رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمارة الشيخ حفني.. هنا مستودع ذكريات أشهر تجار الصعيد

صورة من الحدث
صورة من الحدث

يعتبر عقار الشيخ حفني عوض بمركز نجع حمادي، شمالي قنا، أحد أضخم العقارات وأقدمها، لكون ذلك العقار يقارب عمره من الـ77 عامًا، والذي كان يملكه أحد أشهر تجار المحافظة خلال القرن الماضي ولا يزال ورثة التاجر الشهير يحافظون على العقار الأقدم في المدينة الصعيدية.

هنا في أحد أروقة شارع الجنينة، بالقرب من نادي الموظفين سابقًا، نادي الشبان المسلمين حاليًا، حيث عمارة الشيخ حفني عوض، ذو الطابع الخاص بمحافظة قنا، الذي يتفرد كونه الأضخم في مساحته، فضلًا عن معماره الهرمي وشكله الخارجي الذي يشبه أبنية القاهرة الخديوية.

العقار مكون من 5 طوابق (حوالي 450 مترًًا)، والذي لا يزال يحتفظ به أبناء التاجر الأشهر بالمدينة، الشيخ حفني محمود عوض، والذي أصبح مقر إقامة التاجر في اربعينات القرن الماضي بعدما كانت أرض فضاء تمتلئ بـ"العشش القديمة"، ليحتفظ العقار، حتى الآن، بتاريخيته والتجارة القديمة، وجلسات أشهر التجار بمدن ومراكز محافظة قنا.

العقار بتاريخيته القديمة، الذي بناه أحد المقاولين بمدينة جرجا التابعة لمحافظة سوهاج، تم بناؤه بنظام الحوائط الحاملة وبشكل هرمي تدريجي تقل عرض حوائطه كلما ارتفع، أقام بداخله الوجهاء والأغنياء بمركز نجع حمادي، حتي أن وزارة الداخلية، كانت قد استاجرت شقة سكنية بداخله، والتى تم تخصيصها مقرًا لإقامة مأمور قسم شرطة المدينة حينها، وشقة أخري استأجرتها الوزارة لإقامة الحراسة الخاصة بتأمين المأمور في نفس العقار.

ووفق محمد عبد الرؤوف الحوضي، محامي، أحد ورثة التاجر الشهير الشيخ حفني عوض، جده اشتري قطعة أرض فضاء السيدة حميدة هانم رأف التركية الأصل، في شارع الجنينة بنجع حمادي، لتكون مقر سكنه ويقوم ببناؤها ويعيش بداخلها هو وابناؤه، وذلك بقيمة مالية وصلت لـ659 جنيهًا مصريًا.

يضيف الحوضي في حديثه لـ"الدستور" أن جده مالك العمارة كان أحد كبار تجار قنا، وكان يمتلك هاتف يحمل رقم 32 في عهد الملك فؤاد، في الوقت الذي كانت فيه الهواتف الأرضية لعِلْية القوم دون غيرهم، لافتًا إلى أن الشيخ حفني كان يعمل في تجارة السلع بأنواعها المختلفة، ولم يتخصص في نوع واحد، فهو كان يمتلك متجرًا بنجع حمادي يبيع بداخله كان ما تحتاجه المنازل.

يواصل: أصول الشيخ حفني عوض ترجع إلى قرية فاو بحري، التابعة لمركز دشنا، شمالي محافظة قنا، وَوَفد إلى نجع حمادي مطلع العشرينات، ليبدأ عدة مشروعات في مجال التجارة بمختلف السلع، حيث كان أحد أوائل ممَن افتتحوا المحال التجارية، منوهًا إلى أن جده كان أحد أشهر تجار المحافظة بأكملها وليس المدينة فقط.

ويشير أحد ورثة الشيخ حفني إلى أن التاجر الشهير كان أيضًا أحد أكبر تجار الجملة بنجع حمادي والمدن المجاورة لها في شمال المحافظة، لافتًا إلى أن ورثته، حتى الآن، لا تزال تقيم في العمارة التاريخية التى بناها في أربعينات القرن الماضي، ويحافظون على تراثها وعبق التاريخ والذكريات التى تحملها البناية التاريخية.