رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصلاة على النبى «2»


توقفنا فى المقال الماضى عند القول بأن الصلاة على النبى هى السبيل لنيل شفاعته يوم القيامة، يوم يفر كل البشر، حتى الأنبياء خوفًا من الله، إلا النبى فإنه يقول: «أنا لها.. أنا لها»، ليست شفاعة، بل أكثر من شفاعة، حتى غير المسلم ينالها.
عرفنا معًا، الشفاعة الأولى، وهى شفاعة عامة لكل البشر «مسلم وغير مسلم»، والشفاعة الثانية وهى شفاعة النبى للمسلمين من عطش يوم القيامة، والشفاعة الثالثة وهى شفاعة بالمغفرة لأصحاب المعاصى الكبيرة.
الشفاعة الرابعة: شفاعة دخول الجنة بلا حساب ولا عذاب، لأن ربنا سيقول له يوم القيامة: يا محمد هذه أمتك ومعهم سبعون ألفًا يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، فيقول النبى: فاستزدت ربى فزادنى مع كل ألف ٧٠ ألفًا.. يعنى ٤ ملايين و٩٠٠ ألف.
الشفاعة الخامسة: شفاعته لأمته كلها لتنجو من النار، حين يقول الأنبياء: نفسى نفسى يارب سلم يارب سلم، يقول النبى: «يارب أمتى يارب أمتى»، فتنجو أغلب أمته إلا من كان شديد المعاصى.
الشفاعة السادسة: شفاعة فى إخراج من دخل النار من أمته. يقول النبى: «فأشفع لأمتى» حتى يقول له الله: «يا محمد أخرج من النار من كان فى قلبه مثقال ذرة من إيمان».
الشفاعة السابعة: شفاعة فى مرافقته فى الجنة.. يقول النبى «المرء يحشر مع من أحب».
لكن هناك شرطًا للشفاعة هو حسن الخلق، لأن النبى يقول: «أقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحسنكم خلقًا»، فاللهم حسن أخلاقنا ليكون النبى شفيعًا لنا يوم القيامة.
وحتى تنال منزلة القرب منه، لا بد أن تحبه، أكثر من نفسك ومن أى شىء آخر.. يقول النبى: «من صلى علىّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا»، وصلاة الله عليك.. أى رحمة منه عليك.
تخيل نفسك فى كل مرة تقول: «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم»، ينزل الله عليك عشر رحمات.. يقول النبى: «ما من عبد يصلى ويسلم علىّ إلا رد الله علىّ روحى فأرد عليه السلام». كل ما تصلى عليه تمتلئ بحب أنك تقلده وتسير على نهجه وهديه.
تخيل لو أنك كنت قابلت النبى وسلمت عليه.. ونظرت إليه يوم الهجرة.. يوم دخوله المدينة.. تخيل نفسك كنت هناك يومها.. تخيل نور وجه النبى.. أنس بن مالك يقول: «لما كان اليوم الذى دخل فيه رسول الله- صلى الله عليه وسلم- المدينة أضاء منها كل شىء، فلما كان اليوم الذى مات فيه أظلم منها كل شىء».
تخيل المشهد.. الجميع يجرى على ناقة النبى يمسك خطام الناقة، وهو يبتسم بحب لكل الناس، كل شخص يقول له: أشهد أنك رسول الله، والثانى: أنا اسمى كذا يا رسول الله، والثالث: أنا أحبك يا رسول الله، انزل عندى يا رسول الله.. فاللهم اكتبنا رفقاء النبى فى الجنة بحبنا له.
وهناك العديد من الصيغ فى الصلاة على النبى، وكلها صحيحة، لكن أكثر الصيغ المحببة إلى قلبى هى: «اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، عبدك ونبيك ورسولك النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا عدد ما أحاط به علمك وخط به قلمك وأحصاه كتابك، وارض اللهم عن سادتنا أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين».