رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خيرى شلبى يكشف: هكذا كان يكتب محمود السعدنى

خيري شلبي ومحمود
خيري شلبي ومحمود السعدني

"من أبرز الصفات في شخصية محمود السعدني أنه مثل الصبار لديه قدرة هائلة على الاستغناء، إنه يعرف مقدمًا أن هذه المقالة أو تلك قد تؤلب عليه الدنيا كلها، وقد تحاربه في رزقه، أو على الأقل تحرمه من بعض ما يستحقه من مكافآت مادية أو أدبية، قد يخسر صديقًا يستعدى عليه مسئولًا بتسليط يوغر صدر وزير أو رئيس وزراء أو رئيس دولة من الدول أو طائفة من المنتفعين بسوء وضع من الأوضاع، ومع ذلك يكتب المقالة غير عابئ بما سيحدث ولسان حاله ينطق بالمأثور الشعبي الدارج.."إن شالله تخرب".

هكذا وصف الكاتب الكبير خيري شلبي الكاتب الساخر محمود السعدني في المقدمة التي كتبها الأول لكتاب "عودة الحمار".
وزاد خيري شلبي بقوله: "السعدني من فرط ما كابد الفقر والحرمان ومن شدة ما عاناه من هموم العيال، وما لاقاه من غدر الثورة التي ألقت به في غياهب السجون دون ذنب أو جريرة، أصبح يعتقد أنه مهما اسودت الحياة أمامه، فلن يحدث له أفظع مما حدث من قبل، فالجوع هو مدرب عليه، والطرد من الوظيفة فإنه ياما طرد، والسجن لقد سجن، والنشهير فلن يصدقه أحد".

وواصل: "لقد ضرب المثل في قوة الصبر والصمود واحتمال المكاره ومقالب الزعماء والملوك العرب".

وأخيرًا قال خيرى شلبي: "إن محمود السعدني يضغط على زر في صدره، فإذا تلبسته شخصية قهوجى بعينه من آلاف القهوجية في وجدانه فيشعر بمشاعره ويفكر بطريقته ويعبر بلسانه حتى لا تجد أدنى فرق بينه ككاتب وبين الشخصية التي يكتب عنها، وهكذا الأمر بالنسبة لأنماط لا حصر لها من الشخصيات المصرية الصرفة من أقاصي البلاد إلى أقصاها ومن أعماق الريف إلى قاع المدينة، ومن وجهاء القرية إلى وجوه السلطة فوق سدة الحكم".