رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعر المقوِّم الرئيسي للثورات العربية

صورة من الحدث
صورة من الحدث

شهدت فعاليات اليوم الثاني لملتقى القاهرة الدولي الخامس للشعر العربي (دورة إبراهيم ناجي وبدر شاكر السياب)، الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة بأمانة الدكتور هشام عزمي، عقد الجلسة البحثية الثانية برئاسة الدكتور صلاح فضل.

وتحدث في بداية الجلسة الدكتور حسام جايل أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية، متناولًا "الشعر والسلطة: دراسة في انسياق الخطاب الشعري السلطوي"، موضحًا العلاقة بين السلطة والشعر، فالشعر العربي كان ولا يزال الابن البار للبيئة التي يحياها، والشاعر لسان مجتمعه في كثير من الأحيان، إذ عبَّر عن بيئته وقضاياها بحلوها ومرها، لذا نجد أن الشعر العربي منذ نشأته وحتى الآن؛ مسايرًا لحركة المجتمع، راصدًا لمتغيرات الواقع، وظواهر عصره.

كما صنَّف الشعراء إلى عدد من الفئات، وهي: نسق الشاعر الأمير أو صاحب السلطة، الشاعر المتماهي مع السلطة المدافع عنها، الشاعر الغامض أو المهتز صاحب الرؤية الضبابية، الشاعر الإنساني الرومانسي، الشاعر الناقد، الشاعر الرافض، ممثلًا لكل نوع بنماذج من الشعراء على مر العصور.

ثم قدَّم الدكتور عبدالرحيم العلام عضو اتحاد الكتاب المغربي، ورقته البحثية متحدثًا عن الشعر والحراك الاجتماعي عند العرب، مبينًا أن الشعر العربي ظل طوال مساره العام التاريخي والإبداعي، مواكبًا لتحوُّلات الواقع العربي، وهكذا نجد أن الشعر العربي الحديث والمعاصر ارتبط وبشكل ممتد ومتواصل، بالثورات والانتفاضات والأزمات المتعاقبة في بلادنا العربية، سواء الثورات المقاومة للاستعمار الأجنبي، أو بغيرها من الثورات والانتفاضات المتتالية، فلقد كان الشعر حاضرًا كالعادة، وقد غدت له أشكال وبدائل ووظائف جديدة، وبخاصة دوره في فضاء الصراع ونشدان التغيير، في تماسِّه الحركي مع صيرورة الثورات العربية الجديدة في أبطالها الجدد الشعبيين، بعيدًا عن أبطالها من القيادات والزعامات التقليدية.

وإذ يُشهد للتاريخ بتخليد للثورات وقائع تحدث، فإن الشعر يُشهد له بكونه كان دائمًا في صلب الثورات، مواكبًا لها وملهمًا ومخلدًا لها، باعتبارها قيمًا إنسانية كبرى.

وختامًا عرض الناقد الأردني نبيل حداد الأستاذ بجامعة اليرموك، رؤيته النقدية حول الشعر والسلطة عبر قصيدة بعنوان: "بقايا ألحان وأشجان"، للشاعر الأردني مصطفى وهبي التل (عرار)، قائلًا إنه من الطبيعي عند الحديث عن الشاعر والسلطة، أن يتبادر إلى الذهن، وبمقتضى الرؤية المنهجية، علاقة المثقف بالسلطة، وهي علاقة ضدية، إذ إن المثقف بمفهومه الإيجابي يبحث عن المثالي، كما أن العديد من مواقف المثقف قد تجنح إلى الطوباوية، وهي بالتأكيد متأثرة بروح العصر، أو على الأقل شروط المرحلة التي يعيش فيها المثقف.

وقد ظل الأدب العربي- كما يقول عبدالقادر القط- من أكثر الآداب العالمية التصاقًا بالسياسة منذ العصور القديمة إلى اليوم وكان شأن الأديب يعظم أو يصغر في أغلب الأحيان بمقدار انغماسه في السياسة أو بعده عنها منذ أن بدأت نهضة الوطن العربي الحديثة، ونمت فيه حركات التحرُّر والاستقلال وتطوَّرت فيه أساليب الحكم.

وختم كلمته بإلقاء بعضٍ من أبيات قصيدة "بقايا ألحان وأشجان" للشاعر عرار:

عفا الصفا وانتفى من كوخ ندماني وأوشك الشك أن يودي بإيماني
شربت كأسًا ولو أنهم سكروا بخمرتي وسقاني الصابَّ ندماني
لقلت: يا ساق! علا والوفاء كما ترى تنكر، هلا جُدت بالثاني
سميت بلادي ضروب الخسف وانتهكت حظائري واستباح الذئب قطعاني