رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انفجار داخل «الإخوان» بعد اعتراف رجالها بـ«فضائح مرسى»

جريدة الدستور

تسبب برنامج «الشهادة»، الذى يقدمه الصحفى القريب من جماعة الإخوان الإرهابية سليم عزوز، على موقع قناة الجزيرة، فى أزمة كبيرة داخل الجماعة، بعدما كشف سوءة التنظيم المتطرف أمام عناصره والعالم، بشهادات أكدت أن المعزول محمد مرسى لم يكن سوى دمية فى يد مكتب الإرشاد، وأنه لم يزد عن «إستبن»، كما وصفه المصريون.

ولعل فضائح الإخوان لا تخفى على أحد، ولكن هذه المرة جاءت على لسان من كانوا مقربين من «مرسى» ومكتب الإرشاد فى فترة حكم التنظيم مصر، لذا كان أثر الفضيحة مضاعفًا.

الشهادة الأولى، أدلى بها الإخوانى عصام تليمة، الهارب لدى تركيا، وبدأ حديثه بمهاجمة جماعته، مؤكدًا أنها لا تعترف بحق عناصرها فى أن يكون لهم رأى مختلف عن رأى مكتب الإرشاد، لذا أصر التنظيم على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، رغم رفض أعضاء الجماعة هذا القرار.

ولأنه كان سكرتيرًا للإرهابى يوسف القرضاوى فى هذه الفترة، كشف «تليمة» عن أن الداعية، قطرى الانتماء، كان يرفض مشاركة الجماعة فى الانتخابات الرئاسية، وأيّده فى ذلك مهدى عاكف، مرشد الإخوان السابق، إلا أن خيرت الشاطر، نائب المرشد حينها، وباقى قادة مكتب الإرشاد أصروا على المشاركة.
الشهادة الثانية أدلى بها سيف عبدالفتاح، الذى شغل منصب مستشار مرسى، واستقال من منصبه بعد ذلك.

وقال «عبدالفتاح» إنه استقال بعد أن شعر بأن وجوده ووجود رئيسه كان صوريًا، فقد كان «مرسى» لا يستمع لمستشاريه ولا حتى لنفسه، وكان يتبع رأى مكتب الإرشاد دون تفكير، ثم حاول الشاهد اعتلاء منبر الإنسانية، حيث أكد أنه لم يحتمل ذلك المنصب بعد سقوط دماء بسبب النزاعات السياسية فى مصر.
الشهادة الثالثة، التى كانت أشد وطأة، أدلى بها أمير بسام، عضو مجلس شورى الجماعة، وكشف خلالها عن تلاعب الجماعة بأصوات مجلس شوراها، فى أثناء أخذ المشورة فيما يتعلق بتقديم مرشح فى الانتخابات الرئاسية.
وأوضح الشاهد أن قادة الإخوان لم يعترفوا بقرار مجلس شورى الجماعة برفض المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، واحتالوا على الأمر بإعطاء حق التصويت لآخرين، حتى تحولت النتيجة إلى الموافقة، والدفع بخيرت الشاطر كمرشح رئيسى للجماعة، ومحمد مرسى العياط كمرشح بديل «إستبن» حال رفض قبول أوراق «الشاطر».
فى المقابل، تشكلت جبهة لإنكار ما جاء فى البرنامج، وهاجم أنصار هذه الجبهة البرنامج ومقدمه «عزوز»، وكذا سيف عبدالفتاح، وازداد الهجوم عقب تدوينة نشرتها زوجة «مرسى» على صفحتها بموقع «فيسبوك»، قالت خلالها إن هذا البرنامج يسىء لزوجها، مبدية استياءها من أن يتعرض الراحل لهجوم من أبناء جماعته دون أن يدافع أحد عنه. بعد ذلك، اعتذر «تليمة» للثنائى «عزوز» و«عبدالفتاح»، لأنهما تعرضا إلى هذا الهجوم بسبب ما قاله فى البرنامج.
وقال «تليمة»، على حسابه بـ«فيسبوك»: «أسفت أشد الأسف لكمّ التجاوز فى تعليقات تنم عن تسفل أخلاقى بحق الدكتور سيف عبدالفتاح والأستاذ سليم عزوز، بسبب برنامج الشهادة، على فترة حكم الدكتور مرسى، وسواء كان من قاموا بذلك أفرادا يتبعون الإخوان، أو مقربين منهم، أو ترى هذه القيادات تجاوزهم وتسفلهم دون أى تعقيب برفض ذلك، سيزيد من خسارتهم، بدل إن كانت خسارة سياسية، سيتحول الأمر إلى خسارة أكبر ونزيف أكثر فى الأخلاق الذى ينزف كل يوم بسبب ممارسات بعض المحسوبين عليهم، فالموقف المحترم عندما تختلف مع أحد أن ترد على ما ذكر، الحقائق تواجه بالحقائق، وليس بالشتائم وقلة الأدب».
وأضاف: «نصيحة أخوية لقيادات الإخوان ومناصريهم الغاضبين من شهادتنا على بعض الأحداث، أفضل رد على أى كلام تاريخى هو الرد بالحقائق التى تثبت أو تنفى الكلام، الشتيمة والتجريح مصيرهما مزبلة التاريخ، الشتيمة إلى زوال، لكن الكلام التاريخى والشهادات ستبقى، هذه نصيحة لوجه الله».