رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسنت حميدة: عائلتى وراء تفوقى رياضيا.. وخطيبى كلمة السر

بسنت حميدة
بسنت حميدة


بسنت حميدة.. اسم يعرفه عشاق سباقات الجري وألعاب القوى، صُنفت عام 2016 كأسرع عداءة عربية ومصرية، حطمت الرقم الأعلى فى هذه اللعبة حتى سُجلت باسمها جميع الأرقام القياسية.

لكن على الجانب الشخصي، فهي على عكس كثيرات من المتفوقات رياضيًا فى العالم العربي، وجدت شريكًا يشجعها يقف بجوارها، بل كان في كثير من الأوقات يأبى استمرارها في مشاعر الإحباط واليأس التي تزور أصحاب البطولات من وقت لآخر، محمد عباس خطيبها ومدربها الشخصي يعرف جيدًا ما يمر به عشاق الألعاب الرياضية، كونه مدربًا للعبة، وبطلًا سابقًا.

"أعرف فتيات لديهم موهبة وذكاء نادر في الملاعب لكن بسبب احباط رجال حولهن كأب أو زوج فشلن في تحقيق أي شيء" هكذا بدأت بسنت حوارها لـ"الدستور"، مؤكدة أنها محاطة بأسرة رياضية ورجال أبطال، كلهم داعمون لها، يقفون بجوارها في أوقات الاحباط.

- ماذا عن دراستك وعملك بعيدًا عن الرياضة؟
تخرجت فى كلية هندسة، تعودت على التفوق الدراسي بالتوازي مع النجاح الرياضي، درست فى الأكاديمية العربية للعلوم، كنت الأولى على دفعتي لمدة 4 سنوات متتالية مدة الدراسة، وعام التخرج عرض علي أن أكون معيدة.

- كيف تتعامل أسرتك مع الرياضة؟
أمى كانت بطلة إفريقيا فى الجمباز، والدي كان بطل رياضة التايكوندو، أما أخي حصل على مراكز عالمية فى ألعاب القوى، المركز الثانى على العالم، فى ألعاب القوى 400 متر للشباب، تم تصنيفه أول على العالم، باختصار "احنا عيلة رياضية"، وفكرة أنني أتمرن يوميًا كانت من الصغر، فكنت ألتزم بالتمرين على رياضات مختلفة مثل السباحة، الجمباز، حتى تخصصت فى ألعاب القوى وبدأت احترافها من 13 سنة.
وماذا عن الصعوبات فى الجمع بين الدراسة والرياضة؟
لدينا ثقافة أن الرياضة مثل الدراسة، حصلت فى ثانوية عامة على 95 % علمى رياضة، وكنت لاعبة بطولة عربية وحصلت على ميداليتين ذهب، كنت أتمرن من الساعة الثانية عشر فجرًا حتى الصباح، وقمنا بتأجير منزل بجانب نادي سموحة، وشراء كل أدوات الجيم لعدم وجود وقتٍ كافي أتمكن فيه من الذهاب لصالات التدريب، فكنت أقضي وقتي بالكامل فى الدراسة والدروس الخصوصية.

كيف مرت عليكي الأوقات الصعبة لاتمام هذه المهمة الشاقة؟
أحب التأكيد على أن الأمر لم يكن سهلًا، كنت كثيرًا ما أنهار وأسأل نفسي لماذا أتصرف بهذه الطريقة في حياتي؟، لكن كنت أذكر نفسي بالهدف، وهذه الفكرة تغيب عن كثير من الشباب، يريدون بطولات رياضية وشهرة وفلوس، وتحقيق انجازات، دون تحمل مشقة أو دفع ثمن، يشتكون من الصعوبات ويلجأون للحلول السهلة، لكن الاختيارات الصعبة لها مقابل أيضًا، فالتمرينات حرمتني من الزيارات العائلية والتواجد فى كل المناسبات تقريبًا، كما قيدت طريقة حياتي فى الأكل، وتركت كل ما أحبه من أجل الحفاظ على "فورمة" بدنية، لكن فخورة وسعيدة بكل ما وصلت له في حياتي، وأنني حققت كثير من الانجازات المتتالية.
مَن أكثر الأشخاص المشجعين لكِ فى حياتك؟
المدرب الخاص بي خطيبي حاليًا- محمد عباس- يقف بجانبي دائمًا، كان ينتهي من عمله، ويتفرغ لي في أي وقت أكون متاحة فيه، مؤمن بي، وهو سبب فيما وصلت إليه، لو كنت تدربت مع آخر لم أكن أحقق أي انجاز.

ما موقف خطيبك من الرياضة وممارسة الفتيات لها؟

خطيبي كان بطل ألعاب قوى، لكن تدريب خاطيء تسبب له فى أزمة صحية، وتركيب شرائح ومسامير، مع ذلك لم يتوقف، ودائمًا ما يقرًأ عن كل جديد، ويتدرب ويطور من مهاراته، وأصبح فى سن 28 عاما مدربًا لمنتخب مصر، يدرب أكثر من 150 شاب، وأثبت أن النجاح ليس بالسن، ولكن بالتضحيات والالتزام.
كيف ترين تأثير الرجال في حياتك سواء والدك أو أخيك أو خطيبك؟
إذا كان الرجل متحقق فى أحلامه وناجح فهو سيسعد بنجاح شريكته ولا يحط منها، وهذا التشجيع لها يعني نجاح له أيضًا، وأؤمن أن الرجل المشجع له تأثير قوي على شريكته، ومن حظي أنني محاطة بثلاث رجال يقدرون نجاح المرأة هم والدي، وأخي، وخطيبي، كلهم أبطال رياضيون، ومؤمنون بالرياضة وأهميتها وكثيرًا ما دفعوني لاستكمال المسيرة في أشد الأوقات احباطًا، وبشكل عام الرجال الأسوياء يدفعون شريكاتهن للنجاح.

كيف يتعاملون مع اخفاقاتك وتغيراتك المزاجية؟
هم يعرفون أزمات الرياضيين جيدًا، فتمرينة واحدة سيئة تصيبني بالاحباط، لو شخص عادي لن يقدر وسيتهمني بأنني نكدية، لكن هم يشجعونني، وأرى أن كل بطلة رياضية لو لم يكن شركائها والمحيطين بها يتفهمون ما تمر به يستحيل أن تكمل، ومع الأسف أعرف كثيرات موهوبات لكن بسبب عرقلة رجال فى حياتهن قد يكون أب أو زوج أو أخ تفشلن فى استكمال المسيرة، على عكس ما وجدته في خطيبي الذي يحتفي بى في كل بطولة، ولا يرى أزمة فى ظهوري اعلاميًا أو تواجدي أمام الكاميرات بينما هو ورائها كونه المدرب، فعلى العكس يدفعني دائمًا للأمام.

أخيرًا.. ما الذي تستعدين له حاليًا وكيف؟
استعد لبطولة طوكيو 2020، بالتمرين والتركيز على نظام غذائي، وأتمنى أن أشرف بلدي، وأكون سببًا في سعادة أقاربي.