رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هاري تزالاس.. روائي يوناني عشق الإسكندرية وأهلها (فيديو)

جريدة الدستور

عشقه للإسكندرية جعله مرتبطًا بها حتى الآن، وبرغم قصر المدة التي عاشها في عروس البحر، إلا أن ذاكرته مفعمة بكل ما هو جميل بها، مما جعلها شيء مؤثر انعكس على كتاباته.

هاري تزالاس هو سكندري من أصول يونانية إيطالية، ولد في الإسكندرية في عام 1936، وعاش فيها 20 عامًا حتى خرج منها مع الجاليات الأجنبية في عام 1956، وهاجرت أسرته إلى البرازيل ثم إلى اليونان، وأستقر بها وعمل في حقل الآثار الغارقة لمدة 40 عامًا.

"هاري" هو عضو مجلس مديري مركز الإسكندرية للدراسات الهلِّينستية، قدم سلسلة ندوات لطلاب الدراسات العليا عام 2010 عن الآثار البحرية بمركز الإسكندرية للدراسات الهلِّينستية، وكان عضوًا باللجنة التنفيذية بمتحف تالاسا في أيا نابا بقبرص (2005–2010)، وشارك في صناعة 22 فيلمًا وثائقيًّا عن الآثار البحرية، وله مقالات متعددة منشورة في مجلات وكتب علمية، تتعلق بعلم الآثار الملاحي، وبناء السفن، وطوبوغرافيا الإسكندرية القديمة وتاريخها، بالإضافة إلى أربع روايات وقصص قصيرة نُشرت باليونانية، تُرجم اثنان منها إلى الإنجليزية؛ هما «وداعًا الإسكندرية» و«سبعة أيام في سيسيل»، الذي نشرته مكتبة الإسكندرية.

تقول غادة جاد، مترجمة كتابات هاري تزالاس من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية، في حديثها لـ"الدستور"، إن "هاري" سجل مشاعره وحنينه إلى الإسكندرية من خلال كتبه، التي تطرقت للعديد من التفاصيل الشخصيات والأماكن، كما يسرد من خلال تلك الكتب للإخاء والتسامح والسلام وقبول الآخر، التي كانت تعيشه الإسكندرية في فترة كانت جميع الجنسيات والأديان تعيش على أرضها.

"7 أيام في سيسيل"
تروي غادة جاد، تناول الكاتب هاري تزالاس في روايته 7 أيام في سيسيل، قصة 5 أصدقاء قضوا إجازة سبعة أيام في الإسكندرية بداخل فندق سيسيل الشهير، لينطلقوا إلى أماكن يستعيدوا فيها ذكريات الماضي، خلال رحلات إلى المتحف اليوناني، وجولة في شوارع الإسكندرية، وإلى مدينة العلمين، وخلال القصة يستعرض الكاتب تفاصيل عن الإسكندرية، وعن الأماكن وارتباطها بالأحداث، مثل حديثه عن العلمين والحرب العالمية الثانية، وضريح النبي دانيال وما ارتبط به من خرافات، تعرف عليها أثناء طريقه للقاء أحد أقاربه في شارع فؤاد، فتناول الكتاب رحلة لإعادة اكتشاف المكان مع الأصدقاء الخمسة.

"وداعًا الإسكندرية"
11 قصة سردها "هاري تزالاس" في كتابه "وداعًا الإسكندرية"، فهي عبارة عن قصص قصيرة، حدث عن شخصيات عادية من الحياة اليومية عاصرها الكاتب، من الأجناس المختلفة، وكل قصة هي حكاية عن شخصية منفصلة، مثل قصة الفتاة الأرمينية الصغيرة، قصة عم أحمد، بدري وزوجاته الثلاث وأولاده الكثر، جميعهم مشتركون في وحدة المكان، وجميعهم سكندريون، أراد الكاتب رصد أحداث حياتهم اليومية بحلوها ومرها، كونهم من البسطاء من الطبقة المتوسطة أو الفقراء، في قصص قريبة من الناس وحقيقية.

حيث كانت عين الكاتب كاميرا ثلاثية الأبعاد، رصدت مشاعرهم، وأفراحهم وأحزانهم، وعلاقتهم بالآخرين والمكان، وكل واحد من أبطال القصة مختلف عن البطل الثاني، في الدين، أو في الجنسية، ولكنهم جميعًا سكندريون، يشعرون بالانتماء للمجتمع والمكان، فرغم اختلاف الدين والأصول العرقية، إلا أنه كل منهم كان يعيش في الإسكندرية في محبة وسلام.
 
الأثار الغارقة
قاد هاري تزالاس البعثة اليونانية بالإسكندرية في مصر للمسح الأثري والجيوفيزيائي تحت الماء، والتي امتدت في الفترة بين 1998–2016، ففي عام 1997، حصل المعهد الهلِّيني للدراسات السكندرية في العصور الوسطى والقديمة على موافقة المجلس الأعلى للآثار المصرية على القيام بمسح أثري تحت الماء لساحل الإسكندرية الشرقي.

وفي العام التالي، قامت البعثة اليونانية بأول عملية مسح لموقع يمتد شرق لسان السلسلة. ومنذ ذلك الحين، أقيمت 29 عملية مسح أثري بالتعاون مع الإدارة العامة للآثار الغارقة في مصر. وامتدت حاليًا منطقة المسح لتصل إلى خليج المندرة.

عثر خلال البعثة على أهم المكتشفات الأثرية في منطقة رأس لوخياس، شرقي السلسلة، وتتضمن بقايا أثرية متعددة من العصور اليونانية الرومانية، يرجع بعضها إلى معبد إيزيس لوخياس المجاور لضريح كليوباترا السابعة.

كما عُثر على ثماني كتل كبيرة وعليها نقوش فرعونية، وأبنية مهمة وأدوات مبعثرة في قاع البحر بمنطقة الشاطبي، كما كشفت عملية التنقيب في جزيرة جبر الخور عن مقبرة تحت الأرض و70 مرساة؛ معظمها في الحيد البحري إلى جانب الإبراهيمية، وترجع إلى العصور الإسلامية، انتشل منها 50، وحُفِظوا، كما انتُشِلت المكونات الرئيسية لمرساة مركب كبيرة من أواخر العصر الهلِّينستي بداية العصر الروماني، بالإضافة إلى مرساة حديدية ترجع إلى أواخر العصر الروماني أو بداية العصر البيزنطي.