رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«كلبش مائي».. القصة الكاملة لاحتجاز 20 صيادًا مصريًا في اليمن

جريدة الدستور

في ديسمبر الماضي، خرجت مجموعة مكونة من 20 صياد يصطفون جميعهم أمام المرسى، ليستقلوا المركبتين المعروفين باسم "وان تو" و"المصطفى الهادي"، وينطلقون سويًا من ميناء برانيس بالبحر الأحمر، بحثًا عن مصدر رزق للصيد بدلًا من المعاناة التي يعيشونها في البحر الأبيض المتوسط من اندثار الانتاج.

الصيادون جهزوا أمتعتهم، ورتبوا أمور السفر متجهين إلى المناطق القريبة من البلدان المجاورة لصيد أكبر كمية من السمك النادر، والعودة به إلى أرض الوطن للانتفاع من بيعه، لكن لم تكتمل رحلتهم على خير، فبمجرد أن اقتربوا من المياه الإقليمية اليمنية كان قد تم القبض عليهم من قبل القوات الحوثية، وإيداعهم داخل معتقلات حتى يحاكموا على تجاوزهم للحدود البحرية.

معاناة كبيرة يعيشها صيادو عزبة البرج بمحافظة دمياط، الذي يعد أكبر أسطول بحري في الشرق الأوسط كونه يملك 2387 مركب من أصل 3800 مركب في أسطول الصيد في مصر، بعد أن قرروا ترك العمل في أمكانهم، والبحث عن مصدر رزق أخر في البلدان المجاورة رغبة منهم في توفير حياة أفضل، لكن الأزمة بدأت حين دخلوا المناطق المحظورة.

قبل ساعات قليلة، أعلنت نقابة الصيادين بمدينة عزبة البرج عن احتجاز 20 صياد من أبناء المدينة أثناء دخول مراكبهم إلى المياه الإقليمية اليمنية، حيث تم القبض عليهم من قبل القوات الحوثية، واحتجازهم داخل ميناء الحديدة اليمني حتى يتم محاكمتهم في اليمن، وناشد نقيب الصيادين سرعة تدخل السلطات المصرية للإفراج عنهم.

أجرت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، اتصالات سريعة مع مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج، لحل أزمة احتجاز صيادي دمياط في اليمن، والإفراج عنها حتى يعودوا إلى وطنهم في أسرع وقت، في انتظار قرار القوات اليمنية تجاه المحتجزين بعد تجازهم المياه الإقليمية.


◘ أحد أقارب الصيادين: «لِسّه عارفين عن اعتقالهم من ساعات»

تواصلت "الدستور" مع أحد صيادين مدينة عزبة البرج، أحمد السيد، الذي روى ما يعرفه عن قصة المحتجزين التابعين لعزبة البرج بمركز دمياط والروضة بمركز فارسكور، قائلًا: "المراكب طلعت من الميناء من شهر ديسمبر اللي فات، ومسمعانش عنهم حاجة من يومها، لحد ما عرفنا امبارح أنهم معتقلين بعد ما كسروا الحدود اليمنية".

المركبين حملا اسم "وان تو" و"المصطفى الهادي"، كانوا متوجهين للبحث عن مصدر رزق أخر في البلدان المجاورة بدلًا من المكوث في أمكانهم، والتأثر من ضعف الإنتاج الذي تشهده منطقة البحر المتوسط، بسبب النوات التي تمنع الصيادين من الخروج بمراكبهم للصيد، يقولها "السيد".

لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يحتجز بها صيادين مصريين أثناء إبحار مراكبهم تجاه البلدان المجاورة، يوضح الصياد أن أزمة احتجاز الصيادين في اليمن تحدث دائمًا، بسبب عدم عقد اتفاقيات للصيد في المياه الإقليمية مع البلدان المجاورة، وعدم التزام الصيادين أيضًا بتلك القرارات، والتوجه إلى الأماكن المحظورة.

أجرت الدكتورة منال عوض، محافظ دمياط، اتصالات سريعة مع مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج، لحل أزمة احتجاز صيادي دمياط في اليمن، والإفراج عنها حتى يعودوا إلى وطنهم في أسرع وقت، في انتظار قرار القوات اليمنية تجاه المحتجزين بعد تجازهم المياه الإقليمية.


