رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفردات الحارة المصرية.. ما معنى "فاكرني داقق عصافير" ؟

الحارة المصرية
الحارة المصرية

فاكرنى داقق عصافير. تظهر هذه العبارة حين يتحدث شخص عن بطولاته الوهمية لشخص آخر لا يصدقه، لأن الحديث ليس به ما يحتمل الصدق ولا يتفق مع شخصية المتحدث المشهور بالضعف. ليس فى مواقف الضعف فقط تأتي هذه العبارة كنوع من ردة الفعل بل تأتي أيضا للاعتراض على الكذب إجمالا، فلو تخيلنا أن المتحدث مدين ويقوم بتأليف موقف يقنع به الدائن بأن شيئا ما قد حدث منعه من سداد الدين فيقول له الدائن معترضا: إنت فاكرنى داقق عصافير؟ أي هل تعتقد أنى ساذج لدرجة تدفعنى لتصديق حديثك؟

ولكن من هو الشخص الذى يدق عصافير على يده؟ إجابة هذا السؤال تؤكد على فكرة اعتقاد ابن الحارة المصرية أنه أذكى من ابن الريف سواء كان صعيديًا أو فلاحًا. حيث أن أبناء القرى والكفور كان ذووهم يرسمون لهم وشما على أيديهم من قبيل الفرحة.. ومن هنا ظهرت عبارة: "فاكرني مختوم على قفايا؟" وهي عبارة مماثلة للعبارة الأولى وأحيانا تلصق بها مباشرة. فيقال: "انت فاكرنى داقق عصافير ولا مختوم على قفايا" والحقيقة أن الدراما المصرية كانت عاملًا أساسيًا فى هذا الاعتقاد، حيث ظل الصعيدى لعقود هو الشخص الغشيم الذى يشترى العتبة الخضرا مثلما جاء فى فيلم إسماعيل ياسين وأحمد مظهر، أو هو الشخص الذى يقبل الأتوبيس المتجه إلى السيدة زينب مثلما تهكمت سهير البابلى فى إحدى المسرحيات والأمثلة كثيرة. وظلت شخصية الصعيدي على هذه الحال حتى ظهر الكاتب محمد صفاء عامر وبدأت شخصية الصعيدي تظهر بالصورة اللائقة فى ذئاب الجبل فتبعه بعض كتاب الدراما فى إبراز شخصية الصعيدى بصورة تليق به. أما شخصية الفلاح فمازالت تترنح فى الدراما المصريا فى انتظار من يمسك بيدها شريطة ألا يجعل أبطالها ممن يدقون العصافير على سواعدهم.