رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"عبدالعال": التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان نموذج لتحقيق الشراكة

جريدة الدستور

شارك الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، اليوم الأربعاء، فى فعاليات المؤتمر الـ13 لرؤساء برلمانات الدول الأوروبية الصغيرة، المُنعقد حاليا فى العاصمة القبرصية نيقوسيا، الذى يناقش عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الدول الأوروبية، ودول منطقة الشرق الأوسط، فى إطار تعزيز التقارب، وتبادل الرؤى إزاء التحديات المشتركة.

وتأتى مشاركة عبدالعال تلبية للدعوة التى تلقاها من رئيس مجلس النواب القبرصى ديميتريس سيلوريوس، بالنظر إلى العلاقات المتميزة التى تجمع مصر وقبرص لاسيما على المستوى البرلمانى.

جدير بالذكر أن مؤتمر رؤساء برلمانات الدول الأوروبية الصغيرة يتكون من البلدان التى يقل عدد سكانها عن مليون نسمة، مثل: الجبل الأسود، وإمارة أندورا، وجمهورية قبرص، وأيسلندا، وإمارة ليختنشتاين، لوكسمبرج، ومالطا، وإمارة موناكو، وجمهورية سان مارينو.

وعلى الرغم من المؤتمر منذ انطلاق أعماله عام 2006، مخصص فقط للبلدان الأوروبية الصغيرة، إلا أنه بالنسبة لمؤتمر هذا العام، ومن منطلق رؤية القبرصية للتقريب بين منطقتي أوروبا والشرق الأوسط، قام البرلمان القبرصي بدعوة رؤساء برلمانات مصر والعراق والأردن وفلسطين والكويت ولبنان وسلطنة عمان وقطر والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك للمشاركة في المؤتمر بهدف تعزيز التعاون وتبادل الرؤى بين دول منطقة الشرق الأوسط والدول الأوروبية الصغيرة.

وخلال مشاركته فى أعمال الجلسة الثانية للمؤتمر، ألقى عبدالعال كلمة حول الموضوع الرئيسى للجلسة تحت عنوان"التعاون بين المناطق: أشكال التعاون والاستفادة للدول الصغيرة"، استهلها بالإعراب عن تقديره لدعوة رئيس مجلس النواب القبرصى للمشاركة فى فعاليات هذا المؤتمر الهام، وما تمثله من مبادرة طيبة بإشراك رؤساء برلمانات دول الشرق الأوسط، وفرصة لتبادل الرؤى حول تعزيز التعاون فى المجالات المختلفة.

واستطرد "عبدالعال" أنه طالما ساد اعتقاد بأن ثمار التعاون لا تأتى إلا من خلال التعاون بين الدول الكبيرة مع الدول الصغيرة، من حيث الاستفادة من قوتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، إلا أن ما يشهده العالم من تطورات قد أوضح أن التعاون بين الدول الناشئة أو الصغيرة يحقق الاستفادة الأكبر، نظرًا لتشابه الهياكل الاقتصادية والمجتمعية والظروف السياسية والتحديات الاجتماعية فيما بين هذه الدول.

واستشهد الدكتور علي عبدالعال، خلال كلمته بآلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، كنموذج هام، يُحتذى به، فى تحقيق التعاون والشراكة بين البلدان الأوروبية الصغيرة ودول منطقة الشرق الأوسط، وما تشمله الآلية من تنسيق سياسى، وتعاون اقتصادى، ومشروعات مشتركة، إلى جانب التعاون فى المجالات العسكرية، والبرلمانية، والثقافية، والسياحية، والبيئية، وكذلك في مجال الطاقة وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أن هذه الآلية - آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان - قد عقدت حتى الآن سبع قمم على مستوى قادة البلدان الثلاث، وعلى المستوى البرلمانى، عُقدت القمة التأسيسية البرلمانية الأولى بين رؤساء برلمانات الدول الثلاث فى قبرص فى فبراير الماضى 2019، لتكون رافدًا مهمًا وداعمًا للقمة الثلاثية التي تعقد على مستوى رؤساء البلدان الثلاث.

وخلال كلمته، تناول الدكتور علي عبدالعال قضايا الطاقة، ومكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، لما تمثله من أولويات ملحة في إطار تدشين التعاون بين الدول المشاركة، حيث أشار إلى الجهود التي تبذلها مصر لكي تتحول إلى مركز إقليمي للطاقة، وما يمكن أن يساهم به ذلك في تحقيق أمن الطاقة لكافة دول المنطقة، وذلك في ضوء امتلاك مصر تسهيلات وبنية أساسية قابلة للتوسع في هذا المجال، وعلى صعيد قضية مكافحة الإرهاب، أكد على أن خبرة مكافحة الإرهاب أثبتت أن مواجهته لا تقتصر فقط على الجانب الأمني، بل تتعدى ذلك إلى الجوانب الفكرية والاجتماعية والاقتصادية من أجل محاصرة الفكر المتطرف وتجفيف منابعه، وإدماج الفئات المهمشة في المجتمع، إلى جانب تجديد الخطاب الديني بما يعزز القيم السمحة للأديان ويرسخ قيم التعايش المشترك واحترام الآخر.

وفيما يتعلق بقضية مكافحة الهجرة غير الشرعية، أشار الدكتور عبدالعال إلى أنها أصبحت إحدى القضايا الملحة في السنوات الأخيرة، وباتت واحدة من أخطر الظواهر التي تؤرق الضمير الإنساني وتهدد استقرار المجتمعات، سواءً في الدول المصدرة للمهاجرين واللاجئين أو المستقبلة لهما، وذلك لتزايد أعدادهم حول العالم بصورة كبيرة؛ هربًا من مشاكل أو اضطرابات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية داخلية، مؤكدًا على أن المرحلة الراهنة تحتم-أكثر من أي وقت مضى- تدعيم العمل البرلماني المشترك وتعزيز آلياته، داعيًا إلى المزيد من التنسيق والتعاون المشترك بين بلدان المنطقة والدول الأوروبية الصغيرة فى المجالات التجارية والاستثمارية، والطاقة، والسياحة لتحقيق أكبر استفادة لشعوبها.