رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أدباء مصر في المائدة المستديرة: ثقافة الحرب والمقاومة طبيعة للشعب المصري

جريدة الدستور

عقدت المائدة المستديرة الرابعة بمكتبة مصر العامة، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين للمؤتمر العام لأدباء مصر، دورة الشاعر بيرم التونسي، الذي تقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، وتنظمه الإدارة المركزية للشئون الثقافية، ويستمر حتى 12 ديسمبر الجارى، حول ثقافة الحرب والمقاومة، في محافظة بورسعيد.

عقدت المائدة بمشاركة اللواء حسن عبد الفتاح المصري، الشهيد الحي مقاتل عبد الجواد مسعد، أدارها الكاتب الصحفي محمد الشافعي، بمصاحبة المطرب وعازف العود علي إسماعيل، والذي غنى في البداية أغنية "شباك النبي"، من كلمات الشاعر جمال بخيت.

أشار "الشافعي" إلى أن مصر بحكم الموقع والدور مستهدفة، ولذا أصبحت ثقافة المقاومة ثقافة طبيعية للشعب المصري، أيضًا ثقافة الحرب، جاءت من فكرة النصر والهزيمة، والأخيرة معناها العلمي أن يستطيع عدوك شل حركتك، وفرض إرادته عليك، مؤكدًا أنه بهذا المعيار العلمي الدقيق، لم تكن حرب 67 هزيمة.

أكد اللواء حسن المصري أن المقاومة والثقافة العسكرية، هما اللذان يحولان الإنسان من الحياة المدنية للعسكرية شديدة القسوة، مشيرًا إلى أنه التحاق بالجيش قبل عام 73، فكان أول بورسعيدي يعين في مدرسة المظلات، ثم حصل على فرقة من سلاح المظلات، والتحق بالفرقة 21، وكانت إحدى الفرق التي كانت خلف خطوط العدو؛ لمنع وصول خطوط الإمداد له عندما حدثت الثغرة، وهدفت إلى فصل الجيش الثاني عن القيادة وتدميره، ومن ثم حصار مدينتي السويس والإسماعيلية.

وتابع أن الفرق المصرية استطاعت هزيمة دبابات العدو، بعد أن وصلت إلى منطقة الارتكاز، ودخلت ليلا يوم 18 إلى مدينة الإسماعيلية، وانسحبت القوات الإسرائيلية أمام مقاومتنا، لدرجة أن شارون قال: "أننا لا نستطيع التقدم، بسبب قوات المظلات المصرية"، وعقب ذلك غناء علي إسماعيل لأغنية من تراث أغاني السمسمية البورسعيدية.

ذكر المقاتل عبد الجواد سليم أنه شاركت في أربعة حروب، بداية من حرب 67، بعد أن فقدت مصر أرض سيناء والجنود والسلاح، بدأت الحرب النفسية لإضعاف الروح المعنوية للجنود، من خلال الشائعات والتشكيك في القيادة، والتأكيد على مقولة أن الجيش الإسرائيلي لا يقهر.

تطرق "سليم" إلى دخوله لسلاح الصاعقة، قبل حرب أكتوبر 73، واشتراكه في حرب الاستنزاف بعد صدور الأوامر، بضرب مخازن أسلحة اليهود في سيناء، فتم تكليف مجموعة من الأبطال بالمهمة للدخول بعمق 30 كيلو داخل سيناء، وتم ضرب الهدف.

أوضح "سليم"قائلًا: "عند عودتنا أصابني ضابط إسرائيلي برمي صاروخ عليَّ، كان على إثر ذلك أن فقدت الساقين والزراع، وتم نقلي للمستشفى الحلمية العسكري بأعجوبة، وزارني الرئيس جمال عبد الناصر في المستشفى وهو الذي اطلق عليَّ لقب الشهيد الحي".

وفي الختام حكي الشاعر كامل عيد عن ذكرياته خلال اشتراكه في المقاومة الشعبية منذ عام 56، أيام العدوان الثلاثي على مصر، وفي سنوات الاحتلال الإنجليزي لمصر، ثم ألقى مجموعة من القصائد، منها "حبك يا مصر"، و"ساكت ليه يا مدفعجي"، و"دخان الكبابجي".