رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما بين الماضى والحاضر.. كيف احتفظت صناعة المجوهرات بطابعها الخاص؟

جريدة الدستور

ما بين الماضى والحاضر تنجرف العديد من الصناعات وفقا للتطورات التكنولوجية المتلاحقة، فبعض الفنون اندثرت منذ زمن، والبعض الآخر واكب الموضة العصرية، ومنها ما ظل محتفظا بجوهره، وإذا أردنا الحديث عن الحضارة المصرية فتتجلى عظمتها في الحرف والمصنوعات اليدوية، بما في ذلك المجوهرات، حيث كان للمصريين القدرة على الوصول إلى المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، خاصة اكتشاف الذهب بكثرة في الصحارى النوبية، وهذا الذى أحدث ثورة في صناعة المجوهرات المصرية.

الحرفيون المهرة، كانوا من بين أول من أسس صناعة المجوهرات في العالم القديم، وتميزوا بالدقة والتفاصيل والتصاميم على أحدث طراز، حتى بمعايير اليوم، فهى لا تزال تلهم صناع المجوهرات في جميع أنحاء العالم.

في مصر القديمة، ارتدت النساء والرجال والأطفال، من العائلات الفقيرة إلى الصفوة أفضل المجوهرات الملونة التي يمكنك تخيلها، وكانت تختلف المواد التي تصنع منها المجوهرات باختلاف الثروة والمكانة الاجتماعية، وكانت تشمل القلادة والأساور وأطواق العنق والمعلقات والأقراط والشارات والخواتم.

أنواع المجوهرات فى مصر القديمة
كان المصريون الأثرياء يرتدون المجوهرات الفخمة المصنوعة من الذهب والأحجار شبه الكريمة والزجاج الملون، والتى كانت باهظة الثمن، لقد أحبوا القطع المصممة مع لفائف ونمور وخنافس الجعران والطيور المجنحة والظباء والثعابين، كما ارتدوا مجوهرات مصنوعة من النحاس والخرز الملون، مصنوعة من الطين المطلي والأحجار وأسنان الحيوانات والعظام، وكانت الفضة نادرة في مصر، ولم تستخدم بشكل كبير.

دلالات المجوهرات عند المصريين القدماء
ارتدى المصريون المجوهرات ليس فقط للزينة، ولكن أيضًا لأنهم آمنوا بقوتها السحرية، فقد جلبت المجوهرات لهم ثروة جيدة، وقامت بحمايتهم من الأمراض، وتجنبهم الأرواح الشريرة، سواء أثناء حياتهم أو في حياتهم اللاحقة، كما ارتدوا مجوهراتهم بعد الموت، حيث تم دفن أفراد العائلة المالكة والنبلاء بحليهم، مما سمح للحفريات الأثرية باكتشاف هذه الكنوز، وتم عرضها فى متاحف مصر وحول العالم.

المجوهرات فى الوقت الحالى
تصميم المجوهرات ظل ثابتًا نسبيًا على مر السنين، فلا تزال تطغى عليه المراجعة الأساسية، وتقنيات الإنتاج، والمواد، لكن التطورات التكنولوجية الجديدة سمحت ببدائل أسرع من الأساليب القديمة، وأدى ذلك إلى تغيير أهمية المجوهرات ووزنها الاجتماعي.

وفى القرن العشرين ظهر تغيير بسيط فى طبيعة المجوهرات، وخضعت لتغييرات جذرية خاصة بالعولمة، وتأثر تصميمها بشكل كبير بالحالات الاقتصادية، والاجتماعية، ولكن مع ذلك ما زالت تعتمد بنفس المنهج والطريقة ولنفس الأغراض.

وخلال الفترة الماضية أعلنت وزارة التربية والتعليم عن إنشاء أول مدرسة لصناعة الحلي والمجوهرات خلال مؤتمر توقيع بروتوكول افتتاح المدرسة، لأن هذا المجال نادر ولا يوجد له مدارس متخصصة فى مصر، ولذلك كان لابد من تخصيص مساحة من أجل تعلم الطلاب المواد الثقافية الخاصة بتلك الصناعة، ومميزاتها، ومشكلاتها، بحيث تتوافر لديه أكثر من فرصة عمل سواء في المصنع التابع له المدرسة أو في مصانع أخرى، أو بدء مشروع خاص به، وربما يكون ذلك بداية جديدة لتطور فن المجوهرات.