رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالوهاب داود يكتب: المجدلية.. سيدة الألم والالتباسات الدائمة



لم يختلف التاريخ على شخصية كما اختلف على مريم المجدلية، حتى الكنيسة اختلفت عليها، ولم تتفق على موقف موحد بشأن حياتها، ورحلتها مع السيد المسيح، إلا منذ سنوات قريبة، وتحديدًا في عام 1969، عندما أقرت الكنيسة الكاثوليكية بأنها شخصية مختلفة تمامًا عن اثنتين تحملان ذات الاسم، منهما "المرأة الخاطئة" التي ما زال الكثيرون من غير المسيحيين يخلطون بينهما، وهي المرأة التي قيل أن اليهود أرادوا إحراج السيد المسيح بطلب حكمه عليها، إن هو خالف تعاليم الشريعة اليهودية التي تقضي برجمها حتى الموت، فأحضروها إليه ليروا حكمه عليها، لكنه قال لهم مقولته الأشهر: "من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر"، بينما الحقيقة التي أجدني أقرب إلى تصديقها أن المجدلية هي سيدة مختلفة تمام الاختلاف، فهي التي ضحت بمالها، وحياتها الناعمة، وتفرغت لتتبع المخلص، وخدمته هو وتلاميذه، وتلقي تعاليمه، ورغم ذلك تنكر لها الجميع لقرونٍ وقرون، فظلمتها الذاكرة كثيرًا، وحاصرتها الالتباسات كثيرًا.. اختلطت سيرتها بمسيرة أخريات، وتقاطعت معهن، واحتار تاريخ الأديان في تحديد هويتها، حتى أنني لن أكون مبالغًا إذا قلت إن شخصيتها لازالت حتى وقتنا هذا تثير شهية الكتاب والباحثين، والفنانين والأدباء، بل ورجال الدين على اختلاف مذاهبهم، وميولهم، ومعتقداتهم، ولازال هناك من يقولون إنها هي الخاطئة، وأنه أحبها، بل وتذهب بعض الروايات المتطرفة إلى أنه تزوجها وأنجب منها طفلين، وهناك من يقول بأن هناك انجيل باسمها هو "انجيل المجدلية"، ومن ينفي تمامًا حدوث واقعة الرجم، ويدعي أنه تمت إضافتها إلى "الإنجيل" في أوقات لاحقة.
1. مريم.. أخت موسى وهارون وأم عيسى المسيح.. ومحبوبة آمون
والحقيقة أنه على الرغم من رفض العقيدة المسيحية المخلصة لهذه الروايات جملةً وتفصيلًا، لكنها تظل ضمن ما يتداوله البشر من التباسات، يغذيها، ويعيدها إلى الأذهان الخلط الدائم بين ثلاث شخصيات تم ذكرهن في الإنجيل، هن "المرأة الخاطئة" التي لم يذكر اسمها، و"مريم أخت مرثا"، و"مريم المجدلية"، فهن في تقاليد الكنيسة الشرقية "الأرثوذكسية" ثلاث شخصيات مختلفات، فيما ظلت التقاليد الكنسية الغربية "الكاثوليكية" تعتبرهن شخصية واحدة حتى عام 1969، وفقًا لرأي البابا جريجوري الكبير، والذي كان يقول بأن الثلاث هن نفس الشخصية، وكان يقول بأن مريم المجدلية، والمرأة الزانية، والمرأة الخاطئة التي مسحت قدميه بشعرها، امرأة واحدة، معتبرا أن الشياطين السبعة هي "كل الرذائل"، ويقصد بها الخطايا السبع الرئيسية، بما فيها الشهوة والتي كانت تفهم بالرغبة الجنسية غير المحظورة أو غير المكبوتة، وكان يصف الخطايا السبع بالشياطين السبع التي أخرجها الرب من مريم المجدلية، وقال أن الدهن الذي استخدمته المرأة الخاطئة، ومسحت به قدمي المسيح كانت تستخدمه من قبل "لتطيب جسدها للأعمال الممنوعة"، وقال: "أنها حولت كل جرائمها إلى فضائل ككفارة لكي تخدم الله كلية".
