رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوجه الشرير لـ يوسف السباعي.. كره نجيب محفوظ وسرق إحسان عبد القدوس

يوسف السباعي
يوسف السباعي

في كتابه «مسافر على الطريق» يصف محمود السعدني الأديب يوسف السباعي في إشارة إلى اسمه بحرف «س» يقول، إنه - بعد الثورة - اندفع إلى الصدارة، وصار واحدًا من الكتاب الرسميين، وأصبح رئيسًا لنادي القصة، وسكرتيرًا عامًا للمجلس الأعلى للآداب والفنون، وسكرتيرًا لنادي الأدباء.

السطو على مشاريع إحسان عبد القدوس

في موسوعة رجال ونساء من مصر، ذكر لمعي المطيعي أن الأديب الراحل توفيق الحكيم أطلق على يوسف السباعي لقب «رائد الأمن الثقافي» وذلك بسب الدور الذي قام به في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ونادي القصة، وجمعية الأدباء.

وعن فكرة توليه هذه المناصب، أكد على أن الأديب إحسان عبد القدوس هو صاحب اقتراح إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية وطلب من «السباعي» أن يحصل على موافقة الرئيس جمال عبد الناصر خشية اعتراض «عبد الناصر» على الاقتراح إذا تقدم بها «إحسان» بسبب الحساسيات بينهما، وبالفعل وافق «عبد الناصر» على الاقتراح على أن يكون «السباعي» السكرتير العام ولا مانع أن يكون «إحسان» عضوًا في مجلس الإدارة، وصدر قرار جمهوري بإنشاء المجلس عام 1956 وأن يعين توفيق الحكيم عضوًا متفرغًا للمجلس بمثابة الرئيس، وأن يكون «السباعي» سكرتيرًا عامًا في يده كل الأمور.
الأمر نفسه تكرر عند إنشاء نادي القصة، وجمعية الأدباء، فبعد اقتراح إحسان عبد القدوس بإنشائهما تولى السباعي رئاستهما.

اضطهد الناقد أنور المعداوي

في كتابه «المنسيون ينهضون» أشار الناقد شعبان يوسف إلى أن أنور المعداوي وصفه الكتاب بالناقد الضرورة، والناقد العاصفة، فقد أحدث في العشر الأولى من سنوات حياته الأدبية حراكًا واسعًا وقويًا، إلى أن تراجع وتوقف جهده بسبب اضطهاد الأديب يوسف السباعي له، يقول: «استغل يوسف السباعي سلطاته في استبعاد أنور المعداوي لأنه انتقد رواياته، واضطهده لدرجة أنه أصيب في صيف 1963 بأزمة نفسية، سافر بعدها إلى قريته بكفر الشيخ، واختفى لمدة تسعة أشهر كاملة، لا يقرأ ولا يتابع الأحداث الثقافية، ولم ينتبه إلى ذلك الغياب أحد».

أما الكاتب الراحل محمود السعدني، حكى في كتابه أن يوسف السباعي بعدما أصبح بقدر قادر رئيسًا لتحرير مجلة «الرسالة» التي كان لأنور المعداوي علاقة وثيقة بها، فهو من أبرز كتابها، وأول من سلط الضوء فيها على أشعار نزار القباني، أول من أشار على صفحاتها بأدب نجيب محفوظ، هبّ أنور المعداوي يهاجم «السباعي» كأديب، لكن الأخير اعتبر الهجمة ضده شخصية.

