رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حقك تنظمى.. «الدستور» تحاور المشاركات والمستفيدات من حملة تنظيم الأسرة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نجاح ضخم حققته حملة «حقك تنظمى»، التى أطلقتها وزارة الصحة والسكان لتنظيم الأسرة والصحة الإنجابية، ضمن أنشطة مشروع برنامج دعم خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة، وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة. وعملت الحملة على إتاحة وتقديم خدمات ووسائل تنظيم الأسرة بالمدن والقرى على مستوى الجمهورية، خاصة المناطق النائية والمحرومة والعشوائية، لتنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية «حياة كريمة»، لرفع معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة وخفض معدلات الإنجاب. «الدستور» تحاور، فى السطور التالية، عددًا من المشاركات فى الحملة كرائدات ريفيات، وعددًا من المستفيدات.


علا: غيرت مفهوم وسائل منع الحمل المقتصر على الحبوب

قالت علا أبوزيد، إحدى المشاركات فى الحملة بمحافظة جنوب سيناء، إنه على مدار أسبوعين كانت الحملة تطوف جميع مناطق المحافظة، من أجل توعية السيدات بأهمية وسائل منع الحمل.
وأضافت: «الحملة هدفها مش بس التوعية بأهمية تنظيم النسل، ولكن التوعية بالوسائل المتاحة لذلك، لا سيما أن ثقافة المصريين عن تلك الوسائل تتوقف على الحبوب فقط، رغم وجود وسائل أكثر أمانًا وأكثر فائدة من الحبوب».
وأشارت إلى أن «جميع الوسائل فى الحملة كانت بتتسلم للمستفيدين بشكل مجانى، داخل عيادات المستشفيات أو الوحدات الصحية أو العربات المتنقلة، اللى كانت بتجوب البيوت والأسر، عشان توصل وسيلة التنظيم ليهم بشكل مباشر من غير مجهود أو استنزاف مادى».
وذكرت أن «العربيات المتنقلة كانت بتوصل لحد الوديان فى الصحارى والجبال، منهم مكان واعر اسمه توشكى، عشان توصل للناس اللى معندهومش الوسائل دى، ومش هيقدروا ينزلوا لحد البلد.. كنا بنروح لحد عندهم عشان نوفر عليهم المجهود».
وقالت: «كل عربة متنقلة تابعة للحملة، يكون بها طبيب نساء وتوليد، من أجل إجراء الكشف وإعطاء الوسيلة المناسبة سواء كبسولة أو برشام أو وسيلة أخرى، ومسئول تمريض لمساعدة الطبيب، ورائدة ريفية مهمتها التعريف بالحملة للمواطنين وحلقة الوصل والثقة بينهم».
وأضافت أن «الحملة غير مقتصرة على العربات المتنقلة فقط، لكن هناك حملات إعلامية، وعقد ندوات على مدار ثلاثة أيام متتالية، اليوم الأول يكون لقاءً تعريفيًّا بالحملة حتى يتم خلق نوع من الثقة، والثانى يكون لقاءً جماهيريًّا، بحشد أكبر عدد من المواطنات حتى تلقى الحملة تأييدًا كبيرًا، والثالث يكون لقاءً دوارًا فى بيوت إحدى السيدات أو الرائدات الريفيات».
ولاقت الحملة، بحسب «علا»، استجابة ضخمة من المواطنات، ولم تواجه أى صعوبة أو رفض من الأسر والسيدات، بل كان هناك ترحيب لكون بعض والنساء فى الوديان لا يستطعن الوصول إلى تلك الوسائل وبشكل مجانى.
واختتمت: «معظم السيدات اللى قابلناهم عندهم وعى بأهمية الحملة، وكانوا مستنيين حاجة زى كده تحصل من فترة، وكنا بنحاول نقنعهم بأن فيه وسائل أهم من الحبوب يقدروا يعتمدوا عليها، وغيرنا مفهوم الوسائل الأخرى».