وبعيدًا عن كمية الالتباسات التي تحيط بشخصية المجدلية، وحياتها، أو ربما كان أحد أسباب هذه الالتباسات ما لاحظته خلال رحلتي في البحث عنها، إذ استوقفني كثيرًا الظهور الملفت لاسم مريم في تلك الفترة التاريخية، فهناك كثيرات ممن حملن نفس الاسم، بداية من والدة السيد المسيح "ستنا مريم العذراء"، وصولًا إلى مريم أخت مارتا التي ورد ذكرها في أكثر من موضوع بالكتاب المقدس، ومن قبلهن مريم أخت نبي الله موسى عليه السلام، وهو الأمر الذي لازلنا نراه حتى وقتنا هذا، مسلمين ومسيحيين، ومن مختلف الديانات، سماوية وغير سماوية، حتى أنني لا أظن أن اسمًا يحمل من البركات كاسمها، وتتداوله الأجيال بكثافة لا مثيل لها، فلم تعرف الأرض اسمًا أحبته جميع الديانات، وأطلقته على بناتها، مثل اسم "مريم"، محبةً، وأملًا في نصيبٍ من حظوظها من جمال الروح، والقدرة على التضحية والثبات، والشجاعة، وتحمل الآلام والصبر عليها، وهو ما ييبدو بوضوح شديد في التنويعات التي ظهر الاسم بها على مدار التاريخ، وبين مختلف الثقافات، والجنسيات.. تنويعات تستعصي على الحصر تبعًا لاختلاف اللهجات، واللغات، والأماكن، فهي "ماريز" المشتق من "ماري" و"مريام" باللغة العبرية، و"ماريانا" المأخوذ من "ماريا" في اللاتينية، وهي "مارلي" و"مارلا" في الإيطالية، و"ميراي" بالإسبانية والفرنسية، و"ماروسكا" باليونانية، وقيل أن أصل الاسم يعود إلى اللغة المصرية القديمة، من اسم "مِري" أي "المحبوبة"، أو "مِر" بمعنى الحب, أو "ميري آمون"، أي محبوبة آمون.. ذكرها القرآن الكريم في عدة مواضع، كأم للسيد المسيح، وفي العهد القديم كأخت للنبيين موسى وهارون, وفي العهد الجديد كأم ليسوع المسيح، ومريم المجدليّة, وأخريات كثيرات حملن الاسم، ومنحنه من صفاتهن، غير أنهن تتفقن جميعًا في جوهر المحبة غير المشروطة، وارتباطها بالألم، والرغبة في خدمة المحبوب، والسير معه، وحوله، ولو إلى آخر الأرض.. حتى صار الاسم في ظني مرادفًا للمحبة والألم بلا منازع.
2. الحاملة للطيب.. التي لم تهرب عندما تنكر تلاميذ المسيح له
ربما تكون محبة الأم لطفلها، نبيًا كان أو غير ذلك، من بديهيات الخلق التي لا جدال فيها، والتي لا تحتاج إلى قص، أو استقصاء.. لذا لن أتحدث هنا عن فضل "ستنا مريم العذراء" وبركاتها، ولا عن نورها الذي هو نور الدنيا والآخرة، ودورها في حياة السيد المسيح، ومسيرتها معه ومع الحياة، بل أجدني أكثر ميلًا إلى استقصاء ما في حياة "المجدلية" من أمارات للمحبة، وتقديم الغالي والنفيس لخدمة المحبوب، طواعيةً، وعن طيب خاطرٍ، فهي سيدة المحبة والألم، والنموذج الأمثل للتوبة، وهي أول من ظهر لها المسيح بعد رفعه، فقد كانت حاضرة عند صلبه، وذهبت إلى قبره مع اثنتين آخرتين، فوجدتا القبر فارغًا.
وتُذكر مريم المجدلية في الأناجيل الأربعة "متى"، و"مرقس"، و"لوقا"، و"يوحنا"، أربعة عشرة مرّة، منها خمس مرّات بمفردها، وثماني مرّات مع نساء كنّ يخدمن يسوع المسيح، "الخادمات اللواتي تبعنه وتتلمذن على يديه"، وكانت دائمًا تذكر في الصدارة بينهن.
وعلى كثرة ما يروى عنها، واختلافه عن بعضه البعض، إلا أنني أقرب إلى تصديق ما قيل من إنها ولدت في بلدة "مجدل" الواقعة غرب بحر الجليل، وكانت بلدة نامية كثيفة السكان، تشتهر بالصباغة ومصانع الغزل اليدوي، وقيل إنها قرية صغيرة لصيادي الأسماك على الضفة الغربية من بحيرة جنيسارت، على بعد خمسة كيلومترات من مدينة طبرية، ويبدو من الروايات أن مريم المجدلية عاشت حياة ترف، لأنها كانت من طبقة غنية، وتنعم بظروف اجتماعية مريحة، ولم يكن يعكر صفو حياتها إلا الأرواح الشريرة السبعة التي دخلتها، وكانت تتحكم في تصرفاتها وتعاني منها معاناة قاسية، لذلك خدمت السيد المسيح من ثروتها مع أخريات بما كان يحتاج إليه من أموال.
