رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى سودانى لـ«الدستور»..الإخوان يسعون للعودة بعد انتهاء حكم البشير

راشد سيد أحمد الشيخ
راشد سيد أحمد الشيخ

شكل مجلس السيادة في السودان والحكومة لجنة لتفكيك نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ومصادرة أموال جماعة الإخوان وحزب المؤتمر والتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبها النظام السابق وعمليات الفساد والسرقة، وسط مساعي من الإخوان ونظام البشير للفكاك من هذا الأمر، آخرها محاولة التمرد التي قام بها عناصر من جهاز المخابرات بتحريض من رئيس الجهاز السابق صلاح قوش ومستشار البشير السابق.

وفي هذا الشأن أوضح القيادي في الحزب الشيوعي السوداني "راشد سيد أحمد الشيخ" في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن تشكيل الحكومة السودانية لجنة لتفكيك نظام الرئيس المعزول عمر البشير، جاء لفك التداخل القائم بين الدولة وحزب المؤتمر الوطني منذ انقلاب عام 1989 الذي نفذه البشير والإخوان بجانب العمل على تفكيك نظام التمكين الذي أقامه الإخوان فالحدود الفاصلة بين الحزب والدولة كانت منعدمة تمامًا.

وأشار القيادي السوداني إلى أن، حزب البشير أقام إمبراطوريات اقتصادية لدعم وتمويل نظامه ومؤسساته القمعية، كذلك لم تكن هناك ضوابط لهذه الأعمال ما سمح لهم بسرقة مال الشعب السوداني، لذا جاء القرار بالحجز على أموال هذه المؤسسات وإخضاعها لمراجعة قانونية وإذا ثبت تورطها في اختلاس أو فساد فستعود للشعب وهذا حق طبيعي وأحد أهداف ثورة ديسمبر 2018.

وأكد الشيخ أن، نظام البشير وأعوانه لم يتركوا جريمة إلا وارتكبوها، واصفًا نظام البشير بالفاشي والنازي طوال الثلاثين عامًا.

وتعليقًا على مدى نجاح لجنة تفكيك نظام حكم "الانقاذ" في تنفيذ أعمالها، أوضح أن اللجنة ستعمل وفقًا للقرارات التي صدرت لها ووفق الوثائق، وأن الشعب السوداني يراقب ويصحح ما تقوم به اللجنة.

وذكر أن، الشعب مستمر في ثورته لتحقيق مبادئ ثورته التي قام به، وأن السودانيين لا يسعون للانتقام وفي الوقت ذاته لن يفرطوا في حقوقهم فسيظلون يحمون ثورتهم بتطبيق القانون ومبادئ الثورة وهي "حرية عدالة سلام"، معتبرًا أن العدالة كانت مفقودة في السودان طوال الثلاثين عاما الماضية.

وأشار السياسي السوداني إلى أن، السودان لن يحصل على قروض خارجية من أي جهة تضر بالشعب السوداني وأي شيء فيه ضرر للبلاد سيتم رفضه، فالسودانين لا يبيعوا إرادتهم الوطنية لأيا كان، وأن الخرطوم لديه موارد كثيرة للنهوض والتقدم إلا أن الأنظمة التي حكمت البلاد كانت خانعة لا ترى شيئا ومنبطحة للخارج.

وطالب الشيخ بأن، يبتعد السودان عن سياسة المحاور ويقف على قدميه ويستقل بقراره، وأن يحترم جيرته والتعامل معه يكون وفق المصالح المشتركة.

وتعليقا على، ضعف أو انتهاء جماعة الإخوان في السودان، قال إن التنظيم لا يمكن أن يختفي بسهولة، لأنه منذ نشأة التنظيم على يد حسن البنا عام 1928 في مصر لم يتسلم الإخوان الدولة كاملة ويقيموا مشروعهم إلا في السودان قاموا بعمل انقلاب 1989 بالتعاون بين البشير وظلوا مدة 30 عامًا في الحكم، ولهذا القضاء عليهم سيستغرق وقتًا وأيضا تولوا إدارة الدولة في مصر فقط لمدة عام فقط لكن تمت الثورة عليهم من قبل الشعب المصري.

وأشار إلى أن، الإخوان توجه فكري فاشيستي قمعي يقصي الآخر تحت رفع الراية الإسلامية تقية من أجل تخدير الناس أو إرهابهم فكريًا، مؤكدًا أن الإسلام دين قوي له احترامه ووجوده بعيدًا عن هؤلاء، وأن فرض تيار ديني سياسي فكر محدد على الأفراد يجب مقاومته، منوهًا أن نظام الإخوان ضعف في السودان لكنه ما زال موجود ويحاولون الآن استعادة ملكهم الغابر.

وتعليقًا على مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، قال إن موقف الخرطوم هو مع مصلحة السودان ودول الجوار مؤكدا رفضه لأي اتفاق يضر بالمياه التي هي عصب الحياة وتحديدا لدولتي المصب مصر والسودان، فيجب أن يكون هناك استقرار بالمنطقة وتبادل المنافع بشكل عادل يسمح للجميع بأن يقيم تنمية عادلة وأوضح أن عملية بناء السد يشوبها الكثير من المحاذير، مطالبًا بأن تكون الاتفاقيات المنظمة لنهر النيل عادلة للجميع.

وأكد الشيخ أن، شعب مصر لا يجب أن يتعرض للعطش وكذلك يجب الحفاظ على حقوق الآخرين وضمان حقوق متساوية للجميع في حوض النيل، مؤكدًا أن السودان لن يقبل أن يضار شعب مصر وحقوقه وفي نفس الوقت يجب حماية حقوق الآخرين، وأن قضية سد النهضة معقدة جدًا.

وأشار السياسي السوداني إلى، ضرورة التعامل بموضوعية مع مسألة السد دون ضغوط من أحد، معربًا عن أمله في أن تنجح الوساطة الأمريكية بشأن مفاوضات سد النهضة لكن هذا الأمر وفقًا لقوله مرهون بتفهم الأطراف الثلاثة للمفاوضات محذرًا من تفاقم الأمور التي قد تنتهي إلى ما لا يحمد عقباه في المنطقة برمتها.

واعتبر الشيخ أن، الأزمة الليبية حاليًا معقدة بشدة فقد كان لنظام البشير المخلوع تدخلات كبيرة لتأجيج الوضع في ليبيا وكذلك في مصر، فهذا يتفق تمامًا مع ما يسمونه الإخوان المشروع الحضاري الذي أتى به حسن الترابي عراب الإخوان وكذلك التحرك بطريقة معينة داخل السودان ذاته لكن فشلت هذه المشاريع بل تسببت في فصل جنوب السودان، وسبق أن دعموا الإخوان في مصر خلال فترة حكم محمد مرسي ودعموا الإخوان في طرابلس ودعم جماعة بوكو حرام الإرهابية وحركات أخرى في تشاد وأفريقيا الوسطى.

وشدد الشيخ على دعم الاستقرار في دول الجوار.