رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخدرات داخل الحرم.. كيف تحول طالب الجامعة لـ "ديلر"؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استفحل نشاط تجار المواد المخدرة، حتى اخترقت بوابات الجامعة، بات يتم الترويج لهذه السموم داخل أروقة الجامعات والمعاهد،هناك أماكن داخل الحرم تحولت إلى أوكار.

مؤخرا، صدر قرار المجلس التأديبي لكلية التجارة بجامعة طنطا، بفصل طالب بالفرقة الأولى؛ بسبب تدخين سيجارة محشوة بالحشيش، أثناء محاضرة القانون التجاري، مدة عام دراسي كامل، بعد انتهاء التحقيق الإداري وثبوت ارتكابه للواقعة.

والسوال، كيف تدخل المخدرات لأروقة الحرم الجامعي؟، "الدستور" تجيب عنه السطور التالية، من خلال عدد من الطلبة في معاهد وجامعات مختلفة، أكدوا أن بيع المخدرات داخل الحرم الجامعي لم تكن حالة فردية، إنما تفشت الظاهرة داخل الجامعات الحكومية أيضًا.

يقول محمد حسين، طالب بأحد المعاهد الخاصة في منطقة ٦ أكتوبر،: خلال دراستى في المعهد وجدت أن هناك مجموعة من الشباب الذين يدرسون معى اعتادوا تعاطي المخدرات داخل المعهد، وأكد أنه عندما تعرف عليهم علم أن عملية التجارة في المخدرات تتم داخل حمامات المعهد، كما أنهم يغيرون أماكن تواجدهم باستمرار حتى لا ينكشف أمرهم.

وأضاف في حديثه لـ "الدستور"، أن هؤلاء الطلاب معروفون على مستوى الجامعة ببيعهم الحشيش والمواد المخدرة لزملائهم، أيضًا لهم أوكارهم الخاصة داخل أروقة المعهد، التي يقابلون فيها زبائنهم من الطلبة، مشيرًا إلى أنهم يستهدفون فئة محددة من الطلاب حتى لا يجادلونهم في أسعار شراء المواد المخدرة.

من المعاهد الخاصة إلى الحكومية، أكد محمد شعبان، طالب بكلية دار العلوم في إحدى الجامعات الحكومية، أن هناك أماكن معروفة في الجامعة وشوارع محددة يتم فيها، ببيع وتعاطي المخدرات، ويتمكن الطلاب من إدخال المواد داخل الجامعة بسهولة؛ بسبب عدم تفعيل دور الأمن، وغياب التفتيش للمشتبه بهم.

وذكر "شعبان"،: الأمر يزداد سوءً في حالات إقامة الحفلات داخل الجامعة؛ حينها يفقد الأمن السيطرة تمامًا على عمليات دخول الحرم الجامعي، فيستطيع من هم ليسوا طلابًا الدخول بالمخدرات.

نظم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، التابع لوزيرة التضامن الاجتماعى، برامج توعوية داخل الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا للتوعية بأضرار المواد المخدرة تحت عنوان «حياتك تهمنا» بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات ووزارة التعليم العالي.

وفي سياق متصل،أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أنه سيتم تنفيذ حملات مفاجئة للكشف عن المخدرات من خلال خطة لكل جامعة،مشيرا إلى أن الوزارة تضع الإطار العام للحملة، وتترك التنفيذ وفقًا لرؤية كل جامعة، على أن تستهدف الحملة الطلاب والعاملين فقط.

وأضاف في تصريحات له، أن من يثبت تعاطيه المخدرات وفقًا للحملات غير المُعلنة التي سيتم تنفيذها سواء في الحرم الجامعي أو المدن الطلابية، سيتم التعامل معها تربويًا بحيث يتم التدرج في العقاب، مشيرًا إلى أن هدف الحملة هو علاج الطلاب وليس القضاء على مستقبلهم، ومن هنا سيتم وضع خطة لعلاجهم في الجامعات، فيما من لم يستجب للعلاج سيتم اتخاذ الإجراءات العقابية ضده والتي تصل إلى الفصل النهائي من الجامعة.

وحذر عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، من المعتقدات الخاطئة لدى البعض وتناولهم مخدر الاستروكس أو الفودو، لافتًا إلى أن غالبية من يتعاطون هذا المخدر في سن مبكرة ويتراوح أعمارهم من 15 إلى 20 عامًا..

وأكد "عثمان"، أن هذا المخدر له العديد من الأضرار الصحية، منها فقدان التركيز والانفصال عن الواقع والهزيان والهلوسة والشعور بالبلادة واللامبالاة، بالإضافة إلى سرعة خفقان القلب، وبعض حالات الإغماء والسكتة القلبية والتشنجات وبعض الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى وتليف الكبد.

وكشفت أرقام أعلن عنها صندوق مكافحة الإدمان، أن نسبة التدخين وصلت بين شباب التعليم الثانوي والفني إلى أن أكثر من 12%، فضلا عن أن نسبة تعاطيهم قد وصلت إلى أكثر من 7%، وتخطت الكحوليات نسبة 8%..

وأضافت الأرقام أن مخدر الحشيش احتل نسبة الصادرة بين قائمة الممنوعات التي يقبل الطلاب على شرائها، بنسبة 58.9%، ثم مخدر البانجو، أما الترامادول يأتي في التصنيف الثالث بين قائمة المخدرات المنتشرة بين طلاب مصر.