رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجارب وقصص الجنود المجهولين في ملحمة إنشاء مشروع "بنبان"

جريدة الدستور

حلم أثار شكوك البعض في البداية، لم يؤمنوا أن هناك إمكانية لتحقيقه، بالرغم من الجهود المبذولة من قبل العاملين بالمشروع منذ مراحل إنشائه، إنه مشروع "بنبان" في محافظة أسوان أكبر تجمع لمحطات الطاقة الشمسية، الذي يهدف لتوليد وتصدير الطاقة الكهربائية.

داخل قرية بنبان التابعة لمركز دراو على مسافة 35 كيلو متر شمال غرب مدينة أسوان، كرس مهندسو وعمال مصر جهودهم في إنشاء محطة "بنبان" في عام 2014، التي تشمل 32 محطة بقدرة 1465 ميجا وات بالكامل، بما يعادل 90% من الطاقة المنتجة ‏من السد العالي، كما وفرت فرص عمل عديدة للشباب، بجانب مساهمتها في تفادي 2 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنويًا.‏

وفي مثل هذا اليوم الذي يشهد الانتهاء من أكبر مشروع محطات طاقة شمسية، يجب أن نسلط الضوء على العمال الذين اصطفوا داخل مواقع العمل، بعد أن قطعوا مسافات طويلة من مختلف محافظات مصر للمشاركة في تنفيذ هذا المشروع القومي، لذا تواصلنا مع بعضهم ليحكوا لنا تجاربهم مع مشروع "بنبان".

فتاة عشرينية، تركت مسقط رأسها في محافظة قنا، وانتقلت للعيش بالقرب من موقع العمل الخاص بمشروع "بنبان"، رغبة منها في العمل كمهندسة اختبارات كهربائية بالمحطة، تحكي إسراء يوسف، تجربتها لـ"الدستور"، وهي تشعر بالفخر بعد إنجازهم للمهمة، ورد الفعل الإيجابي الذي استقبله العاملين بالمشروع.

"أسد الصحراء"، هكذا يلقبها العمال في مشروع "بنبان"، كونها كانت أول مهندسة ميدانية تعمل في المحطة، وكانت مهمتها هي الإشراف على التوصيلات الكهربائية الخاصة بالمحطة، فهي فتاة تمتلك صفة الجرأة، لم تهاب العمل على الأرض رغم درجات الحرارة المرتفعة للغاية.

تستكمل الفتاة حديثها معبرة عن لحظات السعادة التي تعيشها الآن بعد تحقيق الحلم الصعب الذي طال انتظاره، "اتسع المشروع ليشمل عمالًا ومهندسين وفنيين ومديرين من أقصى قبلي إلى بحري"، توجه إسراء نصيحتها للشباب بالتوقف عن الحديث بشأن البطالة، لأن "بنبان" أصبح مثال بسيط يوضح جهود العمالة في مصر، كما أثبتنا للعالم كافة أننا على قدر كبير من المسئولية.

يبلغ إجمالي استثمارات مشروع "بنبان" الذي يقام على مساحة ‏37 كم2‏ أكثر من 2 مليار دولار، في حين بلغت قيمة التعاقد على إنشاء مركز للتحكم ومراقبة أداء محطات المشروع 100 مليون جنيه، وكذلك بلغت قيمة الاستثمارات لإنشاء خط "بنبان – نجع حمادي" نحو 1،65 مليار جنيه.

علي فوزي، مهندس ميكانيكا من قاطني محافظة قنا، التحق بالعمل بمحطة "بنبان" منذ عام ٢٠١٧، واستطاع الانتهاء من تنفيذ ٤ مشروعات بشكل نهائى، بمساعدة طاقم العمل والخبرات المتواجدة في المشروع، على الرغم من الصعوبات التي تعرضوا لها فى بداية الأمر.

"في بداية المشروع كان ينقصنا العديد من الخبرات والأيدي العاملة"، يقول فوزي، إنهم عانوا وقت طويل في المراحل المبدئية لإنشاء محطة "بنبان"، لكن العزيمة التي بداخلهم لم تمنعهم من مواصلة المشوار وتحقيق الحلم، وبالفعل استطاعوا بعد فترة وجيزة تدريب عاملين ومهندسين صغار على طبيعة العمل داخل المحطة، وكيفية التعامل مع الأعمال الهندسية والتركيبات الكهربائية.

"اليوم نشهد احتفالًا عظيمًا، اليوم أثبتنا للعالم كله أننا بناءون"، يعبر الشاب عن الشعور بالانتصار الذي بداخله بعد أن تم إنجاز المهمة بأفضل شكل، والتغلب على جميع الشائعات التي واجهتهم في البداية، حين شكك البعض في عدة قدرتهم على إنشاء المحطة، شاكرًا في النهاية الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وهب تلك الفرصة للشباب المصريين.

شاب آخر لم يقل دوره أهمية عن دور زملائه في محطة "بنبان"، التحق بالمشروع منذ يوليو 2018، سيطر عليه الشغف حينها في تعلم سر المهن الخاصة بالأعمال الفنية في مشروعات الطاقة الشمسية، والاستفادة من الخبرات الأجنبية التي كانت تعمل في مشروع "بنبان" تحديدًا، "مبسوط ان المشروع ظهر للنور".

محمد عبد الحميد، التحق بالعمل داخل مشروع "بنبان" كمشرف كهرباء لفترة دامت 5 أشهر، تكاتف حينها مع زملائه السبع في طاقم العمل، وكان مسئول عن توصيل الخطوط الكهربائية تحت الأرض، والتحكم في الخط الأرضي، ثم تبدلت مهمته ليعمل في الإشراف الميكانيكي على تركيب الألواح والشاشات الإلكترونية، "المشروع أنعش السياحة والإقتصاد في أسوان".