رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدرس بأسيوط يستعين بشخصيات تاريخية لشرح المنهج (صور)

جريدة الدستور

لجأ مدرس تاريخ بمدينة أسيوط إلى طريقة جديدة لتبسيط المنهج على طلاب الثانوية العامة عن طريق تجسيد الشخصيات التاريخية المقررة على الطلاب من خلال تقليد الشخصيات التاريخية في الكلام والحركات وارتداء ملابسهم مما لاقى ترحيبًا من الطلاب وإدارة المدرسة.

وقال الأستاذ خالد سيد هاشم معلم أول تاريخ بمدرسة ناصر الثانوية العسكرية بنين بأسيوط إن الفكرة بدأت في العام الماضي بسبب عشقي لمادة التاريخ وحبي للطلاب ومحاولة إيجاد حلول إيجابية لتسهيل المادة عليهم وبدأت بتجربة الأمر على الطلاب وفوجئت بمدى تقبل الفكرة ومدى نجاحها ولذلك قررت تكرارها في جميع الشخصيات التاريخية.

وأضاف إنه مع بداية الأمر وجدت بعض الانتقادات من الزملاء والطلاب لكوني مدرسًا ولست ممثلًا حتى أجسد الشخصيات التاريخية وفي نفس الوقت كان هناك بعض المشجعين والمحبين بالفكرة خاصة وأن من بين هؤلاء المشجعين إدارة المدرسة التي أعطني الدعم والعون الكامل لتنفيذ الفكرة على أكمل وجه.

ويمكن أن تطبق هذه الطريق في مادة اللغة العربية خاصة في عظماء الشخصيات مثل طه حسين والشعراء والأدباء والمفكرين ولكن الأمر يقتصر علي المدرس فليس للجميع نفس الإمكانيات أو الأدوات لتنفيذ هذا الأمر فعلى الرغم من سهولته في عرض الدروس إلا أن صعوبته تأتي في تحضير الشخصية من حركات وكلمات وتصرفات.

وأضاف الأستاذ خالد هاشم إنني قمت بتجسيد شخصيات "محمد علي باشا" و"أحمد عرابي" و"سعد زغلول" وسوف يتم تجسيد شخصيات "الملك فاروق" والرئيس الراحل "محمد أنور السادات" خلال الأيام القادمة.

وأوضح إننا نقوم باستحضار الشخصية التاريخية داخل الفصل مع الاستعانة ببعض الملابس التي تلائم الشخصية واستعمال بعض أدوات التجميل للوصول لأقرب صورة للشخصية التاريخية وأبدأ في التعامل مع الطالب كأنني هذه الشخصية ولست مدرس مادة التاريخ، أما بخصوص الملابس التي يتم الاستعانة بها فهناك بعض الملابس متوفرة لدي والبعض الأخر قمت بتفصيل على نفقتي الشخصية للاستعانة بها داخل الفصل لتجسيد الشخصيات مثل الملابس الخاصة بـ "محمد علي باشا" وملابس "أحمد باشا عرابي" استعنت بالملابس من شقيقي.

وأضاف إن أمتع شخصية جسدتها كانت شخصية "محمد علي باشا" على الرغم من الصعوبات التي كانت تواجهني في تجسيدها كونه يتحدث لغة تركية وأصعب شخصية كانت "أحمد عرابي" لاحتياجها إلى إمكانيات أكبر مما تمت عليه حيث كنت أتمني أن أقوم بتجسيدها في فناء المدرسة وأستعين بحصان حقيقي وأستعين ببعض الطلاب لأداء بعض الأدوار ويحضرها جميع طلاب المدرسة ولكن ينقصنا الدعم المادي لإكمال أركان التجسيد.

وعن أول يوم تجسيد الشخصيات داخل الفصل قال فاجأت الطلاب بالأمر ولكن مع حب الطلاب للمدرس تقبلوا الأمر سريعًا وانهال الطلاب بالتسقيف ترحيبًا بالفكرة وبدء الطلاب في التفاعل معها ويسترجعون المقولات التاريخية للشخصية، خاصة وأن الجميع يعتقد إن المواد الأدبية تعتمد علي الحفظ فقط ولكن كان لي وجهة نظر مختلفة إن المواد الأدبية تحتاج إلي الفهم وتم اختيار طريقة تجسيد الشخصيات التاريخية حتي يستوعب الطالب أكبر قدر ممكن من المادة الدراسية، فمادة التاريخ هي مادة صلبة ونحن نسعي إلي تبسيطها علي الطلاب حتى يتمكنوا من استيعاب أكبر قدر ممكن.

وأوضح إن التجسيد يدفع الطالب إلي الاستيعاب بشكل أسرع وعند استرجاعه المعلومات يسترجعها بشكل أسهل خاصة وأن هذا الجيل يحتاج أن يقتنع بالمعلومة هذا بالإضافة إلي أن المنظومة الجديدة التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم تعتمد بشكل رئيسي أسئلتها على الفهم وليس الحفظ والتلقين وهذا ما طالب به وزير التربية والتعليم.

وظهر نتيجة تجسيد الشخصيات التاريخية على الطلاب في مستوى التحصيل ونتائج الامتحانات وإصرارهم على استمرار عملية التجسيد واستخدامها لكامل المنهج والمناهج المختلفة، بالإضافة إلى أن هناك بعض الطلاب يتحدثون معي خارج الفصل بكوني الشخصية التاريخية التي قمت بتجسيدها ويتناقشون معي في بعض القرارات التي تم سردها في الحصة بالإضافة إلي معدلات الحضور المرتفعة التي تحدث في الأيام التي يتم فيها تجسيد الشخصيات.

وقال إن تجسيد الشخصيات يعوض بشكل نسبي قلة الأنشطة المدرسية والتي من أبرزها المسرح المدرسي خاصة وأن الأنشطة المدرسية تحتاج إلي دعم مالي مرتفع وهو يعتبر نوع من أنواع الأنشطة ولو حدث إشتراك بين الطالب والمدرس في تجسيد الشخصيات هتتحول الحصة إلي مسرح مدرسي وهذا يساهم على إخراج شخصيات قوية ويتم استبدال الحصة من داخل الفصل إلي المسرح.

وقال الأستاذ حسن مصطفى أحمد مدير عام مدرسة ناصر الثانوية العسكرية بنين بأسيوط إن إدارة المدرسة تتبنى جميع الأفكار الجديدة المفيدة للمدرسة والمدرسين والطلاب خاصة وإن كانت الفكرة مثل فكرة تجسيد الشخصيات التي تساهم بشكل كبير على تسهيل المادة على الطالب وتساعده على الفهم.

وأضاف الأستاذ حسن إن الإدارة تتابع تنفيذ فكرة تجسيد الشخصيات عن قرب ونقوم بتشجيع المدرس لمواصلة الأمر لما لمسناه من تحسن في أداء الطلاب وإن كان المدرسة لا يوجد بها مسرح ولكن استطاع المدرس أن يحول الفصل وقاعة الأنشطة إلى مسرح صغير.

وأوضح إن فكرة التجسيد تحول المعلومات لترى بالبصر والسمع والعقل ويتجاوب معها فتكون أوقع وأثبت في عقل الطالب من أي معلومة يتلقاها الطالب من الكتاب فقط.