رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نائب رئيس الوفاق: تحرك في الأمم المتحدة لسحب الثقة من السراج بعد اتفاقه مع تركيا

فتحى المجبرى
فتحى المجبرى

وصف فتحى المجبرى، نائب رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، الاتفاقيات الأخيرة بين رئيس المجلس، فايز السراج، والرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، فى المجالين البحرى والأمنى، بأنها «وبال على ليبيا»، مشددًا على كونها باطلة من الأساس، لعدم حصولها على موافقة كل ممثلى المجلس الرئاسى، أو البرلمان.
ورأى «المجبرى»، فى حواره مع «الدستور»، أن تلك الاتفاقيات تأتى كمحاولة استباقية لضرب مؤتمر برلين الدولى، المقرر عقده لتسوية الأوضاع فى ليبيا، خاصة أنه سيعمل على إنهاء حالة «فوضى السلاح» فى البلاد، وهو ما لا يريده «السراج»، أو الميليشيات التابعة له.
وتطرق نائب رئيس المجلس الرئاسى لحكومة «الوفاق» إلى الأسباب التى دفعت تركيا إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة المفاجئة، وعلى رأسها التفاهمات الأخيرة بين مصر واليونان وقبرص فى ملف غاز شرق البحر المتوسط، فضلًا عن تحركاته المقبلة لمواجهة الاتفاق.


■ بداية.. كيف ترى مستقبل الاتفاقية الأخيرة بين المجلس الرئاسى لحكومة «الوفاق» والنظام التركى؟
- اعتقد أن هذه الاتفاقية ليس لها أى مستقبل، لأنها باطلة من الأساس، ففايز السراج غير مؤهل أو مخول لاتخاذ هذه الخطوة، وفقًا للاتفاق السياسى الموقع فى «الصخيرات» عام ٢٠١٥، الذى يستمد منه سلطته.
كما أن الظرف الذى أتت فيه الاتفاقية يُقيم بموضوعية على أنه محاولة إحباط وضربة استباقية لضرب مسار برلين «مؤتمر برلين المرتقب حول ليبيا»، لذا رفض الاتفاقية كثير من الدول والمنظمات الإقليمية مثل الاتحاد الأوروبى، وكان واضحًا للجميع رأيهم المعارض والمستنكر لتلك الخطوة، وبالتالى أعتقد أن الاتفاقية بما صاحبها من رفض سياسى ورفض قانونى وإدارى، ليس لها أى مستقبل.
■ فى رأيك.. لماذا هذه البلطجة التركية أمام هذا الرفض المحلى والإقليمى والدولى؟
- لعدة أسباب، أولها شعورها بأنها فى حالة عزلة عربية، فمن المعلوم أن تركيا تتبنى سياسات غير متوافقة مع محيطها الإقليمى، وهى فى حالة صدام كامل تقريبًا مع النظام العربى، والجامعة العربية ومعظم الدول العربية ترفض سياساتها فى المنطقة، خاصة فى سوريا وليبيا، حيث تدعم قوى الإرهاب والتطرف.
يضاف إلى ذلك حالة اليأس، التى أصابتها، جراء استبعادها من «اتفاقية الغاز» التى وقعت بين مجموعة شرق المتوسط «مصر وقبرص واليونان»، فى أكتوبر ٢٠١٨، فضلًا عن ضغط الجيش الوطنى، بقيادة المشير خليفة حفتر، بقوة، على ما تبقى من الجماعات المتطرفة والإرهابية فى طرابلس.
هذه الأسباب جعلت فايز السراج وتركيا يوقعان تلك الاتفاقية الباطلة، من أجل إيجاد «متنفس» لهما. فتركيا تريد خلق مبرر لها للتدخل فى ليبيا، ولفك حالة العزلة المفروضة عليها، والضغط على مصر واليونان وقبرص. و«السراج» يحتاج للحصول على دعم عسكرى يستطيع به مواجهة تقدم الجيش، الذى أصبح قاب قوسين من السيطرة على العاصمة.
■ لماذا تعتقد أن الاتفاقية خطوة متعمدة لإفشال مؤتمر برلين الذى يسعى لايجاد مخرج سلمى للأزمة الليبية؟
- نعم، أعتقد فى ذلك إلى حد بعيد، لأن تركيا و«السراج» يعلمان أن مسار التسوية الذى سيتوصل إليه هذا الاجتماع الدولى سينهى حالة «فوضى السلاح» الموجودة فى ليبيا، التى تستغلها الجماعات الإرهابية وأنقرة من أجل زعزعة الاستقرار، وتنفيذ أجندتها فى ليبيا، وبالتالى هم لا يريدون أى مسار يمكن أن يفضى إلى حل الأزمة وإنهاء الفوضى فى ليبيا.
