العم ومحامى العائلة وضحية حرب الاستنزاف

ابن عم «نتنياهو»، ومحام متخصص فى القانون التجارى، من مواليد ١٩٤٩، وهو على قائمة المحامين الذين يدافعون عن «بيبى» فى قضايا الفساد.
عاش فى تل أبيب، وكان والده أمينًا فى المحكمة الجزئية، وأصيب بجروح خطيرة خلال خدمته العسكرية فى لواء المظليين، أثناء عملية إنقاذ فى وادى الأردن خلال حرب الاستنزاف، ونتيجة الإصابة سقط فى غيبوبة وفقد ساقه. وفى عام ١٩٨٦ حصل على درجة البكالوريوس فى القانون، وفى عام ١٩٩٢ حصل على درجة الماجستير فى القانون من جامعة تل أبيب، ثم بدأ رحلة الحصول على الدكتوراه، ورغم أنه لم يكمل مشواره البحثى فى جامعة تل أبيب، إلا أنه حصل على درجة الدكتوراه من جامعة نيوبورت فى عام ٢٠٠٤، وشهادته مثار جدل فى إسرائيل، وهناك من يشكك بها، وأشيع عنه شرهه لشراء الشهادات الأكاديمية. يملك «كوهين» مكتبًا مستقلًا، وهو مؤلف كتاب «قانون الشركات» من أربعة مجلدات، إضافة إلى ذلك كتب رواية باسم «صندوق المال» وهى سيرة ذاتية، تُرجمت إلى الألمانية. ويتولى «كوهين» مهمة الدفاع عن عائلة «نتنياهو» أمام الجهات القضائية، وسبق أن قاد فريق الدفاع عنه فى القضية المعروفة إعلاميًا بــ«سلوك نتنياهو تجاه موظفى مقر رئيس الوزراء»، التى ضمت إلى جوار «بيبى» زوجته «سارة».



الدبلوماسى دورى جولد.. عمل معه فى سنوات ولايته الأولى.. ويتفقان ضد إيران

رغم كون أصدقاء «نتنياهو» المقربين من خارج عالم السياسة، إلا أن جولد يعد الاستثناء لهذه القاعدة، فهو ليس فقط صديقه المقرب، بل شريكه أيضًا فى العمل بعدة حكومات. «جولد» دبلوماسى خدم فى مناصب مختلفة فى ظل العديد من الحكومات الإسرائيلية، ويشغل حاليًا منصب رئيس مركز القدس للشئون العامة، وكان أيضًا مستشارًا لرئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق، آرييل شارون و«نتنياهو» نفسه خلال فترة ولايته الأولى، والذى عينه لاحقًا مديرًا عامًا لوزارة الخارجية الإسرائيلية حتى أكتوبر ٢٠١٦. ولد «جولد» فى عام ١٩٥٣ فى هارتفورد بالولايات المتحدة، ونشأ فى منزل يهودى محافظ، ثم قضى تعليمه الابتدائى فى مدرسة أصولية يهودية، ثم التحق بجامعة كولومبيا، وحصل على درجتى الماجستير والدكتوراه فى العلوم السياسية والدراسات الشرق أوسطية. درس الأدب العربى وتخصص فى القانون الدولى، وكانت رسالته للدكتوراه عن المملكة العربية السعودية، وتسبب الأساس الذى وضعه فى هذا البحث فى أن يصل أحد كتبه إلى خانة الأكثر مبيعًا فى عام ٢٠٠٣، وفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز». مسيرته السياسية بدأت فى عام ١٩٨٥، عندما شغل منصب باحث رئيسى فى مركز «موشيه ديان» لدراسات الشرق الأدنى بجامعة تل أبيب، وفى وقت لاحق، تم تعيينه مديرًا لمشروع السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية، فى مركز «يافا» للدراسات الاستراتيجية، وشغل هذا المنصب من ١٩٨٥ إلى ١٩٩٦، وفى عام ١٩٩١ كان مستشارًا للوفد الإسرائيلى فى مؤتمر مدريد للسلام. بين عامى ١٩٩٧ و١٩٩٩ شغل «جولد» منصب السفير الإسرائيلى لدى الأمم المتحدة، وفى عام ١٩٩٨ كان عضوًا فى الوفد الإسرائيلى فى المفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، فى عهد الرئيس الأمريكى الأسبق، بيل كلينتون. التشابه بين «جولد» و«نتنياهو» يظهر فى مواقف سياسية متعددة، أهمها مهاجمة إيران، وفى ٢٠٠٦ قاد جهودًا دولية للدعوة إلى اتخاذ الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة تدابير قانونية ضد الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد، متهما إياه بالتحريض على الإبادة الجماعية لليهود.

