رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

25 قرشا منذ عامين.. ثورة "بدالي التموين" ضد هامش الربح

التموين
التموين

أزمة حادة نشبت بين وزارة التموين والتجارة الداخلية والبدالين، الذين بدأوا منظومة التموين والخبز المدعم منذ سنوات عدة، ورغم أنها تجربة استفاد منها عدد لا بأس به من المصريين، إلا أنه شابها كثير من الخلل والأزمات.

احتج مؤخرًا ما يقرب من 30 ألف بقال، بعد استمرار تدني هامش ربح السلع التموينية لمدة تزيد عن العامين، والمقدر بـ 25 قرشًا، في وقت يعانون فيه من ارتفاع أسعار النقل، أجر العمالة، الكهرباء والمياه، والحياة المعيشية.

وأثار هامش الـ25 قرشًا، حالة غضب بين التجار؛ بسبب إصرار وزير التموين على تثبيته مع تغيير أسعار السلع، وسبق وأصدر الوزير قرارا بتخفيض أسعار 4 سلع تموينية أساسية، مع تثبيت هامش الربح.

«الدستور» اقتربت أكثر من الأزمة من خلال عدد من بقالي التموين، الذين أكدوا أن الوزارة وعدتهم أكثر من مرة بزيادة هامش الربح ولكن دون جدوى، في وقت تدنى فيه الهامش لأقصى درجة.

عامر السيد، أحد البقالين في رمسيس، يؤكد أن هامش الربح المتدني بجانب الخسائر المتتالية، ستجعل كثيرون ينسحبون من المنظومة بأكملها.

وطالب بزيادة هامش ربح السلع،قائلا: "يعني لو الزيت والسكر والأرز زاد سعره 50 قرشا بس الربح هيزيد، فالبطاقة التى تتكون من فرد إلى 3 أفراد يكون حافز البدال عليها جنيهًا، البطاقة من 4 إلى 6 أفراد يكون جنيهًين، والبطاقة 7 أفراد 3 جنيهات".

يضيف: « لازم يتم إدراج معونة الشتاء في بون الصرف وتضاف إلى مستحق الدفع، دي أقل حقوق البقال والشباب مننا اللي بتدفع قروض لحد دلوقتي وهتتحبس قريب بسبب أنها مش عارفة تعوض الخسائر وتطلع بهامش ربح».


وفي دراسة أعدها محمد الديب، سكرتير عام شعبة تجار المواد الغذائية بغرفة الجيزة التجارية، كشفت عن تدني صافي ربح بقالي التموين الذي تقره الوزارة.

جاء ذلك وفقًا للدراسة في ظل ارتفاع تكاليف النقل ليسجل صافي هامش الربح 191 جنيه بشرط بيع سلع بحو 200 ألف جنيه، مؤكدة أن كل الأرقام الواردة بالدراسة تم تجميعها من عدد كبير من البقالين على أرض الواقع.

وأوضحت الدراسة أن هامش الربح أصبح 2% وهي نسبة غير عادلة، طالب بسببها بقالين التموين الذين تم الاستعانة بهم في الدراسة بزيادته إلى 10% بأقصى سرعة لإنقاذهم من الخسائر.

أما رجب عبدالحفيظ، بقال في منطقة الحلمية، يقول: « شغال معايا تلاتة رجالة، لا استطيع الآن تحمل تكاليفهم، ولا استطيع تسريحهم لأنهم أصحاب أسرهم، بسبب تدني هامش الربح والخسائر الناتجة عنه».

ويوضح أن البقالين يعانون ليس من قلة هامش الربح فقط، فهناك مغالاة في أسعار المياه والكهرباء والإيجارات، ورسوم الانتقالات، والمواصلات، في وقت لا يحقق المشروع ربح يذكر.


وفقًا للأرقام الرسمية الصادرة من وزارة التموين، بلغ عدد منافذ البقالة ٦٠٠٠ منفذ حتى الآن في المحافظات، يستفيد منها ما يقرب من 21.9 مليون مواطن يملك بطاقة، فيما بلغت قيمة الدعم الحكومي المقدمة لصالح السلع التموينية 89 مليار جنيها، موزعة بواقع 38 مليار جنيه للتموين.

وأنذرت الوزارة ما يقرب من 3 ملايين مواطن من أصحاب البطاقات، بأنهم غير مستحقين للدعم، وتم حذف واستبعاد 7 ملايين أخرين، إلا أنه عقب فتح باب التظلمات،عاد نحو مليون و٨٠٠ ألف مواطن إلى المنتظومة.

مصطفى السني، بقال تموين في شبين القناطر، يقول: « معظم شباب جمعيتي حاصل على مؤهل جامعي، لم يجد وظيفة، وأخذ القرض الخاص بالجمعية لفتح مشروع بقال تموينى".

يضيف: "الأسعار زادت الضعف في السلع الأساسية زي السكر والزيت، وقل هامش الربح للمواد التموينية، بخلاف الكهرباء،المياه، مواصلات، وإكراميات وتحميل وشحن وتفريغ وأقساط".

ويستطرد: " كان أملنا فى هامش الربح، لكن طلعنا بنجري على فتافيت هامش ربح سلع وفرق نقاط الخبز، ومع زيادة الأسعار وهامش الربح متحركش أصبح البقال يخسر».