رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفردات الحارة المصرية.. «كرباج ورا يا أسطى»

الحارة المصرية
الحارة المصرية

"كرباج ورا يا أسطى" لا أحد في مصر يجهل هذه العبارة من أقصاها إلى أقصاها، هي عبارة من العبارات القديمة داخل الحارة المصرية، كانت تقال للعربجي حين يتعلق بمؤخرة عربته بعض الصبية داخل الحارة، فيرفع الكرباج (السوط) لأعلى ويضربه فى الهواء، فيصدر صوتًا كالرعد، فيتفرق الصبية فزعين خوفًا من لسع الكرباج.

هذا هو معناها الظاهري، ولكنها كانت وما زالت تستخدم لأغراض أخرى أكثر عمقًا، حيث يحذر بها المتحدث المتحدث إليه من شىء يجري فى الخفاء من وراء ظهره كى يدفعه للانتباه، فالعبارة لا توحي بشر ظاهر يرى رأي العين، إنما شر يكمن فى السر لا يعرف به الشخص المراد وقوعه فيه.

والأسطى كلمة فارسية الأصل ثم أضحت جزءًا من اللغة التركية وتعنى الأستاذ، وهي تخص الحرفيين على وجه الخصوص. ثم أضحت جزءًا من لغة الشارع المصري، وتطلق على كل أصحاب الحرف دون استثناء، فتجد الأسطى فلان الحلاق، والأسطى فلان الميكانيكى وهكذا.. وإذا تتبعت الدراما ستجد أن كلمة أسطى موجودة وبقوة منذ بداية السينما المصرية، فعلى سبيل المثال هناك فيلم يحمل في عنوانه كلمة أسطى، وهو (الأسطى حسن)، بطولة الفنان فريد شوقي والفنانة هدى سلطان الذى أنتج عام 1952، ورغم تعاقب السنوات، فإن كلمة أسطى ما زالت راسخة في وجدان الحارة المصرية.