رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حراس الموت.. "الدستور" تكشف مخاطر المنشطات على صحة الرياضيين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شاب قوى البنيان، لا يسعى فقط ليكون جسده رياضيًا، بل يظل يلهث وراء الحصول على عضلات تظهر قوته، وفي سبيل يلجأ لسلوك ربما يكون مؤذيًا لصحته، وهو المنشطات أو "المكملات الغذائية".

"المنشطات" مثل باقي العلاجات إذا تم تناولها دون إشراف طبي أو بشكل زائد عن الحد المطلوب تسبب آضرارا صحية، وهي حسب مفهومها العلاجي والدوائي عبارة عن عناصر تكميلية من ڤيتامينات وأحماض أمينية والمعادن والألياف والأحماض الدهنية.

قد تكون المنشطات مفقودة في النظام الغذائي للشخص، ومن هنا فهي مقبولة وتكتب في الوصفات العلاجية لعديد من المرضى بكل فئاتهم، لكن ضررها فى الاستخدام المفرط لها من بعض الرياضيين.

انطلاقًا من"الضرر"، الذى تسببه المشطات، تستعرض"الدستور" معاناة ضحايا خاطروا بحياتهم في سبيل الحصول على "الفورمة" الرياضية، وأيضًا التحذير من مخاطرها عن طريق متخصصين لسرد ماهية المكملات ونتائج جرعاتها الزائدة.

"زراعة الكلى كابوس عايش فيه"، هكذا عبر محمد محي، صاحب الـ٣٤ عامًا عن المعاناة التي يعيشها منذ عامين، رحلته في الصالات الرياضية بدأت من سن الثامنة عشر، لطموحه في الالتحاق بإحدى الكليات العسكرية.

يقول "محي": بعد انتهائه من اختبارات الثانوية العامة التحق بأحد المراكز لدخوله في برنامج تأهيلي يشمل نظام غذائي وجدول تمرينات رياضية، وبالفعل نجح في تحقيق هدفه خلال أربعة اشهر، ورغم ذلك لم يتم قبوله بالكلية، فظن أن مكسبه الوحيد امتلاك جسم يتباهى به أمام أقرانه في الجامعة.

انتهت سنوات الجامعة وعقب أدائه الخدمة العسكرية، وجد أن الشكل الذي كونه لعضلات جسمه قد انهار وهناك من وصل لنفس مستواه في فترة قصيرة بل تفوق عليه، وبحثًا عن السبب وجد أنهم يتناولون كميات كبيرة من المكملات الغذائية، أهمها البروتين، الأمينوسيد، بالتدريج أبهرته النتيجة فجرب أنواع جديدة مستوردة باهظة الثمن،وأيضا محلي يتم تركيبه من قبل المدربين.

بعد خمس سنوات، سقط " محيى" أثناء أحد التمارين بسبب ألم شديد، وحينما تكررذهب للطبيب ليكتشف إصابته بقصور في الكلى، بسبب تراكم الأحماض الأمينية دون تحلل مما كوّن كميات كبيرة من المياه تحت الجلد وتضخم في الطحال، وحاليًا يعكف على العلاج.

"المكملات الغذائية يحتاجها الفرد منذ مراحل التكوين في الرحم، مرورًا بالمرأة الحامل وصولًا للشاب والكهل"، هكذا كان تعقيب الدكتورة جيهان الدمرداش، أخصائية تغذية علاجية وسمنة ونحافة، على حالات المكملات الغذائية وأضرار الإفراط فيها، قائلة: إن المكملات هي عبارة عن منتجات يتم تناولها لتعويض الجسم عن العناصر الغذائية، لكن بعد استشارة الطبيب.

