رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مظاهر تطوير "سيد للأدوية": قلعة علاج المصريين فى أحضان "الأهرامات"

جريدة الدستور


بالقرب من المنطقة الأثرية فى الجيزة، تقف قلعة شامخة شاهدة على تواصل العبقرية المصرية، من الإبداع المعمارى الفريد الذى حير، وما زال، العالم كله، المتمثل فى أهرامات الجيزة وأبوالهول، وهى شركة تنمية الصناعات الكيماوية «سيد للأدوية»، التابعة للشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام. هنا يتم إنتاج غالبية المستحضرات الطبية التى تعود عليها المصريون، وطالما أسهمت فى علاجهم، وعلى رأسها «أسبوسيد» لعلاج أمراض القلب والجلطات، والمطهر المعوى «سيدوجيل»، و«فيتامين سى»، وعدد من أنواع «الكورتيزون»، وصولًا إلى «الفلورسين»، المستخدم لعلاج العيون. «الدستور» زارت قلعة «سيد»، وحاورت المسئولين والعاملين فيها عما شهدته الشركة «المصنع» من أعمال تطوير خلال السنوات الأخيرة، وعلى رأسها إعادة تشغيل خط إنتاج «الفلورسين»، بعد توقف ٣ سنوات كاملة، بجانب خططهم لتطوير العمل فى الشركة خلال الفترة المقبلة.

جاد: 100 مليون جنيه لتحديث خطوط الهرمونات وأقراص منع الحمل والأمبول الزيتى


قال الدكتور عمرو جاد، رئيس شركة تنمية الصناعات الكيماوية، إن الشركة تأسست عام ١٩٤٧، وتبلغ مساحة المصنع الخاص بها حوالى ٤٥ ألف متر، ويعمل به حاليًا حوالى ٢٦٠٠ عامل، وفى عام ١٩٦٩، أقيم مصنع أسيوط التابع لها، الذى يقع على مساحة ١٤ فدانًا، ويبلغ عدد العاملين به ٣٦٤ عاملًا.
وكشف «جاد» عن أن شركة «سيد» تنتج فعليًا الآن ١٤٢ مستحضرًا بشريًّا، و١٢ مستحضرًا بيطريًّا، و٥ مستحضرات للغير، وهى شركة «مايلان» الأمريكية، مع وجود ٢٥ مستحضرًا بشريًّا، و٨ مستحضرات بيطرية، فى مراحل مختلفة من التسجيل، حاليًا.

وذكر رئيس «سيد» أن المجموعات الدوائية فى الشركة تبلغ حوالى ٢٨ مجموعة للاستخدام البشرى، أشهرها هو «الأسبوسيد»، المضاد لتجلط الدم، سواء أقراص عادية أو أقراص للمضغ، بجانب «السيدوفاج» لمعالجة مرض السكرى، والأقراص الفوارة «فيتا سيدج» أو «فيتاسيد» أو «سيفامول»، وأقراص منع الحمل، والأقراص الهرمونية، بجانب «الفلورسين».
وأضاف أن الشركة لديها قسم لإنتاج الأقراص الهرمونية، وآخر باسم «الأمبول الزيتى»، والأخير كان مغلقًا لفترة، ما دفعهم للاستعانة بخط إنتاج من مصنع آخر لحين تحديث خط الإنتاج المغلق، منوهًا فى هذا الصدد إلى وجود تحديات اقتصادية وبيعية وإنتاجية أمام الشركة، منها مديونية لشركة «الجمهورية» للأدوية، بما تتضمنه من فوائد تصل إلى ٢٥ مليون جنيه سنويًّا، وهو ما يؤثر على ربحية «سيد».