وقيل إنها كانت أسوأ حالاً من الأخريات اللواتي شفين في اللحظة التي وقعت فيها عين السيد المسيح عليها، وسمعت صوته يأمر الأرواح التي تعذبها بأن تخرج من جسدها، ولا تدخله ثانية، فاستراحت من أحزانها، وأعطته قلبها، وكرست نفسها لأن تتبع المخلص الذي تدين له، بل إنها تركت منزلها، وأصبحت إحدى تلميذاته اللواتي عشن يخدمنه هو وتلاميذه من أموالهن في هدوء وحب، فتوفر لهم المال، وتذهب معه في أسفاره الدائمة، ومن ما أخبر به القديس يوحنا عنها أنها كانت بدون منازع أكثر حرارة في حبها من سائر النسوة اللاتي خدمن المسيح، وكانت في مقدمة النسوة اللاتي ورد ذكرهن بوصفهن "الحاملات الطيب"، اللقب الذي أصبح أحد العلامات الدالة عليها كقديسة، خصوصًا بعد تبشيرها بقيامة السيد المسيح، فهي في أدبيات الكنيسة الشرقية "مريم المجدليّة، الحاملة الطيب، المعادلة الرسل لشجاعتها وتبشيرها بالرب يسوع المسيح القائم من بين الأموات"، وجاء في ‬إنجيل‭ ‬لوقا ما نصه: "وبعض النساء كنّ قد شفين من أرواح شريرة وأمراض، مريم التي تدعى المجدلية التي خرج منها سبعة شياطين، ويونّا امرأة خوزي، وكيل هيرودس وسوسنة وأخر كثيرات كنّ يخدمنه من اموالهنّ"، كما جاء في‭ ‬إنجيل‭ ‬متى: "كانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد، وهنّ كنّ قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنّه، وبينهنّ مريم المجدلية، ومريم أم يعقوب، ويوسي، وأم ابني زبدي".
ومن ما يروى عنها أنها ظلت إلى النهاية تخدم السيد المسيح بكل اجتهاد وسعي، وتبعته في الأيام الحلكة الظلام، ورافقته حتى دار الولاية، غير عابئة بما يمكن أن يحدث لها، حتى عندما تنكر له تلاميذه، وهربوا، فإنها لم تهرب، فقد كانت المجدلية في بيت بيلاطس البنطي، وهو يحكم بموت السيد المسيح على الصليب، وبكت عندما غادر يسوع قصر بيلاطس، ورأته وهو يقاد إلى "الجلجثة" حاملاً الصليب، وقفت أقرب ما استطاعت عند أقدامه، ورأت رئيس الجند وهو يطعنه بالحربة، شاهدة على فتح جنبه، وميلاد الكنيسة، ووقفت تبكي بحرارة متألمة من ما يلاقيه من خلصها من عذابها مع الشياطين السبعة، فقد ورد في "إنجيل يوحنا" ما نصه: "وكانت واقفات عند صليب يسوع، أمه، وأخت أمه، زوجة كليوبا، ومريم المجدلية"، ويقال أنها "بأيدي حانية لمست جراحات المصلوب، عندما أنزلوه من على خشبة الصليب، وساعدت يوسف ونيقوديموس في إنزال الجسد المسحوق من على الصليب، وإعداده للدفن، ثم وضعه في المقبرة في البستان، حتى دحرجوا الحجر عند أقدام المخلص، وبحسب ما جاء في "إنجيل متى" فإنه عند ادخال يسوع القبر: "أخذ يوسف الجسد، ولفّه بكتّان نقي، ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى، وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر".
وهنا يؤكد كلّ من القدّيسين متى ومرقس وجودها عند الصليب، لا وحدها بل مع نساء كثيرات سواها. وظلت مع مريم أم يوسى ويعقوب الصغير، تتابعان الدفن حتى تم وضع الحجر على القبر.
3. أول من يرى المسيح القائم ويتسلم رسالة من شفتيه
في يوم السبت جاءت مع مريم أم يعقوب لتطيّب جسد المسيح، كما كانت عادة اليهود، وكانت من أول اللواتي ذهبن إلى القبر مع العذراء مريم، وحسبما جاء في "إنجيل مرقس" فإنه: "بعدما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه، وباكرًا جدًا في أول الأسبوع أتين إلى القبر إذ طلعت الشمس، وكن يقلن فيما بينهن من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟ فتطلّعن ورأين أن الحجر قد دُحرج! لأنّه كان عظيمًا جدًا. ولما دخلن القبر رأين شابًا جالسًا عن اليمين لابسًا حلّة بيضاء فاندهشن. فقال لهن "لا تندهشن! أنتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب. قد قام! ليس هو ههنا. هوذا الموضع الذي وضعوه فيه. لكن اذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس إنّه يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه كما قال لكم".
