رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جلال الشرقاوي: "مسرح مصر" قعدة حشاشين.. ومستوى السينما سيئ جدًا (حوار)

جريدة الدستور


كرمت إدارة مهرجان الإسكندرية للمسرح العربى للمعاهد والكليات المتخصصة، التابع لأكاديمية الفنون وترعاه وزيرة الثقافة، والهيئة العربية للمسرح، فى دورته الأولى، الأربعاء الماضى، المخرج الكبير جلال الشرقاوى. والتقت «الدستور» ابن محافظة دمياط صاحب الـ٨٥ عامًا، الأستاذ المتفرغ بالمعهد العالى للفنون المسرحية منذ ٢٠٠٦، فى حوار تحدث فيه عما يقدمه نجوم «مسرح مصر»، واصفًا إياه بأنه مجرد «قعدة حشاشين»، وفق تعبيره. ولم يكتف أستاذ المسرح بانتقاده اللاذع لكوميديا «عبدالباقى»، وهاجم محمد رمضان، معتبرًا أنه «لو توقف عن التمثيل فستكون بداية إصلاح جاد، لأنه علّم الناس البلطجة»، وفق رأيه.
■ بداية.. كيف رأيت تكريمك فى مهرجان الإسكندرية للمسرح العربى؟
- سعدت جدًا بكون التكريم جاء فى أولى دورات المهرجان، الذى ترعاه أكاديمية الفنون، وهى مؤسسة عريقة أفخر بانتمائى إليها. فمن داخلها تخرج كبار المبدعين فى مصر والوطن العربى، وتكريمى وسام على صدرى يضاف إلى سجل تكريماتى التى حصلت عليها طوال مشوارى الفنى. فقد سبق أن نلت جائزة الدولة التقديرية فى الفنون، وحصلت على ٤٠ جائزة وتكريمًا آخر، إضافة إلى ما يقرب من ٥٠ شهادة تقدير من مختلف الجهات، على رأسها القوات المسلحة والشرطة ووزارة الإعلام قبل إلغائها.
■ لماذا يرتبط اسم جلال الشرقاوى بالمسرح، رغم أنك قدمت للسينما أعمالًا قوية أيضًا؟
- للأسف بدايتى فى السينما لم تكن موفقة، أخرجت ٣ أفلام من إنتاج الدولة، هى: «أرملة وثلاث بنات» ١٩٦٥ و«العيب» ١٩٦٧ و«الناس اللى جوه» ١٩٦٩ وفيلمًا من إنتاج لبنانى، وجميعها أفلام حققت نجاحًا كبيرًا وفشلت فشلًا ذريعًا.
جميعها كان فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووقتها كان ثروت عكاشة نائبًا لرئيس الوزراء للثقافة والإعلام، ومر عرض فيلم «أرملة وثلاث بنات» دون أى مشكلات، لكن الأمر كان مختلفًا مع فيلم «العيب» من تأليف يوسف إدريس.
عقب انتهاء العرض الأول للفيلم فى «سينما دنيا»، فوجئت بالجمهور يصفق بحرارة كبيرة، وكأنه جمهور مسرح وأكثر، كان الفيلم يتحدث عن التأميم، وكيف أن الدولة كانت تتحكم فى الأنشطة التجارية فى هذا الوقت، ولا تسمح لأى رجل أعمال ببدء أى عمل إلا بتصريح.
فضح الفيلم الفساد وكيف كانت تمرر التراخيص لرجال الأعمال «الأشرار» الذين يدفعون الرشاوى، وسلّط الضوء على قصة موظفة شابة فى إحدى الإدارات التى تمنح التراخيص الحكومية، وكيف كان الفساد ينتشر فى هذه الإدارة بداية من الساعى إلى المدير. كانت الفتاة توقع على التراخيص دون أن تراجعها ودون أن تفهم أى شىء، وفى النهاية تكتشف الأمر، ويتضح لها أن رئيس الإدارة «شفيق نورالدين» الذى كانت تعتبره رجلًا صالحًا شريفًا كان على رأس الموظفين الفاسدين، لذا قامت الدنيا ولم تقعد على الفيلم.
