رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مؤتمر برلين».. أجندات متصارعة وتمسك ليبي بمواجهة أردوغان

أردوغان
أردوغان

تستعد ألمانيا لاستضافة مؤتمر برلين بشأن ليبيا، الأحد، بعد أيام من فشل اجتماع موسكو لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بسبب انتهاك الميليشيات الإرهابية التابعة لحكومة فائز السراج للاتفاق، واستمرار تركيا في إرسال إرهابيين وقواتها إلى ليبيا.


قائمة الحضور

بعد مشاورات وتأجيل كبير نجحت برلين في عقد المؤتمر، فكان من المقرر عقده نوفمبر الماضي ثم تأجل لديسمبر إلى أن نجح تحديد موعده منذ أيام ليكون يوم 19 يناير الجاري، وأعلنت برلين رسميًا عن المشاركين في المؤتمر وهم أعضاء مجلس الأمن الدائمين الولايات المتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا، الصين، مصر، الإمارات، الجزائر، تركيا وإيطاليا، الكونغو.

وكان من المخطط ألا يشارك أي من الأطراف الليبية في المؤتمر، إلا أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس التقى المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي في مقر القوات المسلحة ببنغازي الخميس الماضي، ووجه له دعوة لحضور المؤتمر وقد قبل الدعوة، ومن المقرر أيضًا حضور فائز السراج.

وبخلاف ذلك سيكون لبعض المنظمات الدولية ممثلون في المؤتمر على رأسهم الأمم المتحدة عبر بعثتها إلى ليبيا برئاسة غسان سلامة، بجانب ممثلين للاتحاد الإفريقي، الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي.

واعترضت تونس بشدة على عدم دعوتها لحضور المؤتمر، حيث عبر أحمد شفرة السفير التونسي لدى ألمانيا عن "استغراب كبير" من إقصاء تونس من مؤتمر برلين، فيما سعى أردوغان إلى الزج بقطر في المؤتمر لدعم موقفه إلا أن كثيرين رفضوا حضورها.


الأجندة

من المقرر أن يبحث المؤتمر العديد من النقاط الجوهرية، على رأسها بحث اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار في كل المناطق الليبية، خاصة بعد فشل مؤتمر موسكو في هذا الأمر.

ومن المقرر أيضًا بحث العدوان التركي على ليبيا وإرساله ميليشيات إرهابية إلى هناك بخلاف بحث مذكرات التفاهم غير الشرعية التي وقعها أردوغان مع فائز السراج نهاية نوفمبر الماضي التي تتيح له التدخل عسكريًا في ليبيا وترسيم الحدود البحرية بين ليبيا وتركيا بشكل غير قانوني.

كما كشف رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، خلال زيارته للجزائر الخميس الماضي عن بحث احتمال نشر قوات أوروبية لدعم السلام في ليبيا، مشيرًا إلى أنها مدرجة على أجندة مؤتمر برلين.


مسودة مؤتمر برلين

نشرت وسائل الإعلام الألمانية مسودة بنود مؤتمر برلين، التي لم يتم التوافق عليها حتى الآن في ظل خلافات بين بعض المشاركين وعدم وجود توافق على آليات الحل.

وأكدت مسودة المؤتمر أن المشاركين سيؤكدون على سيادة ليبيا ووحدتها الوطنية عبر دعم العملية السياسية والحل السياسي، ودعوة الجهات الدولية إلى الالتزام بالامتناع عن التدخل الخارجي في ليبيا، كما أكدت المسودة موافقة الدول المشاركة في القمة على إنشاء مجلس رئاسي فاعل وتشكيل حكومة وطنية واحدة معتمَدة من مجلس النواب.

وشددت مسودة المؤتمر على أن الصراع لا يزال في ليبيا، والتدخلات الخارجية، والانقسامات المؤسسية، وانتشار كمية هائلة من الأسلحة غير الخاضعة للرقابة والاقتصاد القائم على الافتراس والنهب، تشكل تهديدًا للسلم والأمن الدوليين، من خلال توفير أسباب خصبة للمهربين والجماعات المسلحة والمنظمات الإرهابية.

كما أكدت الدول المشاركة وفقًا للمسودة المعلنة حتى الآن على التزامها بالامتناع عن التدخل في النزاع المسلح أو في الشؤون الداخلية لليبيا، وحث جميع الجهات الدولية الفاعلة على أن تحذو حذوها، مشددين في الوقت ذاته على استعادة الدولة الاستخدام المشروع للقوة وتأييد إنشاء قوات الأمن الوطني والقوات العسكرية الموحدة تحت سلطة مركزية في ليبيا.

ودعت المسودة الأطراف الليبية إلى إقرار هدنة شاملة ودائمة وإنهاء التحركات العسكرية في ليبيا، واتخاذ تدابير لبناء الثقة وتبادل الأسرى والجثامين، داعية مجلس الأمن إلى اتخاذ عقوبات ضد من ينتهكون وقف إطلاق النار، مشددة على أن عملية برلين هدفها الوحيد مساعدة الأمم المتحدة في توحيد جهود المجتمع الدولي في دعمهم لحل سلمي للأزمة الليبية، ولا يمكن أن يكون هناك حل عسكري في ليبيا.

ودعت المسودة إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة بإشراف الأمم المتحدة ومطالبة الأطراف بالانفصال عن الجماعات الإرهابية المدرجة على قائمة الأمم المتحدة، إضافة إلى الدعوة إلى حظر السفر وتجميد الأموال للأطراف المرتبطة بالجماعات الإرهابية، والتأكيد على التوزيع العادل للثروة بين المناطق الليبية.


هل ينجح مؤتمر برلين؟

يخشى كثيرون من فشل مؤتمر برلين على غرار اجتماع موسكو الذي رعته روسيا يوم الإثنين الماضي لتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، إلا أن الجيش الليبي تمسك بمطالبه الرئيسية وعلى رأسها نزع السلاح من الميليشيات والجماعات الإرهابية وطرد الميليشيات الأجنبية وتركيا من ليبيا الأمر الذي رفضه السراج متمسكًا بتعاونه مع أردوغان والجماعات الإرهابية.

وتعليقًا على هذا السيناريو أكدت أولريك ديمر، نائبة المتحدث باسم الحكومة الألمانية، أن مؤتمر برلين مهم لكنه مجرد بداية فقط، مشيرة إلى أنهم يأملون في أن يشكل المؤتمر حجر الأساس على طريق الحل السياسي، لأن حل كل المشكلات التي تعاني منها ليبيا لا يمكن أن يتحقق خلال يوم واحد، وذلك في تلميحات إلى عدم حدوث توافق على حل سياسي للأزمة.

وقالت ديمر إن الحكومة الألمانية تريد من مؤتمر برلين التوصل إلى تفاهم دولي حول التصرف في النزاع الليبي كخطوة أولى، لأن المؤتمر ليس نقطة نهاية، بل بداية عملية سياسية وأن حل المشكلات الليبية لا يمكن أن يتم خلال يوم واحد، معتبرة أن هدف المؤتمر هو دعم مساعي الأمم المتحدة لحل الأزمة في ليبيا سياسيًا.