سهام: نعمل فى إطار منطقتنا لكسب ثقة السيدات

كشفت سهام الجندى، رائدة ريفية شاركت فى حملة «حقك تنظمى» بمحافظة البحيرة، عن أن «الحملة اختلفت كثيرًا عن الحملات السابقة فى تفهم واستيعاب السيدات لدورنا فى التوعية»، موضحة: «عندما بدأت وزارة الصحة فى إرسال الرائدات الريفيات إلى المنازل لتوعية السيدات بوسائل تنظيم الأسرة وأهميتها كنا نلاقى صعوبة فى كسب ثقتهن، لأن طرق سيدة غريبة منزلهن والتحدث فى هذه الموضوعات الحساسة بالنسبة لهن كان غريبًا عليهن، وكنا نجد صعوبة كبيرة فى إقناعهن بدورنا أولًا قبل الحديث معهن فى أى شىء».
وقالت: «مع الوقت أصبحت السيدات يتقبلن وجودنا، والوقت الذى كان يضيع فى شرح سبب وجودنا فى منازلهن أصبح يمر فى الحديث عن تنظيم الأسرة ووسائلها المتاحة والصحة الإنجابية للمرأة»، مشيرة إلى أن «وزارة الصحة أصبحت ترسل رائدة ريفية للسيدات فى المربع السكنى الذى تعيش فيه حتى تكون مصدر ثقة لجيرانها من السيدات، وبالتالى يتفاعلن معها بشكل أفضل».
وذكرت أن الرائدة هى حلقة الوصل بين السيدات المنتفعات والخدمات المقدمة لهن بالوحدات والمراكز الطبية، لافتة إلى أنه «خلال فترة مبادرة (حقك تنظمى)، تم توفير طبيبات من السيدات فى الوحدات الصحية، مما يشجع السيدات على الذهاب إلى الوحدة؛ لأن أغلبهن يفضلن التعامل مع الطبيبات السيدات اللاتى لا يتوافرن دائمًا فى الوحدات، لكن المبادرة وفرتهن فى أيام محددة».
ولفتت إلى أن «وجود طبيبة سيدة شجع السيدات على الذهاب إلى الوحدة، لذا كانت هذه الحملة من أنجح الحملات تفاعلًا».
وقالت إن المبادرة نُفذت فى محافظة البحيرة على مرحلتين، استهدفتا جميع السيدات بفئاتهن المختلفة، مشيرة إلى أن المستوى التعليمى لم يكن عائقًا أمام عملها كرائدة ريفية، موضحة أن بعض السيدات اللاتى لم يحصلن على قدر كافٍ من التعليم من الممكن أن يكون لديهن وعى ثقافى مثل غيرهن من اللاتى حصلن على تعليم عالٍ».
وأضافت أن الكثير من السيدات أصبح لديهن وعى بأهمية تنظيم الأسرة، وعدد قليل جدًا هن من يرغبن فى الإنجاب لأكثر من مرتين، و«هذه النتيجة جاءت بعد مجهود كبير من وزارة الصحة فى نشر هذه الثقافة خلال سنوات طويلة وحملات كثيرة تم تنظيمها».
وشددت على أن الرائدات اللاتى حققن إنجازًا خلال فترة المبادرة واستطعن إقناع عدد كبير من السيدات بالتواصل مع الوحدات الصحية، تمت مكافأتهن معنويًا ليكون تحفيزًا لغيرهن للعمل بجد لإنجاح المبادرة.

وفاء: قدمنا خدمات لحوالى 50 ألف سيدة فى محافظة جنوب سيناء

وفاء شاكر، إحدى الرائدات الريفيات المشاركات فى الحملة بمحافظة جنوب سيناء، قالت إن الرائدات الريفيات يعتبرن الأهم فى تلك الحملات، لأنهن حلقة الوصل بين المواطنات اللاتى يثقن فيهن بحكم العشرة.
وأضافت أن «حقك تنظمى» تعتبر من أهم الحملات النسائية التى تمت خلال الفترة الأخيرة، من أجل الاهتمام بالصحة الإنجابية، مشيرة إلى أن «الحملة استهدفت السيدات من سن ١٨ سنة لما فوق، وبيقوم دكتور النسا بالحديث فى الندوات عن أهمية الوسائل وفترات المباعدة، وليس هدف الحملة هو منع الإنجاب، لكن إعطاء الفرصة للأم والطفل للراحة بين الطفل والآخر».
وأشارت إلى أن الهدف من الحملة هو توصيل الوسائل بشكل مجانى، إلى جانب تثقيف المواطنات بأن هناك وسائل أخرى لتنظيم النسل غير الحبوب. فجميع الوسائل متوافرة فى الحملة ومجانية، رغم أن أسعارها رخيصة فى العيادات العادية ووحدات طب الأسرة، مشيرة إلى تقديم الخدمة إلى حوالى ٥٠ ألف سيدة بالمحافظة.

علياء: وصلت إلى المناطق الوعرة عن طريق «العربات المتنقلة»

علياء عبدالحفيظ، سيدة ثلاثينية من جنوب سيناء، إحدى المستفيدات من حملة «حقك تنظمى»، تزوجت وأنجبت فتاتين، ومن يومها تريد تنظيم النسل لكن لم تعرف الطريقة المثلى لذلك أو المكان الصحيح.
ومن هنا قالت «علياء» إن الحملة كانت مفيدة لها وللكثير من النساء، لا سيما أنهن يسكن فى منطقة وعرة بها وديان ولا توجد بها أى خدمات صحية، موضحة أن الاستفادة الكبرى كانت فى العربات المتنقلة التى تصل إلى البيوت، لكونها لا تستطيع نزول البلد مباشرة.
وأشارت إلى أن ثقافة البلدة لديهن لا تعرف سوى الحبوب كوسيلة لتنظيم النسل أو منع الإنجاب، لكن الحملة أضافت لهن وسائل أخرى لم يكن يعرفنها: «كنا بنعتمد على نفسنا، يعنى واحدة بتاخد برشام وطلع حلو معاها تقول لقريبتها تاخده».
وأضافت: «لكن الحملة عرفتنا إن كده غلط؛ لأن كل ست ليها ظروف غير التانية والوسيلة المناسبة ليها مختلفة، والطبيب هو اللى بيحدد الوسيلة المناسبة ليها، بعد الكشف على الضغط والسكر والأمراض الموجودة عندها».
وتابعت: «معظمنا مكنش مقتنع غير بالحبوب بس بأنها أفضل وسيلة، لكن لما عرفنا أن فيه وسائل أفضل بدأنا نستخدمها، وأنا استخدمت الكبسولات، الطبيب هو اللى قال دى مناسبة ليا».

