رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استقبال السيسي لنظيره الجنوب أفريقي واجتماع مجلس التعاون الخليجي الأبرز بالصحف

جريدة الدستور

تناولت الصحف الصادرة اليوم عددا من الموضوعات المهمة، جاء على رأسها استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لنظيره الجنوب أفريقي سير يل رامافوزا، وكذلك تشديد مصر بالتنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة.

وأبرزت صحف " الأهرام والأخبار والجمهورية " مباحثات الرئيس السيسي مع نظيره الجنوب أفريقي سير يل رامافوزا، والتي أكد أنها كانت معمقة ومثمرة وتناولت مجمل العلاقات الثنائية وتم خلالها التوافق على أهمية الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية، بما يعطي دفعة نوعية للعلاقات الثنائية.

وأشارت الصحف إلى تصريحات الرئيس بأنه تم الاتفاق على تحديد موعد لعقد اللجنة المشتركة خلال الربع الأول من العام القادم، وإعرابه عن اعتزازه البالغ للعلاقات التاريخية والأخوية التي تجمع بين مصر وجنوب أفريقيا والتي توطدت على مر السنين منذ مراحل السعي إلى التحرر ونيل الاستقلال، حيث تشرفت مصر باستضافة الزعيم الجنوب أفريقي نلسون مانديلا بالقاهرة خلال سنوات النضال في ستينيات القرن الماضي مرورا بمراحل التحول الديمقراطي منذ التسعينات وحتى الآن.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه على صعيد الأوضاع الإقليمية، فقد استمع إلى رؤية الرئيس رامافوزا حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة الإفريقية، وتوافقنا على أهمية مواصلة التنسيق نحو دعم جهود الاستقرار والأمن بالقارة وسبل تسوية مختلف النزاعات القائمة وتفعيل خطة إسكات البنادق في أفريقيا ودفع جهود التنمية وتطوير البنية التحتية في إطار رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي والتي ستعقبها رئاسة جنوب أفريقيا للاتحاد في العام القادم.

وأضاف أن الجانبين اتفقا كذلك على ضرورة تفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للقضايا الأفريقية بما يتسق مع السياق الواقعي والعملي لدول قارتنا، كما أكدنا حرصنا على دعم العلاقات فيما بين دول قارتنا الأفريقية من خلال التفعيل الجاد لمنطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية التي دخلت بالفعل حيز التنفيذ، كما اتفقنا على التنسيق والتعاون بين مصر وجنوب أفريقيا في إطار منظمة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومختلف المنظمات بما من شأنه تحقيق مصالح قارتنا الأفريقية.

وأعرب السيسي عن سعادته باللقاء وتطلعه لمزيد من التعاون فيما بين البلدين بشكل وثيق لما فيه من مصلحة مشتركة للبلدين وللقارة الأفريقية.

واهتمت الصحف بتصريحات رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والتي أكد خلالها أن الرئيس السيسي قاد بطريقة رائعة القارة بوصفه رئيس الاتحاد الأفريقي.. قائلا "إن مصر وجنوب أفريقيا أجمل بلدين في العالم، ونحن سعداء بوجودنا في هذه الدولة الجميلة، ونسعى لتحقيق حلم إقامة طريق سكك حديد يربط بين القاهرة وكاب تاون".

وأعرب عن امتنانه لكرم الضيافة الذي لاقاه والوفد المرافق له خلال زيارته الحالية لمصر، والتي وفرت فرصة لتجديد الصلة الوثيقة والعلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي تأكيدا على تاريخ من التضامن يجمع بين البلدين، حيث أن شعب جنوب أفريقيا يشعر بالامتنان إزاء الدعم الذي تلقاه جنوب أفريقيا من حكومة مصر وشعبها، خاصة أيام الكفاح، لافتا إلى أن أول رئيس لدولة جنوب أفريقيا الديمقراطية نيلسون مانديلا جاء إلى مصر وتم استقباله بصورة حافلة، مما ساعدنا على تحقيق حريتنا.

وأوضح رامافوزا أن المباحثات جرت بصورة صريحة وشفافة وتطرقت إلى تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الارتقاء بالعلاقات إلى المستوى الاستراتيجي في عدة مجالات من التعاون.

وأكد أن المباحثات تناولت موضوعات إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك، بالإضافة إلى زيادة حجم الأنشطة الاقتصادية والتجارية والشراكة بين الشركات المصرية والجنوب أفريقية للوصول إلى مزيد من تعظيم الشراكات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، حيث أن مستوى التعاون التجاري الحالي متواضع ويمكن زيادته كثيرا من خلال زيادة حجم التبادل التجاري بين الجانبين، وبالاستفادة من اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية.

وبحث رئيس جنوب أفريقيا مع الرئيس السيسي تحديات الأمن والسلم الدوليين والإقليميين والمخاوف إزاء بعض التحديات التي تواجهها بعض الدول في أفريقيا والخليج.. منوها بأن مصر وجنوب أفريقيا أكدتا التزامهما بحفظ السلام واستمرار التنمية في القارة الأفريقية والعالم، وأكدت جنوب أفريقيا أنها ملتزمة بمبادئ التضامن والوحدة الأفريقية.

