رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يساري في الحكومة.. رامي جلال من بيت «عامر» لـ«متحدث التخطيط»

رامي جلال
رامي جلال

المتحدثون الرسميون.. يمكن أن نعتبرهم خط الدفاع الأول عن الحكومة في اللحظات الساخة، لا تختلف طبيعة عملهم الإعلامي كثيرًا عن دور المايسترو في تنظيم الإيقاع داخل كل وزارة، ومرآة لمؤسساتهم، وحجر الزاوية في أوقات الأزمات من منطلق مسؤوليتهم داخل كل وزارة.

أحد هؤلاء وجهًا شابًا وصل إلى منصب المستشار الإعلامي لوزارة التخطيط منتصف عام 2017، بعدما وقع اختيار الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط، عليه ليكون مستشارًا إعلاميًا لها، كما أصبح بعدها شهور أيضًا متحدثًا رسميًا باسم وزارة التخطيط، إنه "رامي جلال".

• نشأته وإمبراطورية "ر"
داخل إمبراطورية "راء" نشأ رامي، مع ثلاث إخوة في كنف الأب الكاتب الساخر الشهير "جلال عامر"، وهم، بعد رامي"، على الترتيب: رانيا، وريهام، وراجي.. ومن حُسن طالعه شب في أسرة يحسده عليها الكثيرون، فالأب ذو تركيبة شخصية فريدة، تجمع بين انضباط وحزم المقاتل، بوصفه ضابطًا بالقوات المسلحة المصرية، وكذلك خفة الظل والدعابة التي انعكست على كتاباته التي مثلت مدرسة جديدة في فن الكتابة الساخرة.

كانت الصحافة قدر تلك العائلة، احترفها الأب "جلال" متأخرًا نسبيًا، رغم موهبته المبكرة، لظروف عمله العسكري الذي حال بينه وبين الظهور لعقود.. أما الأبناء فقد نشأوا على حُب القراءة والكتابة، فكان للصحافة نصيبها معهم، بدأ "رامي" وأخيه "راجي" تحت راية صاحبة الجلالة لعدة سنوات يتنقلون من جريدة لأخرى بحثًا عن فرصة لإثبات الذات وأصبح "راجي" كاتبًا صحفيًا بجريدة "فيتو" وأحد متخصصي وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، فيما سافرت "ريهام"، بعد الحصول على الدكتوراة، إلى القارة العجوز، أوروبا، للعمل في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. أما "رانيا" فتخصصت في دراسة وتدريس العلوم الاجتماعية.

انطلقت رحلة "رامي" الصحفية من صحف إقليمية سكندرية، حيث كان يقيم مع أسرته، وكان أبرزها جريدة "التجمع"، الصادرة عن حزب التجمع.. كما كتب لجريدة "مكة" السعودية، وجريدة "المقال" المصرية، ويكتب حاليًا لجريدتي "المصري اليوم" و"الوطن".

• بين العلوم والآداب
يقول رامي: "حاولت في حياتي العلمية الجمع بين الحسنيين؛ العلوم والآداب".. والقصة أنه بعد حصوله على الثانوية العامة أحب الالتحاق بكلية الحقوق، لكن عقدة "المجموع الكبير"، كما يحلو له أن يسميها، جعلته يتجه إلى كلية العلوم، وحصل فيها على البكالوريوس. بعدها التحق بكلية الآداب، وحصل على الليسانس، وعُين في الجامعة. ليبدأ عمله الأكاديمي.

حصل "رامي " كذلك على دبلومة الإدارة العامة من كل من "كينجز كوليدج" لندن، والجامعة الأمريكية بالقاهرة.. وبجانب عمله الجامعي، حاضر "رامي" للدفعة الأولى من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب (PLP) في مادة علمية بعنوان (صناعة الصورة الذهنية للمؤسسات)، وهو أيضًا عنوان رسالته للماجستير. كما حاضر في أكاديمية "أخبار اليوم" عن دور المتحدث الرسمي.

• تمثيل مصر في الخارج
يرى "رامي" "إننا لا يجب أن نُكلم أنفسنا طوال الوقت في الداخل المصري، بل يجب أن نبذل جهودًا للترويج لمصر في الخارج عبر تمثيلها بشكل فعال في المحافل الدولية كلما أمكن". وكان أحد أفراد الوفد المصري المشارك في منتدى السياسات رفيع المستوى بمقر منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، العام قبل الماضي. وكذلك أحد أفراد الوفد المصري في القمة العالمية للحكومات بمدينة دبي الإماراتية، العام الماضي. ورئيس البعثة المصرية المرسلة للدراسة إلى المملكة المتحدة في إطار خطة تأهيل قيادات الجهاز الإداري للانتقال للعاصمة الإدارية الجديدة.