بيومى: اتبعنا معايير منظمة الصحة العالمية خلال الفعاليات

قال الدكتور شنتورى بيومى، استشارى مدير عام تنظيم الأسرة بمديرية الصحة بالمنيا، إن المنيا من أعلى المحافظات فى معدلات الإنجاب والكثافة السكانية، لذا كانت فى قائمة المدن التى تم تنظيم الحملة بها لتوعية السيدات بأهمية تنظيم الأسرة، مشيرًا إلى أنه برغم تنظيم الكثير من الحملات الخاصة بالأسرة، فإن هذه الحملة هى أنجحها، إذ استفادت منها ما يقرب من ٦٣ ألف سيدة خلال ١٠ أيام فقط من إطلاقها.
وأضاف: «اتبعت الحملة نظامًا جديدًا، يتمثل فى إرسال الرائدات الريفيات إلى المنازل للتحدث مع السيدات وتعريفهن بأهمية الحملة، وإعلامهن بمناطق تواجد السيارات المتنقلة التى تتوافر بها وسائل منع الحمل»، لافتًا إلى أن الحملة نفذت كل المعايير التى وضعتها منظمة الصحة العالمية للحصول على نتائج إيجابية.
وذكر أن الحملة لا تستهدف فقط التعريف بوسائل تنظيم الأسرة، لكن أيضًا توضح للسيدات مفهوم الصحة الإنجابية وعدد السنوات الكافية للفصل بين إنجاب الأطفال للحفاظ على صحة المرأة، مشيرًا إلى أن الحملة تم تنفيذها فى المنيا على مرحلتين، ووصلت لجميع المناطق النائية والبعيدة فى المحافظة.
ونوه بأن «توفير وسائل منع الحمل فى جميع الوحدات الصحية وفى السيارات المتنقلة كان عامل جذب للكثير من السيدات اللاتى استجبن للحملة، ورصدنا نسب إقبال كبيرة منهن على الوحدات والمراكز الصحية».

زكية: عملنا لأكثر من 10 ساعات يوميًا نظرًا لشدة الإقبال

زكية نصرالله، مثقفة صحية فى حملة «حقك تنظمى» من محافظة الإسكندرية، قالت إن «هذه الحملة كانت من أكثر الحملات التى لاقت رواجًا كبيرًا من السيدات فى محافظة الإسكندرية، وكنا فى أحيان كثيرة نعمل لأكثر من ساعات عملنا المحددة بسبب تكدس السيدات أمام السيارات المتنقلة، ووصلت ساعات عملنا فى بعض الأيام لأكثر من ١٠ ساعات». وأضافت: «عملت فى إحدى السيارات المتنقلة التى كانت تقف فى كل ميادين المحافظة، ودورى كان يتمثل فى الاستماع إلى شكاوى السيدات وحلها»، مشيرة إلى أن وقوف هذه السيارات فى الشوارع والميادين الرئيسية كان يسهل التواصل مع المارة من السيدات اللاتى يجدن صعوبة فى الذهاب إلى المراكز الصحية أو أطباء النساء.
وذكرت أن «ختان الإناث وتأخر الإنجاب كانا من أكثر الأسئلة التى نستقبلها من السيدات، وكنا نوضح لهن خطورة الختان وضرورة الابتعاد عنه، ونعطيهن الحلول الكافية لأسباب تأخر الإنجاب مع توافر طبيبة نساء داخل كل سيارة متنقلة، والإقبال على الحملة كان كبيرًا وهذا دليل على أن الحلول البديلة لإعلانات التليفزيون تتمثل فى النزول إلى السيدات فى الشوارع ومقرات إقامتهن».
وأشارت إلى أن الحملة وزعت وسائل تنظيم الأسرة بالمجان، ونظمت ندوات عن أهمية الرضاعة الطبيعية والفحص الذاتى للثدى وغيرهما من الموضوعات التى تؤثر على صحة المرأة المصرية، وتطرقت إلى الموضوعات التى تخص أسرتها، خصوصًا الأطفال، وضرورة إجراء الكشف المبكر عن السمع لهم وقت الولادة، لافتة إلى أن الحملة استقطبت السيدات من جميع الفئات العمرية والمستويات الاجتماعية طوال فترة تواجدها فى الإسكندرية