الممثل الكوميدى موتى جلعادى.. جاره السابق.. ويجمعهما حب تقليد الشخصيات


شاعر وملحن ومطرب، ولد فى بولندا فى ١٨ ديسمبر ١٩٤٦، لكنه مشهور بالعروض الساخرة، وبدأ حياته المهنية خلال خدمته العسكرية، وعمل ممثلًا فى الستينيات، وفى عام ١٩٦٨ شارك فى المسرحية الموسيقية «Lake Mike»، وفى عام ١٩٦٩ أصدر ألبومه الأول، ثم شارك فى فيلم «لوبو»، عام ١٩٧٠. فى عام ١٩٧١، أصدر أغنية «أنت وأنا.. ولدت حرب الاستقلال»، ثم سافر للولايات المتحدة لدراسة السينما والمسرح والفنون البصرية، وفى الثمانينيات عاد إلى إسرائيل ونظم عرضًا ترفيهيًا قلد فيه عددًا من الفنانين والسياسيين. يؤكد «جلعادى» دائمًا أنه غير مهتم بالسياسة، ولا يفكر سوى فى الفن فقط، ورغم عمره الذى تجاوز الـ٧٠ عامًا، إلا أنه يعتقد أن بإمكانه تقديم المزيد من المسرحيات والأعمال الفنية، كما أنه يعتز كثيرًا بنشأته ببولندا، وذكرياته فى وارسو، ويتحدث باللغة اليديشية الخاصة بيهود أوروبا حتى الآن. ويعد «جلعادى» أقرب أصدقاء «نتنياهو» منذ سنوات طويلة، وكان يقيم إلى جوار منزل الأخير فى قيسارية جنوب حيفا، ويقضيان وقتًا طويلًا معًا، إلى أن انفصل عن زوجته، واستأجر منزلًا آخر، وذكرت تقارير أن ذلك جعل «نتنياهو» يشعر بالوحدة. وعن هذه العلاقة قال «جلعادى» فى حوار لصحيفة «معاريف»: «بدأت علاقتنا فى وقت كان فيه نتنياهو خارج السياسة، ودعانى لتناول الغداء، وأعرب عن رغبته فى مساعدتى، وكنت عضوًا فى الفريق الاستراتيجى الذى يحيط برئيس الوزراء، ويشارك فى كتابة خطبه». وأضاف «جلعادى»، الذى جند فى الجيش الإسرائيلى فى نفس يوم تجنيد «نتنياهو»، أن الأخير يمتلك روح الدعابة ولديه القدرة على التقليد وأنه يجيد تقليد «كلارك جيبل» فى فيلم «ذهب مع الريح»، متابعًا: «ذات يوم اتصل بى وقال: (اترك كل شىء، وتعال لنقوم بعرض معًا، ثم بدأ يقلد شيمون بيريز)».


سيدة الأعمال نيكول ريدمان.. علاقتها قوية مع زوجته سارة.. وتخلت عن صداقة ليبرمان بسببه


سيدة أعمال ومطربة إسرائيلية تبلغ من العمر ٣٣ عامًا، وهى واحدة من الشخصيات العامة فى إسرائيل التى تربطها علاقة صداقة قوية بعائلة «نتنياهو».
ولدت «ريدمان» فى أوكرانيا السوفيتية، لوالد من رجال الأعمال، وأم مديرة لمسرح موسيقى يهود أوروبا، اليديشية، فى أوديسا على البحر الأسود، وهاجرت إلى إسرائيل عام ١٩٩٦، وفى سن الرابعة عشرة عملت فى بيع لعب الأطفال للمساعدة فى اقتصاد الأسرة.
فى عام ٢٠٠٤، وفى سن الـ١٨ عامًا، افتتحت «ريدمان» شركة إعلانات متخصصة فى الموضة، وحققت شهرة واسعة بعد مشاركتها فى برنامج تليفزيون الواقع «ثروة»، الذى تم بثه على القناة العاشرة الإسرائيلية عام ٢٠١١، وتزوجت من مايكل تشيرنوى، عضو الكنيست عن حزب «إسرائيل بيتنا»، فى أغلى حفل زفاف فى إسرائيل إلى أن انفصلا مؤخرًا.
اشتهرت «ريدمان» بتقديم تبرعات لجمعيات مرضى السرطان، كما تبرعت بمبلغ ٣٠٠ ألف شيكل لشراء سترات واقية للجيش الإسرائيلى فى حرب غزة ٢٠١٤. وفى أكتوبر الماضى، تم بث فيلم وثائقى بعنوان «الحياة الجديدة لنيكول ريدمان»، عن مشوارها الغنائى وحياتها الشخصية والانفصال عن زوجها السابق، وتحدثت فيه عن علاقتها بـ«نتنياهو» وزوجته.
وأشارت أكثر من مرة إلى العلاقة القوية بعائلة «نتنياهو»، وأكدت أنها صداقة حقيقية لا ترتبط بالمصالح، خاصة أن «زعيم الليكود» وزوجته قدما لها العديد من المساعدات والدعم وقت مرض زوجها بالسرطان. كما أنها وقبيل الانتخابات البرلمانية التى أجريت العام الماضى، رافقت «ريدمان» وزوجها السابق كلًا من «نتنياهو» وزوجته فى رحلة البرازيل. وقالت «ريدمان» فى المقابلة التى أجرتها مع القناة الثانية الإسرائيلية، إنها وزوجها السابق يرتبطان بعلاقة قوية مع أفيجدور ليبرمان، عضو الكنيست وزير الدفاع الإسرائيلى السابق، وأنها كانت تدعوه باستمرار لحضور مناسباتها الاجتماعية. كما أعربت لاحقًا عن خيبة أملها الكبيرة من سلوك «ليبرمان» بعد فشل «نتنياهو» فى تشكيل الحكومة، ما يشير إلى أنها اختارت الانضمام لمعسكر الأخير، وقالت: «ليبرمان خان ثقتى.. السياسة عالم قذر.. عندما تعرف الحقيقة وترى الوحل من الداخل سيكون لديك الكثير من الاشمئزاز، فالجميع يعزز المصلحة الشخصية على المصلحة العامة».