ورغم تلك التحديات، نجحت الشركة، وفق «جاد»، فى افتتاح قسمى «الأمبول المائى»، والمحاليل والنقط والقطرات، فى ٢٣ سبتمبر الماضى، وهو ما يوفر ٤.٥ مليون جنيه سنويًا يتم خصمها من ربحية الشركة، بسبب تكلفة التصنيع لدى الغير. ولفت إلى أن الشركة ضخت ٧٥ مليون جنيه لتطوير ٤ قطاعات، هى خط «الأمبول المائى» بقيمة ٣٥ مليون جنيه، وتنفيذ المرحلة الأولى لمحطة المياه بتكلفة ٢ مليون جنيه، وتطوير معمل الميكروبيولوجى بقيمة ١٥ مليون جنيه، إلى جانب خط إنتاج للنقط والقطرات بتكلفة ٢٣ مليون جنيه.
وأشار إلى أن قسم «الأمبول المائى» يُنتج «الفلورسين» الذى توقف عن الإنتاج منذ ٣ سنوات، وأصبح يُستورد من الخارج، عبر طرق مختلفة، ووصل سعره فى السوق السوداء إلى قرابة ٣٠٠ جنيه، لكن الشركة ستطرحه بسعر ٣٥ جنيهًا، خلال ديسمبر الجارى.


وعن الخطوات المقبلة، قال رئيس «سيد» إن الشركة تستهدف تنفيذ خطة لتطوير خطوط الإنتاج، لمواكبة المعايير ومتطلبات التصنيع الجديد، وذلك بقيمة استثمارات تصل إلى ١٠٠ مليون جنيه، تستطيع من خلالها الإدارة تحديث خطوط إنتاج الهرمونات، وأقراص منع الحمل، و«الأمبول الزيتى»، مضيفًا: «نستهدف كذلك رفع الطاقة الإنتاجية عبر تصنيع ٦ مستحضرات جديدة، قبل نهاية العام المالى الجارى».
وشدد على أن تمويل ذلك المشروع سيكون بشكل ذاتى، من إيراد النشاط، قائلًا: «الشركة تستهدف توفير التمويل الذاتى، خاصة أن هناك أقسامًا يتطلب تطويرها مبالغ كبيرة» وأوضح أن ذلك سيتحقق عبر الاستفادة من الأصول غير المستغلة لدى الشركة، مثل أرض فى أسيوط مساحتها حوالى ١٦ ألف متر، من أغلى الأراضى الموجودة فى مصر، ويمكن من خلال عائد بيعها تطوير بقية الأقسام المغلقة فى الشركة، بجانب تطوير بعض الأجزاء ذاتيًا من إيراد النشاط.


وعن إمكانية الطرح فى البورصة، قال «جاد» إن «سيد» من الشركات المملوكة بالكامل للشركة القابضة للأدوية والكيماويات والمستلزمات الطبية، ومسألة طرحها فى البورصة من عدمها تعود لـ«القابضة»، ووزارة قطاع الأعمال.
وكشف عن دراسة نقل الشركة إلى منطقة السادس من أكتوبر، لكن تكلفة النقل كانت عالية جدًّا، وتبلغ حوالى ٣ مليارات جنيه، لذلك سيتم تحديث وتطوير الشركة فى مقرها حاليًا.

وأشار إلى سعى الشركة لتحقيق إيرادات تصل إلى مليار جنيه عبر خطة سيتم تنفيذها خلال ٣ سنوات، مضيفًا: «من الممكن تحقيق هذا الرقم فى وقت أقل بشرط توافر التمويل اللازم لتطوير باقى خطوط إنتاج الشركة».


مسئولة «الإنتاج»: نصنع غالبية المستحضرات.. ومشرف «الفلورسين»: فحص متواصل لتأكيد النقاء


أكدت الدكتورة كوثر عطية، رئيسة قطاع الإنتاج فى الشركة، أن «سيد» من كبرى شركات الأدوية فى قطاع الأعمال العام، وتنتج معظم المستحضرات بأشكالها المختلفة، مثل الأمبولات، وأدوية الهرمونات، ومحاليل الحقن.
وأوضحت أن من بين ما تنتجه الشركة «سيدوجيل»، وهو عبارة عن محاليل بشرية مطهرة للأمعاء، وأقماع «أنتيامتك» لعلاج القىء، و«ريباريل جيل» لعلاج التورم وآلام العظام، بالإضافة إلى إنتاج «كورتيزونات» مهمة للجلد، ومراهم «ليكوسيد» و«بيوتى چيل» المستخدمة فى إزالة الهالات السوداء الموجودة فى الأماكن الحساسة بالجسم، فضلًا عن مجموعة من أدوية الشرب.


