إذاعة أمريكية: أردوغان يدمر تاريخ تركيا بـ«قناة إسطنبول»

قالت إذاعة صوت أمريكا "فويس أوف أمريكا"، إن مشروع قناة إسطنبول الجديدة، والتي يصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على بنائها بموازاة مضيق البوسفور، أصبح يثير المزيد من الجدل في ظل تصاعد المخاوف البيئية والمالية حول المشروع.

وأشارت الشبكة، في تقريرها عبر موقعها الإلكتروني، إلى الاحتجاجات التي نظمها آلاف المواطنين في إسطنبول للتعبير عن رفضهم لطرح المشروع، حيث قاموا بالتوقيع على عرائض احتجاج ضد المشروع وتقديم الالتماسات في طوابير طويلة امتدت لساعات.

ونقلت الشبكة عن إحدى المعارضات للمشروع، سونا أوستون، والتي قالت إنها انتظرت أربع ساعات لتسجيل معارضتها، قولها: "قناة إسطنبول تعني تدمير لإسطنبول وتاريخها البالغ 8000 سنة".

وأضافت: "سيؤدي هذا المشروع إلى تدمير جميع موارد المياه الطبيعية في المدينة والسدود الموجودة بالفعل، كما أن تكاليف بنائه الضخمة يمكن إنفاقها بشكل أفضل على الاقتصاد والعاطلين عن العمل وفي مجال التعليم".

ووصف أردوغان قناة إسطنبول بأنه "مشروع القرن" قائلًا إنه سيعمل على توفير طريق بديل للممر المائي في مضيق البوسفور، ولكن تكاليف البناء الباهظة، والتي تبلغ 12 مليار دولار، والتحفظات الكبيرة من ناحية البيئة تثير الجدل حول الهدف من المشروع.

ولفت التقرير، إلى أن علماء البيئة كانوا قد حذروا من أن بناء قناة بموازاة مضيق البوسفور يمكن أن يدمر إمدادات المياه المحلية والنظام الإيكولوجي الإقليمي، حيث ستقوم بربط بحار مرمرة والبحر الأسود واللذين لهما مستويات ملوحة مختلفة.

وانتقد عمدة اسطنبول المنتخب حديثا، Ekrem Imamoglu، المشروع باعتباره كارثة بيئية ومالية، مشيرًا إلى أن التكلفة الحقيقية ستكون أكثر من 75 مليار دولار، كما يشير بعض المحللون والخبراء إلى أن الرسوم التي قد يدفعها السفن لعبور القناة واستخدام المضيق من المحتمل أن يمثل انتهاكا لاتفاقية مونترو.

ونقلت الشبكة عن مصطفى إيليكالي، أستاذ الهندسة المدنية ونائب سابق لحزب العدالة والتنمية الحاكم: "بالنسبة لها [قناة إسطنبول] ماهي إلا ممر مائي اصطناعي نقوم بإنشائه، وهذا قد يخالف لوائح مونترو الخاصة بمضيق [مضيق البوسفور]".

و قال السفير التركي السابق ميثات ريندي، وهو خبير في الاتفاقية: "تعد اتفاقية مونترو ذات أهمية قصوى بالنسبة للروسيا"، لافتا إلى أن بناء القناة من الممكن ان يثير القلق في موسكو، والتي "ستحذر من أن القناة ستوفر مستترًا للسفن الحربية الأمريكية للالتفاف على أجهزة مراقبة مونترو".

وبحسب التقرير، كان أردوغان قد أعلن في وقت سابق عن عزمه للبدء في هذا المشروع قائلا "سواء أردتم ذلك أم لا، سنبني قناة اسطنبول!".

ووفقا لما لفت إليه تقرير الشبكة، يؤكد بعض الخبراء أن الهدف من مشروع قناة إسطنبول هو إعطاء فرصة لأنقرة للسيطرة على وصول السفن الحربية إلى البحر الأسود، مضيفا "يبدو أن صراعًا جديدًا يلوح في الأفق بشأن هذه القناة المثيرة للجدل".