رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة "وسم الإبل".. تصريح مرور سفينة الصحراء

جريدة الدستور

"وسم الإبل" هو شعار ورمز بين القبائل العربية في جنوب البحر الأحمر، وسند ملكية لتداول الإبل بين التجار وفي المراعي، وذلك حتى لا تختلط الجمال ببعضها لكثرتها، لم تكن "وسم الإبل" مجرد علامة على جسد الناقة، ولكن هي جزء من ميثاق قبلي تعتمده القبائل، للتباهي بأنسابها، ولكل قبيلة وسمها الخاص يؤخذ به كختم بين أبناء القبيلة الواحدة.

تحدث على أبو الشيخ، أحد أبناء قبيلة القزايزة بالبحر الأحمر لـ"الدستور"، عن "وسم الإبل"، حيث قال أن الوسم يشبه عقد الملكية الخاص بالإبل يستخدمه أبناء القبائل، وهو رسوم على أجساد الجمال يوضح هويتها وتبعيتها للقبيلة، ويتم وضعة على رقبة الإبل أو كتفها أو أحد الفخدين، ولكل قبيلة مكان معين، فهناك من يستخدم الفخذ الأيمن لوضع وسمه، وهناك من يضعه على رقبة الجمل.

أشار "أبو الشيخ" أن الختم المستخدم في الوسم، هو عبارة عن قطعة حديدية يتم نحتها على شكل الوسم الخاص بالقبيلة، ويتم تسخينها على النار، حتى تصل لدرجة عالية من الحرارة، ويتم وضعه على المنطقة المحددة بالجمل، مشيرًا إلى أن ذلك الوسم هو وثيقة الجمل، ولا يباع الجمل بعد ذلك.

تابع أبو الحسن أحمد، أحد أبناء قبيلة العبابدة جنوب محافظة البحر الأحمر، وأحد تجار الجمال، قائلًا: "لكل قبيلة وسمها وشعارها الخاص، ولكل فرع داخل القبيلة وسم آخر، بجانب الوسم العام الذي يشمل جميع أفرادها، بعلامة مميزة، وهي شارة خاصة بهم، يعرفهم أبناء العمومة أن هذا الوسم يدل على أن صاحب الجمل أو الناقة من عائلته، أو من بني عمومته"، لافتًا إلى أنه في حالة البيع يتم وضع وسم المشتري بجانب وسم البائع.

وأوضح تاجر الجمال، أن الوسم لا يتم ضعة على الجمال التي تستخدم في القناية أو التربية، كسلالة يقتنيها السكان، مؤكدًا أن الوسم ضروري للجمال حتى لا تختلط بين بعضها، لأنها تأتي بأعداد كبيرة أو تجتمع في مكان واحد في المراعي قائلًا: "الوسم على جسد الإبل زي البطاقة، بنعرف بيها أصل وفصل الجمل ومين صاحبه".