رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

13 ألف مصاب بـ "إيدز".. كيف تواجه مصر فيروس نقص المناعة؟

جريدة الدستور

حياتها توقفت فجأة، المخ لم يعد قادرًا على التفكير، كل ما كان يشغل بالها هو الانغلاق على نفسها، والابتعاد عن أعين الناس، حتى أقرب الأشخاص إليها، لم تعد قادرة على مواجهتهم بالمرض اللعين، إنه "الإيدز" الذي توغل في جسدها دون سابق إنذار.

جلست سلمى السيد (اسم مستعار) في غرفتها المظلمة، الدموع تنهمر من عينيها، لم تفكر في المرض قدر التفكير في الهروب من العلاقة العاطفية التي رُزقت بها في هذه الحياة، لكنها استغنت عنها على الفور، خوفًا على حبيبها من الأذي، دون أن تخبره سبب تخليها عنه.

شعرت الفتاة الثلاثينية، بإرهاق شديد جعلها تتوجه إلى الطبيب، لتكتشف أنها مصابة بـ "الإيدز"، وتابعت معه فترة طويلة من الفحوصات، توجهت إلى منظمة كفاح فيروس نقص المناعة المكتسب في مصر، التي وفرت لها علاجا بالمجان.

التهابات حادة لا تتوقف، تشعر بها الفتاة حين يشتد عليها المرض، الذى يمنعها من ممارسة عملها أو حياتها بشكل طبيعي، مما خلق داخلها شعورا بالانطواء، حتى لا تحمل أحدا مسؤولية معاناتها من المرض، كما أنها لا تريد أن ترى في أعينهم نظرة الشفقة، فهي الآن ليس لديها أي أمل في نجاح علاجها.

وذكرت أحدث الإحصائيات، أن عدد المتعايشين مع "الإيدز" في مصر،بلغ 13 ألف حالة، ضمنهم 2170 حالة جديدة، 7800 يتلقون العلاجات الدوائية، طبقًا لتقارير البيانات المحلية حتى نوفمبر 2019، وهذا أيضًا ما كشفت عنه الدكتورة فاتن بيومي، عضو البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز، موضحة أن أعلى فئة عمرية بين المتعايشين بين سن 25 و35 عامًا، ويمثلون 42% من الحالات التي تم اكتشاف إصابتها بصورة طوعية.

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 79% من المتعايشين حول العالم تم تشخيصهم، و62% تلقوا علاجًا، و53% تمكنوا بفضل المتابعة الطبية والمواظبة على العلاج من تقليل نسبة الفيروس، وخفض احتمالات عدوى الاخرين.

فتاة عشرينية، تعانى من الإصابة بـ "الإيدز"، لكنها ضمن حالات خشيت مواجهة المرض أو التعايش معه وسط أٌقاربها ومعارفها، لذا لم تفكر بعد أن علمت بحقيقة مرضها، وقررت على الفور مغادرة الحياة في صمت تام.

وقفت "منار" أمام شرفة منزلها بعد أن سيطر عليها الحزن ليس بسبب المرض فقط، بل نظرة أهالي المنطقة والجيران لها بعد أن علموا بحقيقة مرضها، طالبوها بمغادرة المنطقة، لكنها اتخذت قرارا أكثر صعوبة، وهو القفز من الشرفة لتلقى حتفها مباشرة.

خلال عام 2018، تعرض 1.7 مليون مواطن للإصابة بمرض "الإيدز، توفى منهم 800 ألف مريض بسبب مضاعفات العدوى الفيروسية، وعن حل الأزمة، قال الدكتور علاء حشيش، مسؤول الأمراض المعدية بمنظمة الصحة العالمية، إنه مستهدف دوليًا خفض عدد الوفيات لأقل من 400 ألف نسمة وعدد المصابين الجدد لأقل من 200 ألف حالة بحلول عام 2030.

فى سياق متصل، وفرت وزارة الصحة والإسكان، 14 مركزًا لتقديم الرعاية والعلاج، لفحص أكبر عدد من المرضى، بالإضافة إلى24 مركزًا للمشورة بالمجان.

وتشمل خريطة أماكن هذه المراكز، المعامل المركزية في منطقة باب اللوق، مستشفى حميات الإسكندرية، وحدة الطفل البحري في المنوفية، المركز الطبي بعزبة سعد في البحيرة، المركز الحضري بالرويسات في شرم الشيخ، مستشفى الصدر بالمنصورة، مستشفى حميات طنطا، مكتب صحة العرايشية بالإسماعيلية، مركز النحال بالشرقية، مستشفى كفر الشيخ العام، مديرية الصحة والسكان بالبحر الأحمر.