رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قلقاس وبرتقان».. عيد الغطاس وجه الأقباط الفلكلوري

عيد الغطاس
عيد الغطاس

يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء يوم الأحد المُقبل، قداس عيد الظهور الإلهي، والذي تحتفل خلاله الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بذكرى إتمام السيد المسيح طقس المعمودية، وتأسيسها مسيحيًا، لتصبح بوابة دخول أي فرد إلى المسيحية، ودونها لا يستطيع أحد أن يعتنقها.

تاريخ عيد الغطاس
قال القمص إشعياء عبدالسيد فرج، في كتابه «طقس الأعياد السيدية الكبرى والصغرى»، إن مسيحيي الشرق في الثلاثة أجيال الأولى كانوا يحتفلون بعيديّ الميلاد والغطاس معًا تذكارًا لظهور سر التثليث، ولكن لما تَعَيَّن اليوم الذي وُلِدَ فيه المسيح وكذلك يوم عِماده من مؤلفات اليهود، التي جمعها يسطس الروماني ونقلها من أورشليم إلى رومية، جعلوهما عيدين يحتفلون بهما في وقتين مختلفين (في يومين مختلفين، ولكن في نفس الموعد ليلًا) ومن ثم نقلوا هذه الفريضة إلى الغرب بواسطة المواصلات التي كانت بين مدن آسيا الصغرى وبلاد فرنسا، كما شهد كاتبونوس في كتاب اتحاد الكنائس، وكان الغربيون ولا يزالون يقيمون في هذا اليوم العيد سجود المجوس الذين بواسطتهم أعلن المسيح ذاته للأمم، حسب كتاب عظات القديس أغسطينوس، ولا يزال بعض المؤمنين يعمدون أولادهم فيه أيضًا.

القداس واللقان
قال المرتل نزهي حنا إن قداس عيد الغطاس ينقسم إلى عدة أقسام، أولا رفع بخور عشية، ثم رفع بخور بكر، ثم صلاة اللقان، ثم القداس الإلهي.

وأضاف أن صلاة اللقان هي أهم ما يميز قداس عيد الغطاس، وبها عدة مقاطع هامة من الإنجيل، لعل أبرزها: 
1- من صلاة حبقوق النبي (حب 3: 2- 19).
2- من إشعياء النبي (أش 35: 1، 2).
3- وأيضا من إشعياء النبي (أش 40: 1- 5).
4- وأيضا من إشعياء النبي (أش 9: 1، 2).
5- من باروخ النبي (3: 36- 4: 4).
6- من حزقيال النبي (26: 25- 29).
7- وأيضا من حزقيال النبي (حز 47: 1- 9).

ولعل ما يميز صلاة اللقان أيضًا المياه التي يرسم بها الشعب القبطي والتي يشربونها على سبيل التبرك.

أبرز الألحان والترانيم
كل مناسبة من مناسبات الكنيسة لها ما يميزها من الألحان، ولعل عيد الغطاس به 3 ألحان هامة، أولها لحن يوحنا المعمدان (اوران أنشونشو... اسم فخر هو اسمك يا نسيب عمانوئيل)، لحن كيريا ليسون بالكبير 12 مرة، والذي يتلى على مياه صلاة اللقان، وإبصالية (افنوتى أوناف.. الله الممجد في مشورة القديسين).
بينما يعتبر أبرز ترانيم عيد الغطاس هي ترنيمة "عيد الغطاس يا عيد الغطاس يا معروف لكل الناس"، بالإضافة إلى ترنيمة "نقطة ماية راحية وجاية"، وترنيمة "هناك على شاطئ الأردن".

العيد في احتفالات المصريين
ويعتبر العيد من أبرز الأعياد التي يظهر فيها الوجه الفلكلوري للأقباط، حيث إن عيد الغطاس يرتبط بعدة أكلات، أولاها القلقاس، حتى إن المثل العامي يقول "اللي مياكلش قلقاس في عيد الغطاس يصبح من غير راس".. بالإضافة إلى القصب، ولعل المغزى من أكل القصب والقلقاس هو أن كليهما يحتاج إلى أن يغمر في الماء كمثال المسيح الذي غمر في الماء أثناء معموديته بنهر الأردن على يد يوحنا المعمدان، حسب ما قاله الخادم مرقس لطفي الخادم بالمرحلة الابتدائية بكنائس شبرا الخيمة.

كما اعتاد الأقباط- حسب لطفي- على أكل البرتقال في عيد الغطاس بصفته فاكهة الشتاء المفضلة، إلا أن لطفي يشير إلى أن البرتقال يتحول في عيد الغطاس من مجرد فاكهة إلى مجمرة أو مبخرة أو قنديل، حيث يقومون بتفريغ القلب الداخلي ويأكلونه ثم يضعون قطنة بها زيت داخلها وإنارتها مع عمل سلسلة ليصبح أشبه بالشورية المستخدمة في القداس الإلهي.

أسماء عيد الغطاس
قال الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، إن عيد الغطاس هو ذكرى لإحياء معمودية المسيح، ويطلق عليه عدة أسماء متتالية من بينها: الغطاس، الأبيفانيا، الثيؤفانيا، عيد الأنوار.

وأضاف، عبر فيديو له، أن الكنيسة أطلقت عليه اسم الغطاس نظرًا للرجوع لآباء الكنيسة المصرية الأوائل الذين استوعبوا أن المعمودية لا تتم إلا بالغطس في الماء.

وأوضح الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة أن الأسماء التى أطلقت عليه عيد الإبيفانيا، هي كلمة يونانية تعني الظهور، لأنه ظهر ورآه الناس، أما عيد الثيؤفانيا، فهى كلمة تعني الظهور الإلهي، أما سبب التسمية بـعيد الأنوار لأن العصور القديمة شهدت غطس المسيحيين في نهر النيل عقب القداس، وأحيانًا كانت الكنائس تضم مغطسًا يغطسون فيه للتبرك بمعمودية المسيح، وكذلك لأن المعمودية في الفكر المسيحي هي الاستنارة.