وعن «الفلورسين»، الذى نجحت الشركة فى إعادة إنتاجه بعد توقف ٣ سنوات، ويعد مستحضرًا مهمًا لتلوين قاع العين، قالت: «الشركة طورت خط إنتاجه لاحتياج السوق المحلية له بشدة، خاصة أن جميع مستشفيات العيون فى مصر تستخدمه»، مضيفة: «شركة سيد هى الوحيدة التى تنتجه، ومن ثم أنفقت مبالغ كبيرة فى تطوير خط الإنتاج الخاص به لإتاحته، خاصة أنه كان هناك عجز فى السوق، وكان يتم استيراد المستحضر من الخارج».


وأشارت إلى أن الشركة لديها كذلك قسم «الأقراص»، وهو القسم الأساسى، ومتنوع بين أدوية ضغط ومسكنات، بالإضافة إلى قسم «الكبسولات»، فضلًا عن «فيتامين سى» فى صورة أقراص فوارة، بسعر وصل لـ١٢ جنيهًا، وهو عبارة عن ١٢ قرصًا. من جانبه، كشف أحمد نصر عبدالرازق، المشرف على قسم «الأمبول المائى»، عن المراحل التى يمر بها تصنيع «الفلورسين»، عن الذى يستخدم على نطاق واسع فى مستشفيات العيون، قائلًا، إنها تبدأ عقب دخول الخامات فى القسم، حيث يتم وزنها، وأخذ عينات منها لتحليلها. وأضاف «عبدالرازق»: «بعد الوزن والتحليل، تنتقل الخامات من مخزن الاستقبال إلى مخزن نوعى، حيث يجرى مسئولو الإدارة الإنتاجية عملية فحص شاملة لها، مع إمكانية أن يتم ذلك بواسطة ٣ تشغيلات للمستحضر الواحد، على أيام متفاوتة».


وتنتقل الخامات بعد ذلك إلى إدارة قسم «الأمبول المائى»، وهناك يبدأ تحضير «الأمبول» من خلال التعقيم، ثم أخذ عينات أخرى للتأكد من صلاحية المستحضر، وفق مشرف القسم، مشيرًا إلى أن أحجام الأمبولات تختلف باختلاف كل مستحضر.
وأوضح أن عملية الفحص تتضمن وضع «الأمبول» تحت عدسة مكبرة لرؤية أى شوائب، والتأكد من خلوه تمامًا بنسبة ١٠٠٪، لأنه يتم أخذه فى الدم، وقال: «يتم أخذ عينات قبل التعقيم وبعده للتأكد من أن المحلول الذى يخرج للمستهلك آمن ولا توجد فيه أى بكتيريا أو أى شىء مضر أو خطر، ثم وزنها، وإدخالها لمنطقة معقمة، وترشيحها لتدخل إلى منطقة تعبئة الأمبول، ثم فحص مجددًا قبل تعبئته فى الأمبول». وتابع: «بعد انتهاء عملية التعبئة، يتم التأكد تمامًا من أن المستحضر الذى تمت تعبئته داخل الأمبولات لا توجد به أى بكتيريا، عن طريق تعريض كل مستحضر لدرجة حرارة معينة للقضاء على أى بكتيريا، والتأكد من صحة المحلول».

واختتم: «طبيعة العمل فى قسم الأمبول حساسة للغاية، كونه من الأماكن المعقمة للغاية، ويتم فيه الالتزام بالنظافة والتعقيم».