رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير يكشف دلالات زيارة بوتين لسوريا

بوتين
بوتين

أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء زيارة مفاجئة إلى دمشق حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، مشيدا بالتقدم "الهائل" الذي تحقق في سوريا منذ 2011، وإعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها.

وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور" أوضح الخبير في الشأن الروسي "عماد الطفيلي"، أن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى سوريا اليوم مهمة جدا بكل المعايير ولها دلالات ومعان كبري عسكرية واستراتيجية في لحظة دولية بالغة الدقة، وهي تأكيد روسي على استكمال تحرير ما تبقى من مناطق سوريا، وإنهاء ملف الإرهاب في محافظة إدلب والعمل على استعادة كافة الأراضي السورية خاصة التي تقع تحت الاحتلال الأمريكي وغيره.

واعتبر "الطفيلي" أن زيارة بوتين لدمشق، تأتي أيضا في وقت تتراكم فيها ملفات المنطقة، إضافة إلى التطورات على الساحة الليبية، بجانب ما تشهده العراق وإيران من تصعيد بعد عملية اغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني ومهدي المهندس نائب قوات الحشد الشعبي العراقية، حيث أدخلت هذه العملية الأمريكية المنطقة في توتر جديد.

وتعليقا على إرسال موسكو سفن وقوات بحرية اليوم إلى سوريا، قال الخبير الروسي لـ"الدستور"، إن إرسال روسيا لسفن حربية وتعزيز تواجدها البحري العسكري في البحر المتوسط له علاقة وثيقة بما يجري من التصعيد الأمريكي الإيراني، حيث أرسلت موسكو سفينة الصواريخ (مارشال أوستينوف) إلى البحر المتوسط، وتم إرسالها لسوريا دون تخطيط مسبق أي أن عملية قاسم سليماني بجانب تصاعد أسباب احتمال وقوع حرب بين إيران وأمريكا هي التي دفعت روسيا لتقوم بهذا الإرسال العسكري.

وأضاف "الطفيلي" دائما تحاول روسيا تعزيز وجودها العسكري البحري في منطقة المتوسط خاصة في قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية، وهذه السفينة الحربية ستنضم إلى السفن الروسية في طرطوس وستراقب الوضع الجوي والبحري في المتوسط.

وبشأن الملفات التي تناولها بوتين خلال زيارته إلى دمشق، أشار الخبير الروسي إلى أن بوتين أجرى محادثات مع الرئيس بشار الأسد ففي البداية تم الاستماع للأوضاع في البلاد ووضعها العسكري والتنسيق العسكري بين البلدين، كذلك أبدى بوتين تقديم أي دعم عسكري ولوجستي لتحرير باقي المناطق في سوريا، بجانب مناقشة توترات المنطقة وضبط ايقاع ردود الفعل التي ستقوم بها إيران ردا على اغتيال سليماني، بجانب بحث تعزيز العلاقات الثنائية ودعم الدولة السورية فيما بعد الحرب وإعادة الأوضاع لطبيعتها.

وفيما يتعلق بالرسائل الكامنة وراء زيارة بوتين المفاجئة لدمشق، أوضح "الطفيلي" أن بوتين عبر هذه الزيارة أعلن عن دعمه الثابت لقيادة الأسد لسوريا، وكذلك عبر جولاته في سوريا زيارته للعديد من المناطق بدمشق يؤكد أن هناك ردا من بوتين بأن دمشق آمنة وأن الحكومة السورية فاعلة وتعمل بشكل طبيعي، وتأكيد على دعم روسيا لسوريا في تحرير نفسها من الاحتلال والإرهاب والمساندة الكاملة لها، وأيضا تقديم الدعم الكامل لإعادة الحياة الطبيعية، كذلك الزيارة دعم معنوي كبير للدولة السورية والجيش السوري والعمل على وضع النقطة الأخيرة؛ لإنهاء الملفات العالقة خاصة في إدلب.