رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غياب المستورد.. هل ترحم الأدوية المحلية مرضى السرطان؟

الأدوية
الأدوية

ما بين ألم المرض الذي لا ينتهي ويتجدد يومًا بعد الآخر، وغلاء أسعار الأدوية التي تُسكّن ألم ذلك المرض، وقع مرضى السرطان ضحايا لأكثر من معاناة يومية لم تختلف قسوتها أو شدتها عن معاناة وألم المرض ذاته.

تلك المعاناة هي ارتفاع أسعار أدوية السرطان المستوردة، التي لا حيلة للمرضى عنها أو غناء، فيقومون بشرائها مجبرين على الرضوخ لأسعارها المرتفعة بسبب الاستيراد وحاجتهم الشديدة لها.

لكن ربما تجد تلك الأزمة طريقها للحل، بعدما أعلنت وزارة الصحة أنها تضع في خطتها تحضير أدوية السرطان المستوردة محليًا، وبيعها بتكلفة أقل من المستورد حتى يخف العناء عن مرضى السرطان.

وأصدرت الصحة قرارًا رقم 584، بتشكيل غرفة العمليات للبدء في إنشاء أول مصنع حكومي في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، لتصنيع المستحضرات البيولوجية، وأدوية الأورام؛ للاستغناء عن المنتجات المستوردة.

بالفعل يعاني مرضى السرطان من ارتفاع أسعار الأدوية بشكل كبير، لكونها مستوردة، «الدستور» رصدت معاناة مرضى السرطان مع ارتفاع تكاليف الأدوية المستوردة التي يجبرون على تناولها.

عماد، 28 عامًا، علم أنه مريض سرطان خلال عام 2017 حين أصيب بورم في الغدد الليمفاوية، فاتجه كأي مريض إلى طرق العلاج المتعارف عليها، وهي الكيماوي أو جلسات الإشعاع التي يتم التعرض لها يوميًا.

بالفعل تلقى جلسات علاج كيماوي عديدة، إلا إنه دخل في دوامة الأدوية المستوردة مرتفعة الثمن: «علبة الدواء الواحد بتتخطى الـ10 آلاف جنيه، وممكن يكون المريض الواحد بيأخد أكتر من علاج شهريًا».

يوضح أن الأدوية المستوردة هي شر لمرضى السرطان بسبب ارتفاع أسعارها، لكن لا بدّ منه، لعدم وجود محلي: «ياريت يكون فيه إنتاج لأدوية محلية الصنع وتكون بأسعار رخيصة أو في المتوسط عشان نرحم مريض السرطان كفاية ألم المرض».

الإحصائيات الرسمية الخاصة بأعداد مرضى السرطان في مصر ليست دقيقة بالشكل الكافي، إلا أنه في عام 2017، قدرت منظمة الصحة العالمية عددهم في مصر بـ661، 108 ألف مريض، إذ تسجل مصر سنويًا إصابة 16 ألف حالة، ترتفع وتنخفض في بعض الأحيان.

75 % من مرضى السرطان يعالجون على نفقة الدولة في مصر، بكُلفة تزيد عن 900 مليون جنيه لعلاج الأورام، بحسب إحصاء صدر عن المجالس الطبية المتخصصة بوزارة الصحة المصرية عام 2017.

في عام 2018، ورم أصاب كبد «عادل الجنيدي» 24 عامًا، دون أي مقدمات ليتحول بعدها إلى مريض سرطان يدور في تلك الحلقة التي لا تنتهي، خضع لجلسات علاج إشعاعي وقليل من الأدوية حتى شفى من المرض.

لم يمر سوى عام واحد حتى عاد الورم للظهور مجددًا، هنا نصحه الطبيب بالاعتماد الكلي على الأدوية فقط بسبب كثرة تعرضه للاشعاعات، يقول: «روشتة الأدوية بتعدي الـ30 ألف جنيه شهريًا وكل ده عشان مستورد».

أوضح أنه يلجأ في بعض الأحيان إلى مجموعات الـ«فيس بوك» التي توفر الأدوية بأسعار منخفضة، لكنها ليست تحت رقابة واضحة: «بخاف أوقات عشان مفيش رقابة تكون أدوية مش تمام».

في 2017، كان هناك حديث عن إنشاء أول مصنع بمصر لإنتاج أدوية الأورام، أنه سيتم توفير منتجات علاج الأورام السرطانية خلال شهور بسيطة، لكون بها مصر بها 170 مصنعًا و830 شركة تعمل فى مجال إنتاج الأدوية التقليدية.

أما رجب 34 عامًا، والذي يعمل محاسب في أحد الشركات، كان مرضه أشد لكونه أصيب بالورم في جزع المخ، وكانت الجلسات وحدها لا تأتي بنتيجة وبدأ الورم الانتشار في ثنايا المخ.

اعتمد على الأدوية المستوردة، إلا إنه عانا من ارتفاع الأسعار، يقول: «مريض السرطان بيعاني كل يوم بسبب عدم وجود بديل للأدوية المستوردة اللي سعرها بيزيد كل يوم وأوقات كتير بتعاني من نقص في السوق واختفاء».