وهو ما يؤكده ما جاء في إنجيل "يوحنا" في ما نصه: "وفي أوّل الأسبوع جاءت مريم المجدلية إلى القبر باكرًا والظلام باق، فنظرت الحجر مرفوعًا عن القبر، فركضت وجاءت إلى سمعان بطرس، وإلى التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبّه، وقالت لهما اخذوا السيّد من القبر ولسنا نعلم أين وضعوه، فخرج بطرس والتلميذ الآخر وأتيا إلى القبر، وكان الإثنان يركضان معًا، فسبق التلميذ الآخر بطرس، وجاء أولًا إلى القبر، وانحنى فنظر الأكفان موضوعة ولكنّه لم يدخل. ثم جاء سمعان بطرس يتبعه ودخل القبر ونظر الأكفان موضوعة والمنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعا مع الأكفان بل ملفوفا في موضع وحده. فحينئذ دخل أيضا التلميذ الآخر الذي جاء أولا إلى القبر ورأى فآمن. لأنهم لم يكونوا بعد يعرفون الكتاب انه ينبغي أن يقوم من الأموات. فمضى التلميذان أيضا إلى موضعهما أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجًا تبكي. وفيما هي تبكي انحنت إلى القبر فنظرت ملاكين بثياب بيض جالسين واحدًا عند الرأس والآخر عند الرجلين حيث كان جسد يسوع موضوعًا. فقالا لها يا امرأة لماذا تبكين. قالت لهما أنهم اخذوا سيدي ولست أعلم أين وضعوه. ولما قالت هذا التفتت إلى الوراء فنظرت يسوع واقفًا ولم تعلم إنّه يسوع. قال لها يسوع يا إمرأة لماذا تبكين. من تطلبين. فظنّت تلك إنه البستاني فقالت له يا سيّد إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه. قال لها يسوع يا مريم. فالتفتت تلك وقالت له "ربوني" الذي تفسيره يا معلّم. قال لها يسوع لا تلمسيني لأني لم أصعد بعد إلى أبي. ولكن اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم أني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم. فجاءت مريم المجدلية وأخبرت التلاميذ أنّها رأت الرّب وانّه قال لها هذا".
وجاء في "إنجيل متى": "وبعد السبت عند فجر أوّل الأسبوع جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر. وإذا زلزلة عظيمة حدثت لأن ملاك الرّب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن الباب وجلس عليه. وكان منظره كالبرق ولباسه أبيض كالثلج. فمن خوفه ارتعد الحرّاس وصاروا كأموات .فقال الملاك للمرأتين: "لا تخافا أنتما فإني أعلم أنّكما تطلبان يسوع المصلوب. ليس هو ههنا لأنّه قام كما قال: هلمّا أنظرا الموضع الذي كان الرّب مضطّجعًا فيه. واذهبا سريعًا قولا لتلاميذه انّه قد قام من الأموات. ها هو يسبقكم إلى الجليل. هناك ترونه. ها أنا قد قلت لكما. فخرجتا سريعًا من القبر بخوف وفرح عظيم راكضتين لتخبرا تلاميذه"، "وفيما هما منطلقتان لتخبرا تلاميذه إذا يسوع لاقاهما وقال: "سلام لكما". فتقدمتا وامسكتا بقدميه وسجدتا له. فقال لهما يسوع: "لا تخافا. إذهبا قولا لإخوتي أن يذهبوا إلى الجليل وهناك يرونني".
لقد كرم السيد المسيح المجدلية وأعطاها شرفاً أبدياً لاينزع منها، وهو أن تكون الأولى بين الرجال والنساء التي ترى السيد المسيح القائم، وتتسلم أول رسالة من شفتيه، وربما لهذا نالها من اليهود إضطهادات كثيرة، حتى قيل إنها أبحرت من فلسطين إلى فرنسا، حيث عاشت حياة الصلاة والتكريس.
ومن الروايات التي تحتفظ بها الكنيسة في ذاكرتها، وتم رسم تفاصيلها في حديقة بالكنيسة المعروفة باسمها، والتي شيّدها الإمبراطور الإسكندر الثالث بالقدس، أنها قامت بزيارة إلى روما، فدخلت بلاط الإمبراطور تيباريوس قيصر، وهي التي كانت معروفة من الجميع عندما كانت ثرية، فذهبت مباشرة إلى الإمبراطور، وكما هي العادة، حملت له هدية، لكنها كانت أصغر من المعتاد، وقالت له: "إليك بيضة الدجاج البسيطة هذه لأن المسيح قام"، فرد الإمبراطور: "لا أصدق هذا الكلام، كما أني لا أصدق أن يتغير لون هذه البيضة التي تحملينها إلى حمراء"، فتحوّل لون البيضة إلى زهريٍ فاتح، ما لبث أن تحوّل إلى أحمر قانٍ.. وكانت هذه هي أول بيضة فصح.