■ بصفتك نائب السراج فى المجلس الرئاسى.. ما خطواتكم للرد على الاتفاقية؟
- كان لنا فى السابق كثير من المواجهات السياسية والقانونية مع فايز السراج، ولدينا الكثير من القضايا المنظورة فى النظام القضائى الداخلى، سيضاف إليها تحرك قضائى، مع القضاءين الإدارى والدستورى، فى المحكمة العليا، ضد الاتفاق الأخير.
وكذلك سنستمر فى منهج المقاومة السياسية للاتفاقية، إقليميًا ودوليًا، ولدينا الآن بالفعل تحرك سياسى للتوضيح للأطراف المعنية المختلفة، منظمات ودولًا، بأن «السراج» غير مؤهل للتوقيع على هذه الاتفاقية، وأنه لم يحصل على موافقة المجلس الرئاسى.
وأنا وعدد من أعضاء المجلس بصدد توجيه خطاب إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وجامعة الدول العربية، وكل المنظمات الإقليمية، لسحب الثقة من «السراج»، أو على الأقل اعتبار حكومته حكومة تصريف أعمال، لحين خلق مناخ جديد نأمل فى إيجاده فى مؤتمر برلين.
■ هل أنت متفائل لهذه الدرجة بمخرجات مؤتمر برلين؟
- نعم، فاتجاه وهدف مؤتمر برلين هو اتجاه لإنهاء الوضع القائم فى ليبيا، بما فى ذلك الاتفاق السياسى، الذى بموجبه جاء «السراج»، عبر خلق اتفاق جديد، وبغض النظر عن تفاصيله غير المعروفة حتى اللحظة، من المفترض أن تقضى التفاهمات التى سيخرج بها على حالة الاستقطاب الدولى والإقليمى حول ليبيا، بما يمهد لجلوس الفرقاء الليبيين لوضع اتفاق على تسوية جديدة، وبالتالى تنهى ما هو قائم حاليًا، أو تصححه على الأقل.
■ نعود إلى اتفاقية ترسيم الحدود مع تركيا.. ما الخطر الحقيقى منها على ليبيا؟ وما تقييمكم لها بغض النظر عن موقفكم من تصرفات «السراج»؟
- تقييم الاتفاقية لا يستقيم لكونها باطلة من الأساس، كما سبق أن بينت، كما أنها لم تأخذ الوقت الكافى للدراسة والمناقشة من قبل السلطة القائمة، فسلطة «الوفاق» متعددة الأطراف، وبها طيف سياسى يشمل كل مناحى ليبيا، لذا كان ينبغى أن تعرض وتناقش الاتفاقية داخل المجلس الرئاسى، ثم بعد ذلك تعرض وتناقش فى مجلس النواب لتأخذ الشرعية، وهنا يتم تقييمها هل هى مفيدة أم لا من الناحية الاقتصادية.
أما من الناحية السياسية فهى وبال على ليبيا، لأنها أدخلتنا فى استقطاب إقليمى نحن فى غنى عنه، ولسنا طرفًا فيه، فالاستقطاب الحاصل بين تركيا واليونان بعيد كل البعد عن ليبيا، وفايز السراج اختار أن يضع ليبيا طرفًا فى هذا الاستقطاب، ما يؤزم الحالة الليبية.
وكما قلت الاتفاقية فى الأساس لها أهداف غير اقتصادية، من حيث محاولة فك العزلة الإقليمية عن تركيا من جهة، ومن جهة أخرى فتح الباب لمساعدة الميليشيات المتطرفة، التى تساند «السراج»، وتساندها تركيا، لأن أوضاعها الميدانية فى حالة تقهقر وتراجع يوميًا أمام ضربات الجيش الوطنى الليبى.
التفكير الصحيح، كان ينبغى النظر أين مصالح ليبيا الضائعة، وكيف يمكن تحقيقها، هل بالتوافق مع تركيا، أم مع البلدان الأخرى، وهو ما لم يدرس، كما أن كثيرًا من الليبيين يقيمون تركيا بأنها دولة لها وضع سلبى فى ليبيا، وأنها المسئولة الأولى عن دعم قوى الإرهاب فى البلاد، وزعزعة استقرارها.
■ ماذا عن الاتفاقية الأمنية.. لماذا لم تأخذ نفس الحيز من الاهتمام الذى أخذته الاتفاقية البحرية؟
- صحيح، فالاتفاقية الأمنية لم تظهر لنا بنودها ولا نعلم ما تشتمل عليه حتى اللحظة، لذا هى تمثل خطرًا حقيقيًا على مستقبل ليبيا ووحدتها واستقرارها، وأنا فى تحركى، سواء داخليًا أو إقليميًا أو دوليًا، سأشير إليها.
