رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لم الشمل بأيادى مصرية».. حكاية طفلين سودانيين أنقذهما منشور بـ«فيسبوك»

الطفل السوداني
الطفل السوداني

قبل 3 أعوام، بدأت حكاية الطفل السوداني، أنطونيوس جون، صاحب الـ14 عاما من عمره، بعدما جاء لمصر هربًا من الحرب التي نشبت بين جنوب السودان وشمالها، تاركة وراءها الخراب والدمار.

لا يزال "أنطونيوس" يتذكر تلك اللحظة، التي فقد فيها والدته أمام عينه، ومن ثم فقدانه حياته وأصدقائه أيضًا إثر هذه الحرب: "كنت خايف من الموت أوي، ونفسي أعيش زي باقي الناس عشان كده جيت مع خالتي على مصر هربان من الحرب خصوصا إن أبويا في الجيش ومعرفش عنه حاجة".

إلا أن خالته لم تكن مصدر الأمان كما توقع الطفل الصغير، وبمجرد وصولهم لجمهورية مصر العربية، وتحديدًا في ميدان الإسماعيلية بمصر الجديدة، بمحافظة القاهرة، تركته برفقة ابنها أيضًا يحاربون القدر المجهول بمفردهما، لذا اتخذ الطفلين من الشارع مأوى لهما: "فضلت سنة ونص أنا وابن خالتي في ميدان الإسماعيلية نمسح العربيات لكن الناس كانت بتضربنا فمشينا من هناك".

عام ونصف آخر قضاهما كل من الطفل أنطونيوس وابن خالته "مكاريوس رمسيس" في مصر الجديدة بشارع الثورة، إلا أن هذه المرة لم يعملا بسبب إصابة رمسيس صاحب الـ12 عاما بمرض السكر، والذي يتسبب له بالدخول في غيبوبة في بعض الأحيان.

أنطونيوس ومكاريوس قضيا 3 سنوات من حياتهما بين الكر والفر، نصف أيامهما يواجهان شبح الجوع بالنوم، ويدعوان الله ليلًا ونهارًا للحصول على حياة كريمة، يقول أنطونيوس: "ربنا بعتلنا وليد وسارة عشان ينقذنا بالمنشور اللي نزل على الفيس بوك".

منشور "سارة إبراهيم ووليد النجار" شابان مصريان كانا بمثابة النجدة لهذين الطفلين، بعد نشرهما بوست عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" يستنجدون بأصدقاءهم لحماية الطفلان من التشرد، وبمجرد تناقل المنشور ووصوله لسفارة جنوب السودان في مصر وعلمهم بأمر الطفلين هرولت فتاة تدعى سارة، مندوبة عن السفارة برفقتها سانتينو أكود، رئيس الجالية، دلفسي فروري منسق عام شئون جالية السودانيون في مصر، والأم كريستن وإميرا، صاحبتا مبادرة صوت الأمة الجنوبية لشئون الطفل ومقرها بعين شمس، لتوفير لهما حياة كريمة وعودتهما للحياة التعليمية التي تركوها خلفهم في السودان.

تحركا الطفلين معهم بعد أن تعهدوا بتوفير حياة كريمة، مليئة بالحب والتفاهم والتعاون، ومعالجة الطفل رمسيس المصاب بمرض السكر، وتفاعل الأطفال معهم، كأنهم التقطوا خيط يوضح لهم ما ينتظرهم من مستقبل باهر.