وأوضحت في حديثها مع "الدستور"، أن المكملات تنقسم لعدة أنواع أشهرها البروتين، الذي يستخدمه لاعبي كمال الأجسام، ويأخذ أكثر من شكل؛ منها البيض، الجبن، الصويا، مصل الحليب وبروتين زيادة الوزن، أما الكرياتين فهو نوع يستخدم لتضخيم العضلات وزيادة حجمها ويمد الجسم بالطاقة لأداء التمارين، وهناك الجلوتامين يساعد على بناء العضلات وزيادة مرونتها.

وأكدت أن الـ"مالتي فيتامين" عبارة عن مجموعة الفيتامينات الأساسيّة التي يحتاجها الجسم، ومقويات "التيستيرون" الطبيعية وهو من الهرمونات التي تساعد على تحسين المزاج، وتعزز القدرة الجنسية، والأحماض الأمينية، وتساعد على مد الجسم بالطاقة التي يحتاجها.

وحذرت من استخدامها لفترات طويلة، فقد تسبب مشاكل بالجهاز الهضمي، لضغط العناصر المركبة بكميات أكثر مثل مستخلصاتها من الغذاء بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن استخدام الكيراتين على المدى الطويل يسبب اضطرابات المعدة، خاصة أنه يمزج بالكافيين للحصول على أكبر قدر من الطاقة التي تساعد علي زيادة التدريبات، فيسبب الأرق وعدم النوم لفترات طويلة، أما الاشخاص الذين يعانون من حساسية يحدث لهم انتفاخات بالمعدة تتسبب في سرطانات القولون.

الأمر لا يقف عند الأذى البدني والمشكلات الصحية، فهناك حراس الموت بطلها المكملات الغذائية بحسب تقارير الطب الشرعي، ولعلّ أشهرها مع حدث مع الفنان هيثم أحمد زكي الذي أوضح الطبيب الشرعي أن وفاته نتيجة تجرعه كميات كبيرة من المكملات الغذائية، الأمر الذي دق ناقوس الخطر في البرلمان.

وفِي ١٢ نوفمبر، تقدمت نائبة، بطلب إحاطة بشأن استخدام المكملات واستيرادها، ويحذر النائب فتحي ندا، من كارثة انتشار المكملات الغذائية والمنشطات بالصالات الرياضية، موضحًا أنه قابل أكثر من حالة لشباب في العشرينات كادت تنتهي حياته بسبب الاستخدام الخاطىء للمنشطات، ولم يتم التحرك رغم خطورة الأمر ووقوع ضحايا.

أصابع الاتهام تشير إلى الصالات الرياضية لأنها المستفيد من بيع المركبات وإظهار نتائج مبهرة على المتدربين، مما يعود عليها بزبائن جدد، وقال باسم صلاح الدين، الذي يعمل في أحد المراكز العالمية بمصر، إنه لم يقبل على بيع تلك المركبات إلا بعد تلقيه عدد من الدورات في التغذية العلاجية، ثم دبلومة وماچيستير، حتى يتمكن من وصف الكمية المناسبة لكل متمرن على حسب حالته.

ويرى أن التفتيش من قبل الأجهزة الرياضية والطبية أمرا واجبا، حفاظًا على الأرواح.

وقال الدكتور عبدالعزيز غنيم، رئيس اتحاد الملاكمة، أن عملية وقف المكملات الغذائية مستحيلة، وفي نفس الوقت غير ضرورية، فاللاعبون يتناولونها لتعوضهم بالعناصر الضرورية أثناء المعسكرات التأهيلية، ولكن هناك فارق بين المكملات المسموحة والمنشطات المحظورة التي تحرّمها الاتحادات الدولية وللأسف يتناولها الشباب حاليًا في الصالات الرياضية دون وعي بخطورتها.

ولفت "عبدالعزيز"، في تصريحاته للدستور، إلى أن الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات «وادا» تصدر تقارير بصفة منتظمة تحدد عدد المنشطات المحظورة، وتتابعها مصر بصفة دورية من خلال المؤسسة المصرية لمكافحة المنشطات، لكن لا يخضع لمراقبة "وادا" سوى الاتحادات المنظمة للألعاب الرياضية.