رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بدأتها بالسودان.. مصر تطلق «الربط الكهربائي» مع إفريقيا

الكهرباء
الكهرباء

لعشرات السنوات عانت إفريقيا من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ورغم بعض التطور الذي حققته هذه الدول إلا أن هذه الأزمة لم تجد طريقها إلا الحل، حتى أعلنت مصر نيتها نقل 20% من الطاقة الكهربائية التي تنتجها إلى إفريقيا، ووضعت خطة الربط الكهربائي وبدأتها بالسودان.

فأطلقت مصر منذ أيام قليلة خط الربط مع السودان بقدرة 50 ميجا وات، لتكون هي البداية للكثير من مشاريع الربط المصرية مع إفريقيا وبالتوزاي معها في أوروبا وآسيا.

«الدستور» في التقرير التالي، وضعت خارطة الربط الكهربائي مع إفريقيا، وتواصلت مع أحد الخبراء الاقتصاديين للوقوف على الفائدة التي ستعود على مصر من الربط مع دول القارة.

الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال كلمته في منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، قال إن مصر لديها 20% من الطاقة الكهربية يمكن نقلها لأفريقيا من خلال شبكتها القومية بأسعار منخفضة تساهم في تنمية أفريقيا، موضحا أن مصر مستعدة لعمل ذلك إذا وجدت بنية أساسية في تلك الدول، بنصف الثمن الذي يتم بيعه حاليًا وهو 14 سنت للكيلو وات.

خالد رحومة الخبير الاقتصادي، قال إن الإنجاز والطفرة الكبيرة التي حققتها مصر في مجال الطاقة الكهربائية وتحولها من العجز إلى الفائض هو ما مكنها من التفكير في تصديرها لدول الجوار والدول الأفريقية، موضحًا أن مصر بالفعل قامت بالربط الكهربائي مع دولتين من دول الجوار وهما ليبيا والأردن منذ أكثر من 10 سنوات.

وتابع رحومة مصر ستكون أكبر مصدر للطاقة، وستعود هذه العملية بالفائدة على القارة السمراء لأنها دون الكهرباء لن تستطيع تحقيق أي تنمية أو تقدم.

ونفذت مصر في مجال الكهرباء نحو 169 مشروعًا بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 308 مليارات جنيه، ساهمت في زيادة القدرات الكهربائية للشبكة القومية لكهرباء مصر إلى 52 ألف ميجاوات، بحسب الكتاب الذي أصدره مجلس الوزراء، في الوقت الذي تعاني فيه الدول الأفريقية من أزمة طاقة.

وذكر تقرير «الطاقة في أفريقيا» الصادر عن الوكالة الدولية للطاقة، أن من بين 915 مليون نسمة يسكنون المنطقة لا يحصل سوى 290 مليونا فقط على حاجتهم من الكهرباء، وأن دول أفريقيا جنوب الصحراء البالغ عددها 49 دولة تنتج حاليا نفس كمية الكهرباء التي تنتجها أسبانيا التي يقطنها 45 مليون نسمة رغم ثراء المنطقة بموارد الطاقة.

ووضعت مصر خارطة للربط الكهربائي مع دول الجوار وإفريقيا، بعد توقيع قطاع الكهرباء اتفاقية تعاون مع المنظمة الدولية لتطوير مشروعات الربط، لإجراء البحوث حول استراتيجية الطاقة فى مصر، وتعزيز تنمية استخدام الطاقات المتجددة وتكامل الشبكات الكهربائية، والترويج لمفهوم الربط الكهربائى العالمى، سعيًا وراء أن تصبح مركزًا محوريًا للربط الكهربائى بين ثلاث قارات.

وكانت ليبيا من أوائل الدول الأفريقية التي تم ربطها كهربائيا مع مصر، فتم تنفيذ الربط بين مصر وليبيا على جهد 220 كيلوفولت وتم التشغيل في 28 مايو 1998، وكانت السودان هي المحطة الثانية لمصر، فأطلقت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، التيار الكهربائي في المرحلة الأولى من خط الربط الكهربائي بين مصر والسودان بقدرة 50 ميجا وات، تمهيدًا لتشغيل الخط بالكامل بقدرة 300 ميجا وات.

ويضم خط الربط 300 برج على الأراضي المصرية ويدرس الجانبين المصري والسوداني التوسع في هذا المشروع ليصل إلى 3 آلاف ميجا وات في المرحلة الثانية من المشروع، وتبلغ التكلفة الاستثمارية المتوقعة لمشروع الربط الكهربائي مع السودان حوالي 56 مليون دولار التي تخص الجانب المصري.

ويسمح خط الربط مع السودان لمصر بالربط مع باقي الدول بأفريقيا وتقديم لهم ما يحتاجونه من الكهرباء.

وحسب موقع «المعرفة» التابع لوزارة التربية والتعليم، تم وضع خارطة الربط الكهربائي بين دول أفريقيا ودول حوض البحر المتوسط، وأظهرت الدراسات التي أجريت تمتع القارة الأفريقية بمصادر هائلة من الطاقة المائية تمثل 40% من إجمالي الموجودة بالعالم، وتتركز حوالي 30% من هذه المصادر في منطقة «أنجا» على نهر الكونغو وتقدر بحوالي 50 ألف ميجاوات، وتم إعداد دراسات ما قبل الجدوى ودراسة الجدوى الاقتصادية والفنية وأثبتت جدوى المشروع لتغطية أحمال الدول المشتركة في الربط وتصدير الفائض منها إلى أوروبا عبر شبكات الربط لدول حوض البحر الأبيض المتوسط.

وتم وضع 3 محاور لتنفيذ الربط أولها بين الكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى والسودان ومصر والأردن وسوريا وتركيا، والثانية والثالثة بين الكونغو الديموقراطية وأفريقيا الوسطى والسودان ومصر وليبيا وتونس وإيطاليا الكونغو الديموقراطية والكونغو والجابون والكاميرون ونيجيريا والنيجر ومالي والجزائر والمغرب وأسبانيا.