• مواقع التواصل الاجتماعي
بمائتي ألف متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، بمنصاته المختلفة، أصبح لرامي تواجدًا مؤثرًا لدى متابعيه، ويقول: "ينظر البعض إلى وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها شيطانًا رجيمًا لا بد من الابتعاد عنه وخطر داهم وجب اجتنابه، بينما هى في الحقيقة فرصة مهمة لزم اقتناصها".

• بين أم كلثوم وأوكا أورتيجا!
تنوع رامي الثقافي والدراسي انعكس على تفضيلاته الفنية، حيث احتفظ بذوق خاص يجمع بين عمالقة الفن الأصيل، وعلى رأسهم كوكب الشرق أم كلثوم، وبين مطربي المهرجانات الشعبية، وهي توليفة غريبة لم يخفها عن متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي، معربًا عن رفضه لحملات الهجوم على أغاني المهرجانات، بقوله: "أغاني المهرجانات ليست رجسًا من عمل الشيطان، بل هي إيقاعات مبهجة نابعة من طينة هذه الأرض مثل الراب الأمريكي والراي الجزائري، ويمكن بقدر من التهذيب، خصوصًا في الكلمات، وفي سلوكيات من يغنيها، تحويلها إلى قوة مصرية ناعمة تغزو العالم".

• "أهلاوي توتنهامي".. هواياته الشطرنج والبلياردو
كغيره من مسئولي الحكومة لا تسير حياتهم على وتيرة واحدة، يتخلص من ضغوط العمل، كلما أمكن، إلى رحب هواياته إما مراقبًا لحركة الأحجار على رقعة الشطرنج، إذا يلعب على مستوى احترافي ولديه مدرب، ويحضر دروسه مرتين شهريًا، وهو كذلك أحد لاعبي البلياردو الفرنسي، وله فيديوهات استعراضية لهذه اللعبة. أما على المستوى الكروي، فهو يشجع نادي "توتنهام" في إنجلترا، والنادي الأهلي في مصر، على الرغم من وجود فرع زملكاوي في عائلته، يتمثل في المستشار "جلال إبراهيم" رئيس نادي الزمالك الأسبق، والد المستشار "أحمد جلال" نائب رئيس نادي الزمالك الحالي، هو ابن عم والده.

• موقفه من الثورات العربية
يصنف "رامي" سياسيًا كأحد أفراد حركة اليسار المصري، لكنه لم يكن ثوريًا متطرفًا في آرائه السياسية لأقصى اليمين أو اليسار، حتى في أشد الأحداث استقطابًا، غير أنه لم يخف أبدًا التعبير عن دعمه لثورة 25 يناير، معتبرًا إياها حدثًا عظيمًا، بدأ بمظاهرات، تحولت لثورة، ثم دخلت فيها عناصر كثيرة لوثتها وحرفتها عن طريقها.

على المستوى العربي، انحاز "رامي" صراحة للجيش العربي السوري، وللرئيس السوري بشار الأسد، ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة، محذرًا من تبعات ما يحدث، وقال: "أغلب الثورات عندنا تشبه «نوبة البرد»، تبدأ بالقيء فتأتي بأسوأ ما فى بطن الشعوب، ثم تنهض الأمم من الفراش وتتعافى.. لكن بعض الثورات الأخرى تشبه «نوبة الصرع» التي يصاحبها ازدياد فى كهرباء المخ، مما يمنع الشعوب عن التفكير إلا في «نوبة الرجوع» إلى الماضى".

• صناعة الأمل واجب وطني
عُرف "رامي" على مواقع التواصل بتفاؤله الواضح وتأكيداته الدائمة أن القادم أفضل. ويرى أن هذا من المفترض أن يكون من أدبيات اليسار، لأنه في تفسيره النهائي فلسفة متفائلة، تعمل على جعل العالم أفضل.. كما يؤمن "رامي" بفكرة صناعة الأمل، فيقول: "صناعة الأمل واجب وطنى، وهى لا تعنى عدم ذكر السلبيات أبدا لأن هذا قوادة، كما أنها لا ترادف ترديد الإيجابيات فحسب لأن هذا تدليس.. صناعة الأمل ليست بيعًا للأحلام بل هى تجسيد للموضوعية والتوازن والوسطية، فالحياة ليست سوداء (معارضون ستايل)، كما أنها غير وردية (طبالون ستايل).. فدعونا نُعطِ كل موضوع حجمه الحقيقي ونضعه في إطاره الطبيعي، ولا نمارس أمراض التعميم أو التعتيم".