رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريوهات تشكيل حكومة لبنان بعد بيان سعد الحريرى

جريدة الدستور

جدد رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري رفضه تشكيل الحكومة من جديد والاستمرار في منصبه متهما الأطراف الأخرى بالتمسك بموقفها وعدم إجراء تغيرات حقيقة تساعد في حل الأزمة الاقتصادية والوطنية التي يعاني منها لبنان.

ووسط رفض "الحريري" ترؤس الحكومة واعتذار آخرين مثل الوزير السابق محمد الصفدي عن ترؤس الحكومة، اعتذر الوزير السابق بهيج طبارة عن تشكيل الحكومة هو الآخر، وتتجه لبنان إلى السيناريوهات التالية بشأن تشكيل الحكومة:

1- تسمية رئيس وزراء خلال أيام
قال رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم أنه بدأ في مشاورات نيابية؛ تمهيدا لتكليف رئيس حكومة جديد الخميس المقبل، وذلك من أجل الخروج من الأزمة الحالية بسبب التظاهرات التي بدأت منذ 17 أكتوبر الماضي، وزادت الأمور سوءًا مع استقالة الحريري نهاية أكتوبر الماضي ورفضه مقترحات الرئيس عون وحلفائه الثلاثة (التيار الوطني الحر، حزب الله، حركة أمل).

وقد ينجح عون في تسمية رئيس وزراء الخميس المقبل الذي يجب أن يكون من السنة، لكن سيكون مؤقتا وقد لا يحظى برضى الشارع الذي يعتبر المشكلة في التيار الوطني بزعامة جبران باسيل وشركائه؛ إلا أن تسمية رئيس وزراء قد يهدأ الشارع لفترة وجيزة والدخول في حالة تفاوض جدية للخروج من الوضع الحالي.

2- قبول الحريري برئاسة الحكومة مجددا:
أدانت منظمة العفو الدولية، في بيان لها، حالة العنف والاعتداء "المنظم" ضد المتظاهرين من قبل تيارات معينة، وذلك في إشارة إلى الهجمات التي شنها أنصار حزب الله بزعامة حسن نصر الله وحركة أمل بزعامة نبيه بري رئيس البرلمان، والتيار الوطني الحر وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف.

فيما جدد "الحريري" رفضه لتشكيل الحكومة، متمسكًا بشروطه وملمحًا لها وهي تشكيل حكومة تكنوقراط أو تكنو – سياسية أي مكونة من شخصيات سياسية ومن كفاءات فنية، وقد يقبل بتشكيل الحكومة ولو لفترة مؤقتة؛ لمنع دخول لبنان في حالة العنف وقد هدد حزب الله وشركائه بهذا الأمر عبر الاعتداء على المتظاهرين لتحميله مسؤولية العنف الذي سيقع.

وأيضًا قد تضغط جهات خارجية على "الحريري" لقبول تشكيل الحكومة لتهدئة الأوضاع ومنع وقوع حوادث عنف تعيد اللبنانيين لسيناريو الحرب الأهلية الذي لم ينته إلا منذ 20 عاما، بعد أن دامت لأكثر من 30 عاما قتل فيها عشرات الآلاف وشرد فيها الملايين.

3- استمرار حالة الفراغ الحكومي:
قد يفشل الرئيس ميشال عون في تسمية رئيس وزراء الخميس المقبل لرفض العديد من الشخصيات المقترحة هذا المنصب لأنهم سيكونوا كبش فداء للتظاهرات الحالية، كذلك معظم الأسماء المرشحة من "تيار المستقبل" الذي يتزعمه "الحريري" وهؤلاء بالطبع لن يقبلوا المنصب.

أيضًا قد يرفض البرلمان الموافقة على الاسم الذي سيختاره عون لتشكيل الحكومة، فسبق أن ظل منصب الرئاسة شاغرا لعامين ونصف بسبب الخلاف بين التيارات السياسية فقد جاء البرلمان بعون في أكتوبر 2016 بعد سنوات من الخلاف، لكن منصب الرئاسة صلاحياته أقل من رئيس الحكومة وكان يمكن إدارة الدولة نوعا ما بدونه؛ إلا أنه لا يمكن للبنان أن يبقى بدون حكومة ما يجعل البلاد تسير للأسوأ.

واستمرار حالة الفراغ الحكومي سيتضرر منه الرئيس عون وحلفاؤه باعتبارهم المتسبب الأكبر في هذا الأمر وعرقلة تشكيل حكومة تكنوقراط كما يريد الحريري والقطاع الأكبر من اللبنانيين.