أحد أقارب الصيادين: تم القبض عليهم من قبل القوات الحوثية اليمنية.. و"مبلغ مالي للإفراج عنهم"

في الوقت نفسه يحكي محمد خليل، أحد أقارب الصيادين المحتجزين على الحدود الإقليمية اليمنية، "أنّ ابن عمه علاء حسن قد غادر ميناء البحر الأحمر منذ شهر تقريبًا بحثًا عن مصدر صيد في البلدان المجاورة، ولم يعد إلى وطنه حتى وقتنا هذا.

وتابع خليل خلال حديثه مع "الدستور" أنّ قريبه المحتجز على المركب هو رئيس السفين، وكان متوجهًا برحلته إلى الحدود اليمنية بغرض صيد الأسماك ليس أكثر، والعودة بها إلى دمياط لبيعها والانتفاع منها، بعد الركود الذي يشهده سوق تجارة السمك في البحر المتوسط.

ويتابع خليل الذي يعمل كصياد هو الآخر في "عزبة البرج" أنه بمجرد أن وصل "علاء" بمركبته إلى المياه الإقليمية اليمنية، تم القبض عليه هو وزملاؤه على السفينة من قبل القوات الحوثية، ويتم حاليًا محاكمتهم بتهمة تجاوز الحدود الغير معقد عليها اتفاقًا سابقًا بدخولها من قبل الصيادين، وعن فرصة الإفراج عنهم يقول السيد: "مش هيخرجوا غير لما ندفعلهم مبلغ معين بيتحدد من جانب القوات اليمنية".


رئيس جمعية صيادين عزبة البرج: الاحتجاز قرار "سياسي وعسكري"

من جهته، أكد حسام وفدي، رئيس جمعية الصيادين في مدينة عزبة البرج، أن أزمة احتجاز صيادين مصريين في البدان المجاورة تتكرر دائمًا دون وجود حلول صحيحة لمواجهتها، والحد من تعرض أولادنا وعمالنا للخطر الداهم في البحار، منوهًا أن الإبحار والصيد في المناطق التي لم تعقد اتفاقيات معنا مثل اليمن تعد اختراق للأمن القومي.

"المياه الإقليمية اليمنية تعتبر مناطق عمليات تابعة لدولة اليمن ويمنع الاقتراب منها نهائيًا مثلها مثل منطقة العريش في مصر التي يوجد بها حظر تجوال في عدد ساعات معينة من اليوم"، يوضح رئيس جمعية الصيادين، أن تعرض الصيادين المصريين للاحتجاز من قبل القوات الأمنية التابعة للبلدان الأخرى هو أمر سياسي وعسكري لديهم.

أضاف وفدي، "هناك عدة بلاد يحظر دخول الصيادين إليها مثل تركيا وقبرص والصومال واليمن وليبيا، وذلك ما نحذر منه دائمًا من عدم خوض المراكب لدخول تلك المناطق والحفاظ على أرواحهم، وعدم تجاوز القواعد السياسية والعسكرية للدول الأخرى من أجل البحث عن مصدر رزق أخر".


نقيب صيادي عزبة البرج: أبلغنا الخارجية منذ أسبوع.. وفي القريب سيكونون في منازلهم

من ناحيته، أوضح حمدي الغرباوي، نقيب الصيادين بعزبة البرج، أن الصيادين يعملون في محيط البحر الأحمر، بداية من ميناء برانيس حتى باب المندب، لكن القوات الحوثية دائمًا تتعمد القبض عليهم في كل مرة، بحجّة أنهم يعملون داخل أرضهم، على الرغم من عدم التواجد في تلك المناطق من البحر، مؤكدًا أنّ "مراكبنا كبيرة وتقضي في البحر فترة ما تقرب من شهر من حيث الذهاب والعودة إلى مناطق صيد الأسماك".

ووجه الغرباوي خلال حديثه مع "الدستور" شكره إلى وزارة الخارجية التي دائمًا تسعى في تقديم الحلول للإفراج عن الصيادين المصريين المحتجزين من قبل القوات اليمنية، مشيرًا إلى أن إجراءات الإفراج تحتاج إلى وقت كبير بعد الإبلاغ عنه: "إحنا بلغنا الخارجية من أسبوع، وبدأت الخطوات تتم وإن شاء الله في القريب العاجل يكونوا موجودين في بيوتهم".