رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غطس حاملًا سيدة من ذوي الهمم: رسالتنا تحدي المستحيل (حوار)

صورة من الحدث
صورة من الحدث

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور لغطاس مصري يحمل امرأة من ذوي الاحتياجات الخاصة تحت عمق 24 متر تحت المياه، تحقيقًا لرغبتها، ما أثار دهشتهم، والتعليق عليها إيجابيًا، والشعور بالفرحة لتحقيق رغبة فتاة من ذوي القدرات الخاصة للغوص تحت الماء، "الدستور" التقت بالكابتن تامر سلمان، للحديث عن هذه الغطسة، والقصة وراء هذه الفتاة التي ظهرت في الصور، وعن المشاريع المستقبلية وغيرها من الأمور، إلى نص الحوار:-

- بدايًة.. هل لك أن تحدثنا عن غطستك مع سيدة من ذوي الاحتياجات الخاصة على مسافة ٢٤ متر تحت الماء؟
هذه الغطسة فريدة من نوعها، ضمن مشروع تحدي إعاقة لامرأة إنجليزية تعمل Art director، وكانت إنسانة طبيعية وجاءت لزيارة البحر الأحمر منذ عدة سنوات قبل أن تصاب بالإعاقة نتيجة مرض جيني يصيب العضلات والأعصاب مع التقدم في العمر، حتى تتوقف العضلات الإرادية واللاإرادية وأولها الإعاقة الحركية، لديها خبرة جيدة كغواصة وجابت البحر الأحمر مرات عديدة وبعد ظهور المرض وإعاقتها توقفت لفترة طويلة عن أي نشاط وعندما تقبلت حالتها المرضية قررت تحدي الإعاقة بعمل شي تحبه وهو الغطس ولم تكتفِ بالغطس المعروف لدى ذوي الإعاقة وإنما كونت فريق من أعز أصدقائها وأغلبهم غواصون محترفون ومدربون على اختراع هذا النوع من الكراسي بعد عمل شاق وتجارب داخل حمام السباحة والبحيرات الإنجليزية الباردة وانتشرت أخبارها في إنجلترا وتم تبني مشروعها من منظمات عديدة لديهم حتى وافقوا على دعمها للتجربة في البحر وتقدمت إليها عروض كثيرة من مناطق غطس في دول عديدة ولكنها أصرت على البحر الأحمر وشرم الشيخ خاصة ومركز الغطس الذي كنت انتسب إليه وتم اختياري لتنفيذ هذه التجارب مع فريقها، وخططنا معًا كل التجارب وقمت بالاهتمام المباشر بالمرأة وتأمينها طوال فترة التجارب ونتيجة للثقة التامة منها وفريقها تم الاعتماد الكامل علينا في تنفيذ مشروعها لتوثيق وتصوير هذا الاختراع.

- وما الفكرة وراء هذا الاختراع الخاص بحمل أصحاب القدرات الخاصة للغوص تحت الماء؟
الفكرة وراءه هو إثبات تحدي الإعاقة وتم اعتمادها من قبل اللجنة العليا الأولمبية لتصوير فيلم وثائقي قصير يعرض في دورة الألعاب الأولمبية لندن ٢٠١٢، وهذه الافلامً موجودة على اليوتيوب finding the flame 1-2 or underwater wheelchair deep blue، وكانت الغطسة التي تداولها رواد فيسبوك هي أكبر أمنية لهذه المرأة الجميلة تمنتها مني شخصيًا لأنها قامت بها وهي سليمة قبل مرضها ولأن ذلك الموقع من أجمل مواقع الغطس في العالم ومن أصعب غطسات البحر الأحمر لقصر مسافتها وتعدد التيارات المائية القوية ونظرًا لأنها تريد أن تقوم بهذة الغطسة وهي على كرسي متحرك لتكون أول سيدة تقوم بهذه التجربة في هذا المكان، كان الموضوع شبه مستحيل ولكن وفقني الله للتخطيط الدقيق للغطسة وقمت بحملها كما في الصورة أثناء عبور التيارات المائية داخل الغطسة وكل الفريق من حولي يقومون بتصوير وتقديم المساعدة، والحمد لله حققت لها أمنيتها وكتبت لنفسي تاريخ اعتز به.


- وما كواليس هذه الغطسة التي كانت على عمق ٢٤ متر تحت الماء؟
لقد نفذت مع السيدة ٤ أسابيع متفرقة خلال عام ونصف كل رحلة أصبت إصابات بالغة بعضلات الرجلين نتيجة الإجهادات الزائدة والأحمال والحمد لله لم أتوقف، وما حدث من رواد السوشيال ميديا كان ثمرة نجاح ليّ وتتويج لتعبي.


وما الهدف والرسالة من وراء هذه الغطسة؟
هي أن ذوي الاحتياجات الخاصة قادرين على كسر كلمة المستحيل والتأكيد على أنهم قادرين على فعل ما لم يستطع الأسوياء فعله، ورسالة للعالم إن الإعاقة ليست سبب لتوقف الحياة.

- هل لك أن تحدثنا عنك "كابتن تامر سلمان"؟
أنا رجل انتمي لعائلة بسيطة، حاصل على بكالوريوس تربية رياضية، تخصص ألعاب قوة وجمباز، وحاصل على شهادات إنقاذ من الاتحاد الدولي للسباحة وعملت وقت الدراسة كمدرب سباحة في بعض الأندية في القاهرة، وبسبب وفاة والدي قررت تأجيل السنة الأخيرة من الكلية وجئت لشرم الشيخ للعمل كمرشد للناس التي تشاهد الشعب المرجانية، وبالفعل نجحت الحمد لله، ومن ثم حصلت على كورسات غطس حتى أصبحت غطاس محترف منذ عام ٢٠٠٩، وحتى الآن.

- وكيف حصلت على البنية الجسدية التي ساعدتك على حمل "صاحبة الكرسي"؟
الفضل بعد الله يرجع لأعز صديق ليا كان مصاب بشلل أطفال وبدأت معه منذ أن كنت في الصف الأول الابتدائي، وانا متكفل بيه بطلع بيه السلم وانزل بيه، وهو السبب الرئيسي في البنية الجسدية التي أصبحت عليها الآن، بالإضافة إلى أنني أمارس رياضة التايكوندو.

- وماذا عن خطتكم المستقبلية؟
الخطة المستقبلية لنا هي استخدام "البراشوت" الذي سيكون به الموتور ليساعدها على الطيران حوّل المكان الذي تريد أن تغطس به، ومن ثم استقبلها انا بمعدات الغطس، استكمالًا لمدة الطيران، والموضوع الآن تحت الدراسة للبدء فيه.