■ ما الثمن الذى دفعته بعد فيلم «العيب»؟
- انتقد الفيلم بشكل واضح النظام السياسى والاجتماعى فى عهد «عبدالناصر»، ودارت غالبية أحداثه فى مكتب حكومى تزين صورة الرئيس الحائط الذى يقع خلف مكتب رئيس مجلس الإدارة. كانت كارثة واتُهمت بمهاجمة النظام السياسى، فأمر الدكتور ثروت عكاشة بحذف مشاهد من الفيلم تصل مدتها لـ١٧ دقيقة، وكنت وقتها بدأت تصوير الفيلم الثالث «الناس اللى جوه»، وانتهيت منه، فصدرت تعليمات شفهية بمنعى من العمل فى السينما. وقتها وبعد أن رفض النظام عملى فى السينما، لم يكن يجرؤ أحد على منحى فرصة عمل واحدة، لذا «تم إعدامى سينمائيًا».
■ ما تقييمك للسينما المصرية حاليًا؟
- سيئة جدًا رغم أن هناك محاولات لتقديم أعمال معقولة، لكن هذا لن يحدث إلا عندما يتوقف محمد رمضان وأمثاله عن التمثيل، لأنه علم الناس البلطجة والقتل والتطاول على الكبار وقلة الأدب. أنا لا أطالب الفنانين بتقديم أعمال وعظية، لكن أطالبهم بالتريث واختيار الأنسب لثقافتنا وتقاليدنا.
■ مَن مِن النجوم تعتبره امتدادًا لـ«جلال الشرقاوى»؟
- ليس من بينهم مخرجون، لكن هناك ممثلين. كل أولادنا مثل أحمد السقا وأحمد حلمى وأحمد عيد وهانى رمزى، كلهم طاقات عظيمة، ومحمد سعد ممثل جيد لكن عندما يتوقف عن تقديم شخصيات مثل «اللمبى» وغيرها من أعماله، فأنا أرى أنه يحتاج إلى مدير أعمال شاطر يحسن الاختيار.
■ ننتقل إلى المسرح.. كيف تراه حاليًا؟
- للأسف هناك جهات تسعى لتحقيق الربح السريع دون أى اعتبار للقيمة الفنية، وهناك أعمال «بتتسلق» فى أسبوع، ويجب أن نقاوم هذا التوجه من خلال تقديم الأعمال الجيدة التى تجذب الناس مرة أخرى إلى المسرح دون إسفاف.
■ ما تقييمك لمسرح أشرف عبدالباقى.. وكيف ترد على حجة «الجمهور عايز كده»؟
- «ما فيش حاجة اسمها الجمهور عايز كده»، مسرحية «الملك لير» نجحت بالجمهور، وهى من كلاسيكيات شكسبير، لذا فإن المسرحيات المحترمة تحقق النجاح دون إسفاف. تحدثت من قبل عن مسرح أشرف عبدالباقى، وأقولها مرة ثانية «ليست له علاقة بالمسرح المصرى»، وما يقدمه من عروض تحمل اسم «مسرح مصر» جريمة فى حق الدولة المصرية، لأن مؤسسها ربطها باسم مصر، كما أنها لا تصل إلى مستوى «الاسكتشات» التى كان يُقدمها فى المرحلة الثانوية، وأعتبرها «قعدات حشيش».
■ أخيرًا.. ما المعوقات التى عطلت عرض مسرحيتك الجديدة «هولاكو»؟
- العرض من تأليف الشاعر الكبير فاروق جويدة، ويجرى العمل عليه منذ ٥ سنوات، بسبب اعتذار عدد من النجوم عن تقديمه. كل ما أستطيع قوله إن من رفض المشاركة فى العمل جاهل باللغة العربية الفصحى، لكن ما أؤكد عليه أنه خلال أيام قليلة سأعلن عقد مؤتمر صحفى لأكشف فيه عن مفاجآت كبيرة خاصة بالعرض المسرحى.