■ ما تقييمكم للوضع العسكرى بالبلاد فى ضوء عملية تحرير طرابلس التى ينفذها الجيش الوطنى؟
- أنا لست رجلًا عسكريًا، لكن أعتقد أن الذى سَبَّبَ هذه المأساة وضياع الممتلكات والأرواح هو فايز السراج، لأنه تراجع عن تعهداته، والاتفاقيات التى تمت فى اجتماع أبوظبى وتمسك بها الجيش بإنهاء فوضى السلاح والإرهاب والميليشيات، لذا لم يصبح أمام الجيش سوى استقدام قواته لتغيير واقع الفوضى الموجود فى طرابلس.
ما كان أحد يتمنى وصول الأمور إلى هذا الحد من الاقتتال، لأننى أعتقد أن القوى الوحيدة المفترض أن يقاتلها جميع الليبيين هى قوى الإرهاب والتطرف، أما الفرقاء السياسيون فيجب عليهم الجلوس على طاولة واحدة والتحاور لإيجاد تسوية سلمية لخلافاتهم، بما يساهم فى استقرار البلاد، وإنشاء مؤسسة عسكرية قوية ومنضبطة، وتحقيق أمل الليبيين فى قيام دولة ديمقراطية حديثة.
لكن للأسف «السراج» تراجع عن الاتفاقيات، فبدأت العملية العسكرية، وأعتقد أن المتتبع للوضع الليبى يلاحظ اندحار قوى الإرهاب والتطرف التى وصلت إلى قمة سيطرتها على ليبيا ومؤسساتها، فى ٢٠١٤ وبداية ٢٠١٥، وأنها أخذت تتراجع وتنهزم وتتقهقر إلى أن أصبحت الآن محصورة فى جزء صغير من البلاد، مقابل سيطرة الجيش على أكثر من ٨٠٪ من مساحة ليبيا.
■ ما حقيقة تقديمكم استقالتكم من منصبكم فى المجلس الرئاسى؟
- أنا غير مستقيل، لكننى توقفت عن حضور جلسات المجلس منذ بداية عملية تطهير طرابلس، فى أبريل الماضى، لأن سلطة «الوفاق الوطنى» فقدت هدفها الأساسى، المتمثل فى إنهاء الصراع الحاصل فى ليبيا، والتمهيد لاستعادة العملية السياسية، والذهاب إلى مرحلة دستورية دائمة فى ليبيا تنهى حالة الانقسام السياسى. لكن لم يتحقق هذا الهدف، لذلك كنا فى حالة صراع دائم مع «السراج»، لدفعه إلى تحقيقه، إلى أن وقع الصدام المسلح بسبب سياساته، وبالتالى أصبح من غير المبرر حضورى أى جلسات للمجلس أو الاستمرار فيه، مع عملى على أداء واجبى تجاه الوطن، وهو مساندة الجيش الوطنى، وتنفيذ مهامى السياسية من خارج المجلس.
■ ما حقيقة القوى التى تحارب باسم «الوفاق».. وهل صحيح أن جميعها ميليشيات؟
- هى ليست ميليشيات المجلس الرئاسى، لأن المجلس لا يمتلكها ولا يملك حتى إصدار الأوامر لها، فهى تتبع نفسها، وكثير منها له أيديولوجية متطرفة، والأخرى ميليشيات خالصة، وهى تستخدم الصلاحية الشرعية التى منحها لها «السراج»، لكنها لا تقبل تلقى أوامر منه أو من غيره، بل إنها تفرض رأيها عليه بالقوة، وتعمل وفق مصالحها.
كان اعتراضنا الأساسى على هذا، فهذه الميليشيات هى السبب الأساسى وراء تراجع «السراج» عن التفاهمات السابقة، التى تمت مع القيادة العامة، سواء فى القاهرة أو روما أو أبوظبى، بعد أن تحالف معها من أجل غلق الباب أمام إنهاء فوضى السلاح وقيام مؤسسة عسكرية منضبطة. وخلاصة القول، أنا لا أعلم أن هناك مؤسسة عسكرية حقيقية يسيطر عليها المجلس الرئاسى، وهذا سبب اعتراضنا وخلافنا المستمر مع «السراج»، لأنه لم يبذل جهدًا حقيقيًا من أجل تنظيم القوات المسلحة وتوحيدها.
■ كنت معنيًا بملف توحيد المؤسسة العسكرية.. ما آخر المستجدات؟
- نعم، اللقاءات الأولى بين ضباط محترفين من غرب ليبيا مع ضباط تابعين للقيادة العامة بدأت بمبادرة منى بزيارة إلى القاهرة، فى ٢٠١٦، حيث تقدمت مع وفد عسكريى الغرب للقيادة العليا فى مصر، وبدأت المباحثات، التى كانت بمثابة البذرة الأولى لتوحيد المؤسستين.
