رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحيفة أمريكية: من المحتمل استمرار الحوار لإنهاء أزمة قطر

جريدة الدستور

عرضت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تحليلًا سياسيًا لمستقبل الأزمة الخليجية في ضوء نتائج قمة مجلس التعاون الخليجي التي عقدت مؤخرًا في العاصمة السعودية الرياض.. مشيرة إلى أنه من المحتمل استمرار الحوار بين المملكة العربية السعودية وقطر، إلى جانب محاولات الوساطة الكويتية لإنهاء الخلاف.

وأشارت الصحيفة الأمريكية في بداية تقريرها إلى اجتماع قادة مجلس التعاون الخليجي الثلاثاء الماضي في الرياض، والذي عُقِد وسط عدة مؤشرات على احتمال حدوث انفراجة في الخلاف الذي دام قرابة 30 شهرًا.

وقالت "واشنطن بوست" إنه قبل انعقاد القمة، تصاعد الأمل بأن المقاطعتين السياسية والاقتصادية اللتين أعلنتهما دول الرباعي العربي "السعودية، الإمارات، البحرين، مصر" في الخامس من يونيو 2017، ربما يتم إنهاؤهما خلال اجتماعات القمة، إلا أن هذا الأمر لم يحدث، فيما أرسل أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، رئيس الوزراء عبدالله بن ناصر آل خليفة، لحضور أعمال القمة نيابة عنه.

ونوهت الصحيفة، إلى استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لرئيس الوزراء القطري، بشكل ربما كان أكثر ترحيبًا من اجتماعات مجلس التعاون الخليجي السابقة منذ عام 2017، لافتة إلى إمكانية استمرار الحوار بين الرياض والدوحة بجانب وساطة الكويت.

وأشارت الصحيفة، إلى مطالب الرباعي العربي الـ13، التي تقدمت بها بعد أسبوعين من إعلان المقاطعة كشرط لإنهاء الأزمة، وشملت هذه المطالب قيام قطر بقطع علاقاتها مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، وإغلاق قناة "الجزيرة"، لافتة إلى أنه عندما رفضت قطر هذه المطالب، تعمقت الأزمة على الرغم من جهود الوساطة التي قادتها دولة الكويت ودعمتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأوضح التقرير الأمريكي، أن القمة الخليجية الأخيرة اختلفت عن أجواء القمتين السابقتين في عامي 2017، و2018، وذلك لأسباب متعددة أهمها؛ تأثير الهجمات الأخيرة على حركة الملاحة البحرية قبالة سواحل الإمارات والمنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، والتي تم اتهام إيران بالتورط فيها.

وعقد رؤساء أركان مجلس التعاون الخليجي، اجتماعًا طارئًا في الرياض بعد هجمات سبتمبر الماضي على شركة النفط السعودية "أرامكو"، وأعلنوا أن أي هجوم على أحد الأعضاء يعد هجومًا على المجلس بأكمله، فيما شاركت قطر مشاركة كاملة في الاجتماع وفي إعلان دعم مبدأ الأمن الجماعي في الخليج.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى عدد من المؤشرات التي سبقت انعقاد القمة الخليجية الأخيرة، ومن بينها وقوف أمير قطر باحترام للنشيد الوطني البحريني قبل مباراة لكرة اليد في قطر أكتوبر الماضي، كذلك إرساله برقية تعزية إلى رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بمناسبة وفاة أخيه في نوفمبر الماضي.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن بطولة كأس الخليج لكرة القدم التي عقدت في قطر قبيل قمة المجلس، قدمت دليلًا على ذوبان الجليد في العلاقات بين أطراف الأزمة على الأقل على مستوى الأفراد، بعد أن أرسلت المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة فرقًا إلى الدوحة للمشاركة في البطولة، وكان هذا الأمر بمفرده حدثًا كبيرًا.

وفي الوقت ذاته، أكدت "واشنطن بوست"، أنه على الرغم من علامات ذوبان الجليد، إلا أن الأزمة لم تنته بعد، حيث ظلت الحدود البرية بين المملكة العربية السعودية وقطر مغلقة.

ونوهت الصحيفة إلى تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، أنور قرقاش، التي أكد فيها أنه لم يتم التوصل إلى حل الأزمة بعد، بينما أشار وزير خارجية البحرين إلى عدم استجابة قطر لمطالب الرباعي، فيما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، إن الوساطة الكويتية ستستمر بعيدًا عن مرأى ومسمع الإعلام.

وأوضح التقرير الأمريكي، أن الاستجابات الثلاث توفر لمحة سريعة عن كيفية تنفيذ الخطوات التالية في الجهود المبذولة لإصلاح الخلاف، لافتًا إلى أن المفاوضات الأهم هي التي تجري بين دول الرباعي العربي وبعضهم البعض، قبل المحادثات المباشرة بين المسئولين السعوديين والقطريين.

ورأت الصحيفة الأمريكية، أنه حال حدوث ذلك، فإن الاتفاق السعودي القطري المباشر لإعادة فتح الحدود والمجال الجوي على الأقل، سيكون مجرد خطوة أولى في عملية تتابعية وتدريجية للتفاوض حول المقايضات الضرورية للوصول إلى حل سياسي أوسع.

وأكدت "واشنطن بوست" أنه حتى لو أمكن التوصل إلى قرار أوسع، فإنه ليس من السهل عودة مجلس التعاون الخليجي إلى وضعه السابق قبل الأزمة، وإنما سوف يستغرق الأمر وقتًا وجهدًا كبيرين للتغلب على تأثير هذا الخلاف الأشد في سياسة الخليج.