رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ذكرى وفاته.. لماذا أطلق القناوية اسم صدام حسين على أبنائهم؟

صدام حسين
صدام حسين

تنتشر في عدة قرى ونجوع بمحافظات الصعيد، وخاصةً محافظة قنا، تسمية الأبناء على اسم الرئيس الراحل صدام حسين، رئيس جمهورية العراق، والذي تم إعدامه منذ سنوات.

فعند دخولك إلى قرية بعينها بمحافظة قنا، تجد هنالك عدة ذكور سماهم ذووهم وآباؤهم باسم- صدام- أو- الصدام- فهو اسم ذات طابع صعيدي خاص، كما ينادونهم ذووهم في تلك القرى والنجوع المختلفة، فهل هناك صلة بين هؤلاء، ورئيس الجمهورية العراقية، أم أنها مجرد أسماء فقط لا غير.

وفي الذكرى الـ13 لعملية إعدام صدام حسين، والذي يوافق الثلاثين من شهر ديسمبر لعام 2006، حينما تمت عملية إعدامه والتي طوت صفحة أحد أشهر حكام العراق بطريقة مأساوية، حيث تم إعدامه في أول أيام عيد الأضحى بعد إدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، تنشر "الدستور" خلال السطور القادمة، أسباب تسمية الكثير من الأبناء بمحافظات الصعيد على اسمه.

ويشيع اسم صدام بين الذكور في مراكز أبوتشت وفرشوط شمال المحافظة، ونقادة جنوبي قنا، فضلًا عن قرى الحلفاية بحري وقبلي، وشرق النيل والغربي بهجورة بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، وهي تلك المناطق التي بها عدة مواطنين قد سافروا للعمل في دولة العراق منذ سنوات طويلة، فيما لا توجد إحصائية رسمية بتعداد المواطنين الذين يحملون الاسم في أنحاء المحافظة.

- تسمية الأبناء
وبحسب علي حسين، موظف، أحد أهالي مركز نجع حمادي، فإن هنالك العديد من المواطنين بقرى ونجوع مركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، قاموا بتسمية أبنائهم على اسم الرئيس الراحل صدام حسين، قائلا: "مش في نجع حمادي بس ده في أكتر من مكان، وفي محافظات الجمهورية كلها".

ويتابع حسين في حديثه لـ"الدستور" أن الابن كان يسمى بـ"صدام" وينادي عليه والده أو أسرته بـ"الصدام" لافتًا إلى أن ذلك منتشر جدًا في قرى الصعيد بأكملها، فهو اسم متعارف عليه وسط أبناء الصعيد، خاصةً في القرى والنجوع.

- سبب التسمية
فيما أضاف أسامة محمد إبراهيم، صاحب مهنة حرة، أن انتشار تسمية الأبناء على اسم رئيس العراق، كان لعدة أسباب، فهناك أشخاص سافروا لدولة العراق وعاشوا هناك، ولاقوا معاملة كريمة من الشعب العراقي وحكومته، تنفيذًا لتعليمات الرئيس الراحل، وهنالك آخرون سافر من أسرهم أشخاص إلى العراق، فيما آخرون يعتزون به، وبشخصيته لذلك قاموا بتسمية أبنائهم على اسمه.

وتابع إبراهيم في سياق تصريحاته، أن المصريين كانوا يلاقون معاملة كريمة من الشعب العراقي وحكومته، منوهًا إلى أن هنالك منهم من كونوا ثروة خلال عملهم في العراق قبيل حرب الخليج، وقبل دخول الجيش الأمريكي واحتلال الدولة العراقية، قائلا: "صدام حسين كان يأمر بحبس أي شخص يعامل المصري معاملة وحشة".

مواطنون: نعتز بالاسم واللقب
فيما أكد أحمد الملقب، مزارع وأحد أهالي مركز نجع حمادي شمال قنا، أنه قام بتسمية نجله منذ قرابة 20 عامًا، على اسم رئيس دولة العراق، وذلك فور عودته من العمل بالدولة العراقية، فور سماعه بحمل زوجته، قائلا: "جيت محمل بحاجات كتير اشتريتها خلال شغلي، وقررت اسمي ابني الصدام"، اعتزازًا بذلك الاسم.

وأشار أحمد صابر، طالب ومقيم بمركز نجع حمادي، إلى أن والده قام بتسمية شقيقه الذي توفي قبل سنوات، على اسم صدام، لافتًا إلى أنه كانوا ينادونه بـ"الصدام"، وجاءت تسمية شقيقه من قبل والده، اعتزازًا بالرئيس العراقي، الذي كان يرى فيه الشجاعة، قائلا: "أبويا كان بيقول مصر أنجبت عبدالناصر والعراق أنجبت صدام حسين".

-اختفاء التسمية بعد وفاته
وأردف صابر في سياق تصريحاته، أن تسمية الأبناء باسم صدام، اختفت بعد وفاته او إعدامه، في عام 2006، فضلًا عن اختفاء التسمية بعد اختفاء العديد من الأسماء القديمة، واتجاه المواطنون للأسماء الجديدة، التي يرونها في المسلسلات والأفلام.

- انتشار التسمية خلال 23 عامًا
ويتابع صابر في حديثه، أن انتشار التسمية في أنحاء محافظة قنا، بدأ من مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، واستمر حتى عام 2003 وهو بداية الغزو الأمريكي للدولة العراقية، لتبدأ الطيور المصرية المهاجرة في الفرار من العراق، خوفًا من الموت على يد الجنود والدبابات الأمريكية، أو الميليشيات المسلحة التي انتشرت.

يذكر أنه تم إلقاء القبض على الرئيس العراقي صدام حسين، في عام 2005، بعد تسليمه للحكومة العراقية من قبل حرسه الأمريكي تلافيًا لجدل قانوني في أمريكا التي اعتبرته أسير حرب، وبدأت محاكمته التي استمرت
حتى 27- 12-2006، وتم إعدامه بعد ثلاثة أيام من انتهاء المحاكمة التي أثارت جدلًا واسعًا في الوطن العربي والشرق الأوسط بأكمله.