رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عامل من بنها".. هل تدين أهلها أم غيرهم؟

جريدة الدستور

ظهرت الكثير من العبارات في الآونة الأخيرة، داخل الحارة المصرية، ثم انتشرت منها إلى كل ربوع مصر، ومن هذه العبارات "عامل من بنها".

يقصد بـ"عامل من بنها" التجاهل أو "الطناش"، حين يطلب شخص من آخر خدمة أو مساعدة، ولا يرد عليه، وكأنه لا يسمعه، يقول الشخص الأول: "لما اتكلمت معاه في الموضوع عمل نفسه من بنها".

يرجع سبب هذه المقولة إلى أن بنها هي أول محطات قطار الوجه البحري بعد القاهرة، ويقال أن ركاب بنها وخاصة الشباب كانوا لا يقومون للكبار السن المتجهين إلى المدن البعيدة، بحجة أنه سينزلون بعد محطة واحدة ويتركون أماكنهم لغيرهم بعد وقت قليل.

تطور الأمر بعد ذلك وقام بعض الركاب المتجهين إلى محطات أبعد، بتقليدهم حتى لا يسمحوا للشيوخ والعجائز وكأنهم سينزلون بعد محطة واحدة، وهي محطة بنها، لذا جاء هذا المثل.

ويقال أيضًا أن الركاب المتجهين إلى بنها كانوا يتهربون من دفع التذكرة؛ لأنهم سينزلون بعد محطة واحدة فقط، وذلك يسير وفقًا لمبدأ "يعنى مش مستاهلة"، وهنا الأمر يختلف فالأول لا يدين أهل بنها، بل يدين غيرهم الذين يتحججون بأنهم من بنها، أما المثال الثاني فيدين "البنهاوية"، لأنهم يتهربون من دفع التذكرة.

ما يعنينا من هذا المثل، هو أن هذه العبارة تعد من عبارات "التطنيش" أو "تكبير الدماغ" أو "التنفيض"، وغيرها من العبارات المنتشرة داخل الحارة المصرية، وانتشرت انتشارًا واسعًا خلال السنوات الأخيرة.