تدخل «السعدني» ليصلح بينهما، فالمعركة حسب وجهة نظره لم تكن متكافئة، فرتب موعدًا في كافيه «جروبي» عدلي باشا، وأبدى «السباعي» رغبته في أن يتولى أنور المعداوي إدارة تحرير مجلة «الرسالة»، ووافق أنور المعداوي لكن بشروط وعد بالكشف عنها عند لقائه بـ«السباعي».
في الخامسة مساءً، في «جروبي» وصلت سيارة ونزل منها «السباعي» وكان في انتظاره محمود السعدني فقط، وظهر أنور المعداوي في السادسة إلا ربع معتذرًا عن التأخير لارتباطه بموعد سابق مع أحد أقاربه من الفلاحين، فنظر «السباعي» لـ«السعدني» بغضب، وكأنه أحس بالإهانة فالعذر كان أقبح من ذنب بالنسبة له، لكنه واصل الحديث بهدوء مع «المعداوي» وعرض عليه إدارة تحرير مجلة «الرسالة»، وهنا أعلن «المعداوي» شروطه، وكان أولها فصل جميع المحررين الذين يعملون بها، وآخرها هو عدم نشر الكلام «الفارغ» الذي ينشره «السباعي».
وبسبب هذه الشروط التي لم يتحملها يوسف السباعي، انتهت الجلسة إلى لا شىء.
الفترة التي تلت تلك الجلسة وصفها الكاتب محمود السعدني بـ«المصائب»، فقد أطيح فيها بأنور المعداوي من وظيفته بطريقة خبيثة، وانقطع صرف مرتبه، وضُيّق عليه الخناق، فلم يُنشر له حرفًا من كتاباته، وبعد لجوء «المعداوي» للمحاكم، صدر حكم بإنصافه وإعادته إلى وظيفته، لكنهم أعادوه بوظيفة مدرس بمدرسة ابتدائية مغمورة في حي من أحياء القاهرة، فعرف «المعداوي» حينها أنه لن يستطع المقاومة أمام هذا الجبروت، فاستقال من وظيفته، وبدأ صراعه مع مرضه الرهيب الذي قضى عليه.
ضد رؤى القومية والتقدمية
الناقد عبد الرحمن أبو عوف ذكر في كتابه «حوارات معهم» إلى أن يوسف السباعي استغل سلطاته ونفوذه ضد المثقفين والنقاد، وهو ما دفع النقاد إلى الانصراف عن أعماله وتجاهلوها، فأحس «السباعي» بالضيق والحزن بسبب هذه التجاهل.
كما أشار إلى أن يوسف السباعي أغلق مجلة «الكاتب» وهو زير ثقافة، وهي المجلة التي يصفها «أبو عوف» أنها هامة في تاريخ ثقافتنا وكانت تقدم رؤية قومية تقدمية، كذلك أغلق «السباعي» مجلة الطليعة اليسارية، وهو ما أثار استياء المثقفين.

يكره نجيب محفوظ
أما الدكتور عمرو عبد السميع في كتابه «بعض من ذكريات» ذكر أن الأديب يوسف السباعي أغلق مجلة «الكاتب» وهى واحدة من أهم المجلات اليسارية الثقافية، التي كان يرأس تحريرها أحمد عباس صالح، وذلك بسبب مقال للراحل صلاح عيسى في المجلة بعنوان «مستقبل الديموقراطية في مصر».
كما حكى «عبد السميع» الموقف الذي جمعه بالراحل يوسف السباعي أثناء إجراءه لحوار صحفي معه، وأشار إلى الأديب الراحل هاجم الشيوعين كعادته، معتبرًا مطارتهم مهمة مقدسة.
وبخبث استغل عمرو عبد السميع معلومة أسرها إليه الأديب يوسف إدريس، وهي أن «السباعي» يكره نجيب محفوظ، ولا يستطيع تمالك نفسه فور سماع اسمه.
يقول «عبد السميع»، إنه طرح سؤالًا على «السباعي»: لابد أن تتدخل لحل مشكلة مجلة «الكاتب» خاصة بعد تجمع المثقفني، وأنا لا أرى على رأس ذلك التجمع سوى الأستاذ نجيب محفوظ؟
انفعل يوسف السباعي بعد سماع السؤال، وراح في اندفاعه يتعقل تارة ويتعثر في كلامه تارة، يشير إلى أن نجيب محفوظ ليس الرجل الذي يصلح لتلك المهمة، وتساءل:لماذا نجيب بالذات؟ شىء غريب، أنتم جيل تعرض لتخريب ثقافي كبير.