بعد ذلك تم إنجاز الكثير من العمل المهم، برعاية مصرية، خلال الجلسات المتتابعة هنا فى القاهرة، لكن أطرافًا مرتبطة بـ«السراج» رأت فى هذا التوحيد تهديدًا لمصالحها، ورفضت الاستمرار فى تلك التوافقات.
■ نلاحظ غياب التدخل القطرى أو تراجعًا أمام التدخل التركى فى الأحداث الأخيرة الجارية فى ليبيا.. فهل تلعب من تحت الطاولة؟
- أعتقد أن أطرافًا كثيرة تتدخل فى الشأن الليبى، بعضها بشكل سافر، والآخر بشكل مستتر، لكن حالة اليأس التركية ربما هى التى دفعتها لإعلان تدخلها بهذه الطريقة السافرة من خلال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية.
■ وسط هذا المشهد الضبابى.. ما الحل فى ليبيا؟
- لا يختلف اثنان على صعوبة الوضع فى ليبيا، فالسيناريوهات المختلفة والمحتملة كثيرة، ليبيا وقعت بسرعة فى فخ مصيدة الاستقطابات الإقليمية والمصالح المختلفة للقوى الفاعلة، سواء كان على الصعيد الدولى أو على الصعيد الإقليمى.
وتاريخ البنية المؤسسية فى ليبيا التى توارثناها من النظام السابق، ومن طبيعة الشعب الليبى فى الأساس، ضعيفة وهشة، وبالتالى الاختلال الذى حدث فى عام ٢٠١١ وتداعياته، كلها جعلت من مسألة الأمن والاستقرار واستعادة العملية السياسية صعبة، لكن مع كل هذا فنحن لدينا أمل بأنه ستتم استعادة العملية السياسية فى البلاد، وأن ليبيا ستستعيد مؤسساتها ودوريها الإقليمى والدولى، لكن هذا يحتاج إلى جهد ووقت.
■ أيمكن أن نقول إذن: «ليبيا تسير فى الاتجاه الصحيح»؟
- نعم، فالاتجاه العام يشير إلى أننا على الأقل بصدد التخلص من قوى الإرهاب والتطرف، التى وصلت إلى ذروة سيطرتها على ليبيا فى عامى ٢٠١٤ و٢٠١٥، لكن منذ ذلك التاريخ وهى تندثر، وبعد أن كانت مسيطرة على درنة وأجزاء واسعة من بنغازى وسرت ومدن أخرى، أصبحت هذه المدن محررة اليوم، بفضل جهود وبسالة قوات الجيش وقيادتها، التى تسيطر على حوالى ٨٠٪ من مساحة الأرض الليبية الآن- كما قلت- فضلًا عن بسط سيطرتها على كامل القواعد الجوية تقريبًا، باستثناء اثنتين أو ثلاث فقط. إذن الاتجاه العام يشير إلى أننا نسير فى الاتجاه الصحيح، وكل ما نحتاجه هو الخلاص من القوى الإقليمية التى تدعم التطرف وعناصر عدم الاستقرار فى ليبيا، وجلوس الفرقاء الليبيين بعد تحكيم العقل لإيجاد طريقة ما لتسوية الخلافات تحت مبدأ بسيط جدا، هو أننا لا نريد استمرار فوضى السلاح.
نحن نريد جيشًا وطنيًا قويًا محترفًا، وجهاز شرطة فاعلًا، وقضاء نزيهًا وعادلًا، ومؤسسات تمكن الليبيين بإرادتهم الحرة من أن يختاروا من يحكمهم. ولا أعتقد أن صاحب عقل ليبيًا يرفض ذلك، لكن كما ذكرت قوى الإرهاب والتطرف من جهة، والعناصر الإقليمية المعززة لحالة عدم الاستقرار فى ليبيا هى التى تريد أن ترى هذا المستقبل لنا، إضافة إلى بعض القوى الدولية التى تريد تحقيق أهدافها بشكل سريع وبسيط، وهو ما يتناقض مع المصلحة الوطنية الليبية، رغم أن استعادة الأمن والاستقرار تعنى أن الجميع سيكون رابحًا.
ما تقييمك للتعاطى المصرى فى الملف الليبى؟
- أعتقد أنه ولسنوات سيتذكر الليبيون بشكل إيجابى وقوف مصر مع ليبيا بشكل عام، ومع شرق ليبيا بشكل خاص، فى معركتها مع قوى الإرهاب والتطرف، وهو موقف غير غريب عليها، فالعلاقة بين مصر وليبيا تاريخية وقديمة، وفى كل المحن التى مرت بها ليبيا كان دور مصر إيجابيًا ومساندًا، حكومة وشعبًا، سواء وقت الاحتلال الإيطالى، أو فى مواجهة الإرهاب.