مصرية بدوية تحصل على الدكتوراه في تاريخ الأندلس

تعيش "هالة" في بيئة بدوية تحكمها عادات وتقاليد صارمة، ففي محافظة مطروح الحدودية يندر أن تحصل سيدة أو فتاة على شهادات الدراسات العليا في التخصصات المختلفة، إلا أن "هالة خميس مراجع" عشقت تاريخ الأندلس، وشجعتها جدتها لكي تستكمل مراحل التعليم العليا رغم العادات والتقاليد: "محدش مهتم بتاريخ الأندلس فقررت أن تكون موضوع رسالتي" هكذا بدأت بنت البادية حديثها لـ"الدستور".

وقالت بنت مدينة الحمام التابعة لمحافظة مطروح من قبائل السمالوسي والتي تبلغ من العمر 37 عاما، إنها تعمل مدرسة لمادة الدراسات للمرحلة الإعدادية، ولحبها في التاريخ قررت بمساعدة جدتها أن تستكمل الدراسات العليا.

وأوضحت هالة أنها تعيش في بيئة بدوية تحكمها عادات وتقاليد، واستكملت دراستها في التاريخ الإسلامي وخاصة تاريخ الأندلس الذي تعشقه وكان رسالتها في الماجستير والدكتوراه مرددة: "محدش مهتم بتاريخ الأندلس فقررت أن تكون رسالتي".

وأضافت "هالة" أن جدتها كانت أوصتها قبل وفاتها أن تهتم بالتعليم واستكملت المسيرة بمساعدة والدتها حتى حصلت في عام 2015 على درجة الماجستير بتقدير عام امتياز وحصلت على التوصية بالنشر.

هالة كافحت وتحدت الصعاب حتى حصلت على درجة الدكتوراه في أواخر عام 2019 مشيرة إلى أنها تؤمن أن العظة تؤخذ من مواقف وصراعات الملوك عبر التاريخ.

وأكدت أنها ستقوم في الفترة القادمة بتحويل رسالة الماجستير والدكتوراه التي حملت عنوان "السفارات والرسائل المتبادلة بين دولة المرابطين والتدليس من قيام دولة المرابطين في المغرب حتى سقوطها في أيدي الموحدين" إلى كتاب لكي يستفيد به أكبر عدد من القراء.

واختتمت هالة حديثها لـ"الدستور" موضحة أنها قامت بتجهيز محاضرات مطبوعة عن تاريخ الأندلس لكي يستفيد منها الطلاب والمعلمين داخل المدرسة التي تعمل بها، موجهة رسالتها للفتيات قائلة "اتعلموا لأن التعليم يعطي الثقة في النفس ويعزز قوة الشخصية.. ولا تلتفتوا لأي محاولات إحباط".