ولفت إلى اتفاق الجانبين على استمرار مساعي تحقيق خطة أفريقيا 2020 لإسكات البنادق، وقال "اتفقنا على دعم المقاربة متعددة الأطراف وأن تكون مصالح العالم النامي نصب أعيننا، فضلا عن ضرورة تنامي الحوكمة، خاصة فيما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن الدولي ليكون أكثر تمثيلا لمناطق العالم".


كما اهتمت الصحف، بتشديد مصر على ضرورة التنفيذ الكامل لأحكام اتفاق إعلان المبادئ حول سد النهضة المبرم في مارس 2015، وتأكيدها لأهمية إجراء المفاوضات حول السد بحسن نية وشفافية بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبا) من أجل تحقيق المصالح المشتركة، وبما يحقق أهداف إثيوبيا في توليد الكهرباء دون الإضرار بمصالح مصر المائية.

وأشارت الصحف إلى أنه عقب الاجتماع أشاد وزير الخارجية سامح شكرى ووزير الموارد المائية والري، بدور الولايات المتحدة الأمريكية من خلال وزير الخزانة والفريق المعاون له لما يبذلونه من جهد لتيسير المفاوضات وتقريب وجهات النظر من أجل التوصل إلى اتفاق عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة.

ولفتت الصحف إلى أن العاصمة السودانية الخرطوم ستستضيف الاجتماع الفني الثالث لوزراء الري في مصر والسودان وإثيوبيا بمشاركة ممثلي الولايات المتحدة والبنك الولي كمراقبين يومي 21 و22 ديسمبر الجاري لاستكمال المشاورات والمناقشات الفنية حول القضايا الخلافية العالقة بشأن السد وتشغيله والتعامل مع حالات الجفاف والجفاف الممتد وإعادة الملء على أن تشهد العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الاجتماع الفني الرابع على مستوى الوزراء والخبراء الوطنيين أوائل يناير المقبل.


وفي الشأن الخارجي، ألقت الصحف الضوء على اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي استضافته مدينة الرياض، وأشارت إلى البيان الختامي والذي تم خلاله تأكيد قادة دول مجلس التعاون الخليجي، على أن يظل هذا المجلس كيانًا متكاملًا متماسكًا ومترابطًا وقادرًا على مواجهة كافة التحديات والمخاطر، وأنه حقق خلال مسيرته إنجازات مهمة من خلال التمسك بالمبادئ التي وضعها قادة دول المجلس، في النظام الأساسي الذي تم إقراره في مايو 1981.

وأوضح قادة التعاون الخليجي - في البيان الختامي (إعلان الرياض) - أن الهدف الأعلى لمجلس التعاون هو تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولًا إلى وحدتها.

وقال البيان الختامي إن وقوف دول مجلس التعاون صفًا واحدًا أمام الاعتداءات التي تعرضت لها المملكة العربية السعودية، خلال هذا العام يعد تجسيدًا للسياسة الدفاعية لمجلس التعاون القائمة على مبدأ الأمن الجماعي المتكامل والمتكافل للدفاع عن كيان ومقومات ومصالح دوله وأراضيها وأجوائها ومياهها الإقليمية، وللمبادئ التي تضمنتها اتفاقية الدفاع المشترك، التي تم إقرارها في عام 2000م،والتى تتضمن أن أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، وأي اعتداء على أي من الدول الأعضاء هو اعتداء عليها جميعًا.

وأضاف أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ودول المجلس للتعامل مع الهجمات التي تعرضت لها الملاحة الدولية في الخليج والمنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية، قد أكدت حرصها على استقرار أسواق البترول، وتعافي الاقتصاد العالمي، ومصالح الدول المنتجة والمستهلكة، بالتعاون والتنسيق مع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي".

وتابع البيان أن التحديات التي تواجهها المنطقة تؤكد الأهمية القصوى لتعزيز آليات التعاون بين دول المجلس في جميع المجالات، وتحقيق أقصى مراحل التكامل والترابط بين الشعب الخليجي الواحد، وإعلاء دور منظومة مجلس التعاون في الحفاظ على الأمن والاستقرار والرخاء في هذه المنطقة، وتفعيل آليات الشراكات الاستراتيجية والتعاون التي تربط منظومة مجلس التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.

وأشار إلى أن رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان التي أقرها القادة في قمة الرياض ديسمبر 2015م، قد تضمنت الأسس اللازمة لتحقيق تلك الأهداف، من خلال تعزيز العمل الخليجي المشترك والارتقاء بآلياته بما يتوافق مع التغيرات الإقليمية والدولية.

كما أكدت رؤى دول المجلس أهمية الحفاظ على المرونة العالية والاستجابة العملية لمتطلبات كل مرحلة من مراحل المسيرة، منذ فترة التأسيس وحتى الآن، وضرورة استشراف تحديات المستقبل، وتمكين المرأة الخليجية، وإشراك فئة الشباب والقطاع الخاص لمواكبة التحولات المستجدة في جميع المجالات.