رئيس جامعة الأزهر: اتخذنا خطوات جادة لتجديد الخطاب الديني

ذكر الدكتور محمد المحرصاوى، رئيس جامعة الأزهر، أن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، يسعى دائمًا لدفع المؤسسة الأزهرية نحو التقدم والازدهار، وتأدية الدور المنوط بها داخليًا وخارجيًا، خاصة فى ملف تجديد الفكر الدينى، مشيرًا إلى ما شهده الأزهر، فى السنوات الماضية، من تطور ونهضة فى مختلف القطاعات.

ورأى المحرصاوى أن ملف التجديد يحتاج أولًا لتحديد من يحق له التجديد، مشددًا على ضرورة احترام التخصص فى هذا المجال، لأن الحديث فى أمور الدين دون الإلمام بها يمثل نقطة البداية لانطلاق الأفكار الإرهابية، مشددًا على أن التجديد أمر ثابت فى الإسلام، بقول النبى، صلى الله عليه وسلم: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها».

وبيّن أن جامعة الأزهر تعمل من خلال استراتيجية علمية شاملة، ولا تدخر جهدًا فى عملية تجديد الفكر الدينى، للإسهام فى نهوض الأمة ورقيها وبما يحفظ لها هويتها.

وأوضح: «تسعى جامعة الأزهر دائمًا لتقديم الكثير من أجل العملية التعليمية ورفع كفاءة البحث العلمى والارتقاء بمستوى أعضاء هيئة التدريس والباحثين والطلاب، وتعمل على عودة الانضباط إلى التعليم المصرى، مع تأهيل الخريجين لمواكبة التطورات والتحديات، بما يجعل الباحث مؤهلًا للمنافسة محليًًّا وإقليميًًّا ودوليًًّا، وتخريج أجيال قادرة على المساهمة فى النهوض بالوطن».

وعن دور الجامعة فى قضية التجديد تحديدًا، قال: «اتخذنا خطوات جادة فى تجديد الخطاب الدينى، من خلال مراجعة المناهج الدراسية بشكل كامل، ومراعاة التطور اللاحق بالمجتمع، وحاليًا نعيد النظر فى المناهج نفسها عبر تصحيح معلومات كانت تُدرس منذ سنوات، لكنها لا تلائم واقعنا الحالى، مثل تناول موضوع المواطنة الذى كان قديمًا أحد الموضوعات الشائكة، لكنه الآن غير ذلك، بعدما أصبح الكل فى الوطن سواء».

أضاف: «علينا تأليف كتب الفقه، بحيث تتفاعل مع المواد العلمية التى يدرسها الطلاب، فيجب أن تشمل موضوعات، مثل الجراحة الحديثة والتشريح ونقل الأجنة، وغيرها من الموضوعات التى تتناسب مع المحتوى العملى الذى يقدم فى كليات الطب، والموضوعات الاقتصادية فى كليات التجارة، وغيرها».

وختم بقوله: «فى جامعة الأزهر لدينا حاليًا (الكتاب الموحد)، وهو فكرة نحو التجديد، لأننا نحاول فيه تلافى أى أخطاء، ونعتمد على توحيد الأفكار التى يتغذى بها طلاب الجامعة، حتى تكون الأفكار الموجهة إليهم واحدة، بما يضمن عدم تسرب المعلومات المغلوطة إليهم».