رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مفردات الحارة المصرية.. "من يا صديقى حتى حبيب أخوك"

جريدة الدستور

من المعروف أننا كمصريين نحب الألفة والمودة لذا يقال المصرى صاحبي صاحبه. بصرف النظر عن القرابة فالصداقة والألفه تفوق القرابة فى أحيان كثيرة لدى المصريين وخاصة فى جيل الشباب، وبالأخص فى الحارة.

لذا تجد عبارات ثابته مثل ابن منطقتى وصاحبى.. صاحبى وابن حتتى. مما دفعنى للبحث عن معنى كلمة الصاحب أو الصديق فى الحارة المصرية، هل تغيرت أو تطورت إلى كلمات مرادفه خلال السنوات الأخيرة ؟. الإجابة نعم.

حتى نهاية السبعينات كانتا كلمتى صديقى وصاحبى هما المفردتان المعبرتان عن الصداقة فى الشارع المصرى. لكن الحارة المصرية لابد وأن تتدخل كالعادة لتفرض سطوتها بمفردة جديدة فظهرت مفردة " شقيق " على سبيل المثال يقول الشاب لصاحبه عاوزك معاى فى حوار يا شقيق. ثم ظهرت بعهدها كلمة " شق " وهى تعنى النصف الآخر من الجسد والروح، وهذا يعنى أن الشاب يؤكد لصاحبه على المودة، التى جعلته يعتبر صديقه جزء منه إذا فارقه يموت. ثم ظهرت عبارة " يا زميل" التى تحولت من معنى الصاحب فى العمل إلى الصاحب فى الحياة والعشرة.

ثم ظهرت عبارة " يا بو الشباب " ثم عبارة " يابو الصحاب " وهى تفوق كلمة صاحبى لأنها تعنى أغلى الأصدقاء وأحبهم. ثم ظهرت مفردة "يا اسطى" وتقال هذه المفردة بين الشباب بصرف النظر عن مستواهم التعليمى أو الاجتماعى فى الحارة، رغم أن كلمة أسطة التى تعنى المعلم بالتركية كانت تطلق على أصحاب الحرف سواء سمكرى أو نجار أو غير ذلك،

وفى الغالب كان سائقوا الميكروباص هم أول من حول هذه المفردة من معلم إلى صديق. واذا أمعنا النظر سنجد فئة سائقوا الميكروباص هم أول المجددين فى مفردات الحارة المصرية. وأخيرا ظهرت عبارة " يا أخويا " وهى توحى المودة الشديدة التى تفوق الصداقة العاديه، فالأخ أقرب من الصديق على أى حال ويبدو أن عبارة " يا أخويا " لم تخرج من فئة السائقين لذا لم يسكتوا فجاءوا بأفضل منها " حبيب أخوك " وهذا يعنى أن الصديق نال الحسنيين صلة الرحم والمحبة.